رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أنور وجدى.. أول «نمبر وان»

أنور وجدى
أنور وجدى

من الوهلة الأولى يخطف بصرك ويشد انتباهك، بقامته الفارهة وجسده العريض ووسامته اللافتة، وشعره الفاحم وحركاته التلقائية، هو شاب مغامر يخلّص حبيبته من الأشرار فى أحد الأدوار، وصعلوك فقير متشرد يخوض رحلة صعود بموهبته فى دور آخر، ورومانسى وجسور من نوع الفارس الذى تحلم به الفتيات وهو يأتيهن على حصان أبيض.

إنه الفنان أنور وجدى، الذى تحل، غدًا، ذكرى رحيله الثامنة والستون، فى ١٤ مايو ١٩٥٥.

الميلاد كان فى حى «الظاهر» بالقاهرة عام ١٩٠٤، حيث نشأ وتربى فى أسرة بسيطة، لكنها كانت كثيرة الترحال، لذا انتقلت إلى العيش فى الشام، رفقة الأب الذى كان يتاجر فى الأقمشة بمدينة حلب، وبعد فترة من الزمن عادت الأسرة إلى مصر، ليقرر الصبى الصغير تلبية شغفه بالمسرح عبر الالتحاق بفرقة «رمسيس»، التى شارك معها فى الكثير من الأعمال، حيث فتح العمل فى المسرح لـ«أنور وجدى» الطريق إلى السينما، فسنحت له الفرصة ليشارك فى أول أعماله السينمائية «جناية نص الليل»، للمخرج محمد صبرى، عام ١٩٣٠م، ومنه بدأ مشوارًا سينمائيًا حافلًا بالعديد من الأفلام الناجحة، قدم خلاله ٦ أفلام، تعد من أفضل ١٠٠ فيلم فى تاريخ السينما المصرية، منها: «ريا وسكينة، وأمير الانتقام، والوحش، وغرام وانتقام».

ورفض أنور وجدى حصر العديد من المنتجين له فى أدوار، مثل «ابن الباشا المستهتر الوسيم» و«الشاب الأرستقراطى»، وتمرد على ذلك بتجسيد أدوار أكثر شعبوية وتنوعًا، ليكسب بذلك رهانه مع نفسه ويحقق محبة جمهوره.

كما اقتحم مجال الإنتاج السينمائى، مؤسسًا لشركة «الأفلام المتحدة للإنتاج والتوزيع السينمائى» عام ١٩٤٥، وعبر تلك الشركة، قدم نحو ٢٠ فيلمًا ناجحًا، شارك فى بطولتها، وأشهرها كان مع النجمة ليلى مراد، مثل «قلبى دليلى، عنبر، غزل البنات»، وكذلك الطفلة المعجزة «فيروز»، ومنها «ياسمين، فيروز هانم، دهب».

كان أنور وجدى مصابًا بمرض وراثى فى الكلى، مات بسببه والده وشقيقاته الثلاث، ولم يكن له علاج فى ذلك الوقت، ونصحه الأطباء بالسفر إلى السويد للعلاج لدى طبيب اخترع جهازًا جديدًا لغسيل الكلى، وسافر بالفعل، وأجرى الأطباء جراحة دقيقة له، لكنها لم تُجد نفعًا، ليرحل عن عالمنا هناك، فى ١٤ مايو ١٩٥٥.