رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكراه.. أبرز المعلومات عن الكاهن أندراوس ببولا الشهيد

القديس أندراوس
القديس أندراوس

تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية، اليوم، بذكرى رحيل القديس أندراوس ببولا الشهيد، وتزامنًا مع إحياء ذكرى القديس تروي "الدستور" في سطورها قصة حياته.

ولد أندراوس في 30 نوفمبر عام 1591 بمدينة ساندومير ببولندا، من عائلة نبيلة، رباه أبواه في الفضيلة والتقوى، فدخل في مدرسة للرهبان اليسوعيين في ساندومير، ففاق في العلم والفضيلة، وأراد أن يكرس نفسه لخدمة الله، فنضم الى الرهبنة اليسوعية في ليتوانيا يوم 31 يوليو يوم عيد القديس أغناطيوس عام 1611.

 ولما أحصي بين المبتدئين شرع يقتدي بالأعمال الروحية والتقوية، فبدا بدراسة الفلسفة واللاهوت، ويوم 2 مارس عام 1622سيم كاهناً، فبدأ بالوعظ في كنيسة القديس كاسيمير ليتوانيا، وكان يمكث فترات طويلة في الوعظ والأعمال التقوية ورعاية المرضى بشكل بطولي أثناء وباء الكوليرا الرهيب فاشتهر صيته في تلك النواحي.

 وكان الناس يحبونه ويحترمونه كقديس، وكان يعلم الأطفال التعليم المسيحي ويحثهم على محبة يسوع المسيح وإكرام مريم العذراء ونذر النذور النهائية يوم 2 يونيو عام 1630، وفى العام التالي عين رئيساً في أحد الأديرة واستمر لمدة خمس سنوات يدبر الرهبان بالمحبة والتواضع. 

- عمله في الرسالات التبشيرية ومحاربته للهرطقة

وفى عام 1636 استعفى من رئاسة الدير، عمل في الرسالات التبشيرية، وقضى فيها إحدى وعشرين عام، وهدى الى المسيحية جماً غفيراً من الضالين، وكان يقوى المؤمنين الضعفاء في الإيمان ويهتم بتعليم الصغار ويزور السجناء ويساعد الفقراء.

 وكان يحارب الهراطقة ويفخمهم في حومة الجدال ورجع منهم جماً غفيراً، فلما رأى المتعصبون فيهم نجاح أعمال القديس أندراوس وإن عددهم يقل وشيعتهم تضمحل ابطنوا له البغضاء وصاروا كلما رأوه مجتازاً في الطريق يهجمون عليه ويهينونه بالشتائم ويرمونه بالحجارة. 

وكان القديس أندراوس يحتمل منهم ذلك بصبر فوجهوا إليه يوماً رجلين شريرين ليقتلاه، وكان القديس أندراوس قد قرب الذبيحة الإلهية وهو ساجد أمام المذبح للصلاة، فأحس المؤمنون بذلك فجاءوا إليه باكين وقالوا له يا أبانا قم اهرب من هنا فإن أعداءك قد أتوا ليقتلوك.

 - اضطهاده واستشهاده

 أما هو فأبى أولاً سماع قولهم لأنه كان يتوق إلى الاستشهاد، لكن دموع المؤمنين غلبته وجعلته يرتضي بالهرب، فانزلوه في عربة فشعر أعداؤه بهربه فلحقوا بأثره وأوقفوا عربته، فنزل أندراوس إلى الأرض وجثا على ركبتيه ورفع عينيه إلى السماء قائلاً،لتكن مشيئتك يا إلهى.

 وعندما قال هذه الكلمات نزل على ذراعيه ضربتين بالسيف، و ربطوه في شجرة وعروه من ثيابه وضربوه بكل قواهم، وكان أندراوس يقول يايسوع ومريم ساعدوني، ثم حلوه من الشجرة وجسمه مصبوغ بدمه ووضعوا حبلاً في عنقه وجعلوا يسحبونه وراء الخيل ويطعنونه بالرماح، وأتوا به إلى الهراطقة فقال له رئيسهم من أنت وما تصنع في هذه البلاد، فقال أندراوس أنا كاهن كاثوليكي وراهب يسوعي وقد جئت إلى هنا لأصون الإيمان وارجع إلى الكنيسة أولئك الذين قد ضلوا عنها. 

فقال له مضطهده، إن جحدت إيمانك وإلا نزعت ايمانك وقلبك من صدرك، فقال القديس لهم أنا كاثوليكي وكاهن ومستعد لأن احتمل الموت بدل ما أترك إلهي واجحد إيماني، أما أنتم فيجب عليكم، ترجعوا إلى الكنيسة الكاثوليكية لئلا تهلكوا إلى الأبد. فعند هذه الكلمات حنق الظالمون عليه فقام أحدهم وضربه ضربه قوية شدحت رأسه فوقع القديس على الأرض. 

وضربه أحد المضطهدين بالسيف على رجليه، وأحد الجنود قلع عينيه بشوكة خنجره، فاتوا بقصب أخضر وصنعوه كالمخالب ودخلوه تحت اظفاره، ثم انهم جدعوا انفع وقطعوا شفتيه. ولما شبعوا من تعذيبه اخرجوه الى الشارع وطرحوه في الوحل ليموت.

 واجتاز به أحدهم فرآه وفيه رمق يسير فاستل سيفه وضربه ففاضت روحه، وكان ذلك يوم السادس عشر من مايو عام 1657، وبقي جسده مطروحاً في الشارع 4 أيام لأن المؤمنون لم يجسروا أن يأخذوه خوفاً من الهراطقة. 

وأخيراً حملوه ودفنوه بإكرام عظيم. وبعد فترة فتحوا قبره فوجدوا جسده سالماً من الفساد وآثار الدم بعد ظاهرة في جروحه. وجرت آيات ومعجزات كثيرة بشفاعته، وأعلنه البابا بيوس التاسع قديسًا يوم 30 أكتوبر عام 1853، وأعلنت قداسته على يد البابا بيوس الحادي عشر يوم 17 إبريل عام 1938.