رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير بريطانى: القصور الملكية القديمة بالقاهرة أعجوبة وتحف معمارية تجذب عشاق التاريخ

قصر محمد علي باشا
قصر محمد علي باشا

أكد تقرير بريطاني، أن القصور الملكية القديمة في القاهرة "أعجوبة" عصرها وتحف معمارية تجذب عشاق التاريخ من مختلف أنحاء العالم.

وقالت صحيفة "جلوب إيكو" البريطانية، إن مرور الأيام لا يضفي عليها سوى المزيد من السحر والإبهار حتى تحولت إلى معالم سياحية مميزة.

واستعرض التقرير البريطاني أبرز 4 قصور قديمة في القاهرة تحولت بعد سنوات من الإهمال إلى أعجوبة معمارية تخطف أعين السياح والزوار.

- قصر السكاكيني

بعد سنوات سابقة من الإهمال وسرقة محتوياته وانتشار الشائعات الخرافية حوله، يرتفع قصر السكاكيني كأعجوبة معمارية تخطف الأنظار من أعين الزوار، بطرازه الإيطالي الذي يجمع بين مدرستي الباروك والروكوكو ونباتاته، وزخارفه، وتماثيله الرخامية، ونافورته التي تتوسط البهو الواسع بدقة مدهشة.

يقع القصر في ميدان السكاكيني بحي غمرة بالقرب من وسط القاهرة، وبمجرد أن تدخل المكان يذهلك عدد القطع الأثرية الفريدة، بما في ذلك تمثال الفتاة "درة التاج"، بجانب بقايا تمثال على شكل تمساح.

 القصر مزين بتماثيل للبنات والأطفال اختفى لونها الأصلي وتماثيل من الرخام، كما يحتوي على أكثر من 400 نافذة وباب، و300 تمثال، بحسب وزارة الآثار.

سُمي القصر على اسم حبيب باشا السكاكيني وهو من أصل سوري، ولد في دمشق عام 1841، وجاء إلى مصر في السابعة عشرة من عمره للعمل في شركة قناة السويس.

تنازل ورثة السكاكيني عن القصر للحكومة المصرية بعد ثورة 23 يوليو 1952، عندما تم نقل ملكية القصر إلى وزارة الصحة، والتي حولته إلى متحف للتثقيف الصحي في الفترة من 1961 إلى 1983، قبل أن تنتقل ملكية القصر إلى وزارة الآثار وجرى تسجيله، كأحد  الأبنية الأثرية في عام 1987، في عام 2020 تم ترميمه وتجهيزه لاستقبال الزوار بعد عقود من الإغلاق.

- قصر الطاهرة

على مسافة حوالي 20 دقيقة وبالتحديد في حي "الزيتون" حيث تقع محطة مترو سراي القبة، ستلتقي بتحفة معمارية من نوع آخر.

المصمم الإيطالي "أنطونيو ليزك"، أكمل هذه التحفة المعمارية بدرج رخامي وسقوف من المرمر، بناء على تكليف من الأميرة "أمينة" ابنة الخديو إسماعيل، والدة محمد طاهر باشا.

يضم القصر المجاور لقصر القبة الرئاسية، والذي يبعد عدة كيلومترات فقط عن قصر الأمير يوسف كمال، العديد من التحف والتماثيل النادرة لفنانين إيطاليين، والتي تعد في حد ذاتها ثروة لا تقدر بثمن، ويعتبر القصر نفسه واحدًا من أجمل قصور العالم حسب شهادة خبراء عالميين.

أهم ما يميز الطابق الأول من القصر هو ما يعرف بـ "الركن النابليوني"، ويحتوي على مجموعة تماثيل للزعيم الفرنسي نابليون بونابرت، وأريكة من خشب الماهوجني تحمل اسم الخديو محمد سعيد.

كما يضم "الصالون العربي" الذي اختلف تصميمه عن باقي صالونات القصر، وسقفه الخشبي مزين بآيات قرآنية وزخارف تركية وإيرانية.

في الطابق الثاني، توجد أجنحة الإقامة، حيث يوجد الأثاث الفاخر واللوحات الزيتية والمزهريات المزينة بالبرونز، كما يشتمل على حمام رخامي مصمم على الطراز التركي، مزين بتمثال لامرأة مصنوع من الرخام للفنان الفرنسي دانيال إتيان من عام 1894، وتحيط بحديقة القصر نافورة بها تماثيل برونزية ومعدنية، من عمل الفرنسيين، والنحات ماتورين مورو من القرن التاسع عشر.

