رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"سباق الخير" لإنشاء المقابر بالراشدة في الوادي الجديد: كله لله

حفر وتشيد وبناء المقابر
حفر وتشيد وبناء المقابر

يتسابق أهل الخير بمحافظة الوادي الجديد على بناء وتشييد مقابر الموتى وإنشاء حجرات لغسيل الموتي بالجهود الذاتية والتطوعية في ملحمة إنسانية، حيث تجتمع الأهالي بإحدى الجمعيات الخيرية أو الأهلية لوضع آليات العمل بالمقابر من حيث التوسعة وبناء المقابر، وكذلك إنشاء حجرات لغسل الموتى، ويتم تحديد يوم لإنطلاق العمل الخيري التطوعي الذي يشارك فيه الكبار والشيوخ قبل الشباب والصغير.

وشهدت قرية الراشدة بمحافظة الوادي الجديد، يوماً اجتمع فيه عشرات الشباب وكبار السن للعمل التطوعي الذي يؤجر عليه المتطوعون من الله عز وجل لبناء المقابر وإنشاء حجرات لغسل الموتى بالجهود الذاتية.

وقال الحاج محمد الشايب، أحد أبناء قرية الراشدة، إن الجميع يتسابق ويجتمع كخلية نحل لبناء وتشيبد مقابر الموتى لما لها من ثواب عظيم يؤجر عليه المتطوع من الله عز وجل، إذ حث الإسلام على فعل الخير للناس، وتقديمه ابتغاء وجهه سبحانه وتعالى، ووعد الله سبحانه فاعليه بعظم الأجر والثواب، وجني ثماره في الدنيا والآخرة) فقال تعالي "وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا".

وأضاف الشايب أن العمل الخيري هذا شأن عظيم، فتُحيا به فرائض شرعية، تسد به احتياجات، توظّف فيه طاقات، وهو شكل من أشكال التعاون على البر والتقوى، وإن أسمى الأعمال الإنسانية هي تلك التي لا تنتظر مقابلا لها، بل تنبع من القلب ومن رغبة لدى الإنسان في القيام بها، ومن أنبلها الأعمال الخيرية التطوعية، لأنها ممارسة إنسانية ارتبطت ارتباطا وثيقا بكل معاني الخير والعمل الصالح عند كل المجموعات البشرية، منذ الأزل.

وقال أحمد محمد سنوسي، أحد أبناء الوادي الجديد، إن جميع قرى الوادي الجديد يتلاحمون وقت الشدائد والمحن وقت العمل والتشييد والبناء وقت التطوع لله عز وجل في كافة المجالات، وخاصة العمل المرتبط بالمقابر حيث يعد من الأعمال العظمى التي يضاعف لها الثواب.

وأضاف سنوسي أن ما فعله أهالي قرية الراشدة ليس جديداً عليهم وعلى أهالي محافظة الوادي الجديد، لأن العادات والتقاليد وروح المحبة والإخاء والتعاون هي التى تحكم المواطنين، مشيرا إلى أن مثل هذه الأعمال الخيرية الجماعية يحرص عليها دائما أغلب أهالي الوادي الجديد وخاصة سكان قرى الداخلة.

وأشار سنوسي إلى أن القبور لا تباع ولا تشترى بمحافظة الوادي الجديد، لأن الأراضي كثيرة والمساحات شاسعة، لذلك يتم الحفر والدفن في الأرض، كما يتم تغسيل وتكفين ودفن الموتى وحفر القبور مجانا.