يشتهر القصر بكونه شاهد عيان على كواليس حرب أكتوبر المجيدة، حيث تحولت إحدى قاعاته إلى غرفة العمليات الحربية لرئيس الجمهورية محمد أنور السادات الذي التقطت له صورة شهيرة له ومن حوله قادة الجيش المصري وهم يناقشون خطة الحرب على خريطة ضخمة مثبتة على طاولة. 

- قصر المانسترلي

قال التقرير البريطاني، يظهر قصر "المانسترلي" كأيقونة للإبداع والجمال في جزيرة "الروضة"، بمساحة أكثر من ألف متر مربع وعلى طول شاطئ نهر النيل، وهي آخر ما تبقى من مجموعة مبانٍ بناها حسن فؤاد باشا المناسترلي عام 1851، الذي شغل عدة مناصب رفيعة، منها محافظ القاهرة ووزير الداخلية.

وبحسب الموقع الرسمي لمحافظة القاهرة، يتميز القصر بزخارف "الباروكيرو" وهي زخارف نباتية وحيوانية، مثل التنين المجنح الملون باللون القرمزي.

 كما يتميز بسقفين، والأول مصنوع من الأسمنت، والثاني مصنوع من الخشب بزخارف مستوحاة من الطبيعة، بحيث تظهر للمشاهد على أنها لوحة وليست سقفًا.

للقصر أهمية تاريخية، حيث يضم القاعة التي شهدت إعلان إنشاء جامعة الدول العربية عام 1945، وظل مقر اجتماعات الملك فاروق مع الملوك والرؤساء العرب، وتوجد في صدر القاعة صورة تجمع الملك فاروق والملك عبدالعزيز آل سعود، وبينهما عبدالرحمن عزام باشا الأمين. 

يتوسط الساحة الخارجية للقصر "مقياس النيل" وهو من أقدم المعالم الإسلامية، حيث تم استخدامه لتقدير حجم فيضان النيل كل عام، وعلى أساسه تقدر قيمة الضرائب والخراجات.

- قصر محمد علي

وضم التقرير البريطاني قصر "محمد علي"، حيث بنى حاكم مصر محمد علي باشا (1769-1849) العديد من القصور، لكن قصره الواقع في منطقة "شبرا الخيمة" يحمل الكثير من الخصوصية.

فأول بناء لهذا القصر كان "سراي الإقامة"، وكان يقع في منتصف طريق الكورنيش الحالي، وفي عام 1821 أضيفت "نافورة سلسلة" إلى حديقة القصر، والتي لا تزال باقية حتى الآن، وقد تصميمه بشكل فريد يعتمد على حوض مائي كبير مبطن بالرخام المرمر الأبيض، وفي وسطها نافورة كبيرة محمولة على تماسيح ضخمة، ينفث منها الماء من أفواهها، ورواق يحيط بحوض الري يمكن أن يطل على الحوض ببكاء الأعمدة الرخامية، وعددها مائة عمود.

أما رسوم وزخارف القصر فقد نفذت بأسلوب الرسوم الإيطالية والفرنسية في القرن التاسع عشر، حيث استعان محمد علي بفنانين من فرنسا وإيطاليا واليونان، ومن بين روائع القصر لوحات أثرية مرسومة خصيصًا لمحمد علي باشا وأفراد أسرته.

وبحسب الباحثة سهير عبدالحميد، فإن أهم الحفلات أقيمت في هذا القصر وكان محمد علي يستقبل أمراء وضيوف وقناصل الدول الأجنبية حتى وفاته، وعلى الرغم من حداثته في تاريخ القصور الملكية في مصر، إلا أنه كان من أعاجيب عصره، حيث تم إدخال نظام الإضاءة بغاز "التنظيف" الذي عرفته أوروبا قبل سنوات قليلة.

وكلف محمد علي المهندس الإنجليزي "أجالوري" بصنع المعدات اللازمة لاستخدام هذا الغاز، بالإضافة إلى التحف والثريات المصنوعة من الكريستال والبرونز والأثاث الفاخر، والتي لا يزال بعضها قائمًا، مثل طقم الصالون الفرنسي المذهب  والرقم والطراز لا يزالان في سجلات الشركة الأم، وكذلك ستائر القصر، والزينة والصور واللوحات الخاصة بمحمد علي وزوجاته، وطاولة البلياردو التي أهداها إياه ملك فرنسا.