رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البيزنطية تحتفل بأسقف قبرص ورئيأس اساقفة القسطنطينية

جان ماري شامي
جان ماري شامي

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القديسين إبيفانيوس، أسقف قبرص، وجرمانوس، رئيس أساقفة القسطنطينية. وقد ذكرت الكنيسة في نشرتها التعريفية أن القديس إبيفانيوس من مواليد فلسطين حوالي العام 315. اعتنق الحياة الرهبانية شابًا في فلسطين، حيث تلمذ للقديس إيلاريون ثم انتقل إلى مصر.

وأسس ديرًا ضمَّ الكثير من الرهبان. كانت ثقافته واسعة المدى، وخدمتها معرفة لغات كثيرة مثل العربية والقبطية والسريانية واليونانية واللاتينية. وحوالي العام 367، انتخب أسقفًا لمدينة كونستاسيا في جزيرة قبرص، وفي عام 394، نراه يكرز في أورشليم ضد الأضاليل الأوريجينية.

وانتقل إلى الله في مثل هذا اليوم من العام 403 ومن مؤلفاته كتاب يحمل عنوان "علبة العقاقير"، حيث يدحض فيه ثمانين هرطقة، ويوضح بالبراهين الإيمان القويم.

القديس جرمانوس وُلد في القسطنطينية، في أيام الإمبراطور هرقليوس (640-641)، وكان والده يوستينيانوس من كبار المسؤولين في الإدارة الإمبراطورية، ومن نبلاء العاصمة. رُسِم متروبوليتًا لكيزيكو حول سنة 705-706، ثم نُقِل إلى كرسي القسطنطينية البطريركية سنة 715. حاول كثيرًا إرجاع الإمبراطور لاون الآيقوني محطم الأيقونات عن ضلاله، ثم اعتزل الإدارة الكنسية واعتكف في منزله الخاص سنة 730. توفي وهو يبلغ من العمر أكثر من 91 عامًا، سنة 733. لدينا منه في الفروض الطقسية تأليفات عديدة.

وبهذه المناسبة، قدمت الكنيسة عظة احتفالية قالت فيها: "لا شك في أنّك تريد أن نُثبت لك أنّ الرب يسوع المسيح جاء برضاه إلى الآلام؟ يموت الآخرون على مضض لأنهم يموتون في الظلام، غير أنّ الرب كان يُخبر مسبقًا عن آلامه: "فَابْنُ الإِنْسانِ يُسَلَّمُ لِيُصْلَبَ".

 أتعلم لماذا لم يهرب هذا الرحيم من الموت؟ ليتفادى أن يرزح العالم أجمع تحت وطأة خطاياه. "ها نَحنُ صاعِدونَ إِلى أُورَشَليم، فابنُ الإِنسانِ يُسلَمُ إِلى عُظَماءِ الكَهَنَةِ والكَتَبة، فيَحكُمونَ عليه بِالموت" ، وأيضًا: "ولَمَّا حانَت أَيَّامُ ارتِفاعه، عَزَمَ على الاتِّجاهِ إِلى أُورَشَليم". أتريد أيضًا أن تعلم بوضوح أنّ الصليب هو مجد بالنسبة إلى الرّب يسوع؟ اسمعه يقوله لك وليس أنا. كان يهوذا الذي ملأه الجحود نحو مضيفه سيُسلمه؛ فور قيامه عن المائدة بعد أن تناول كأس النعمة، وكَشُكرٍ على كأس الخلاص، قرّر أن يسفك دمًا بريئًا. يهوذا الذي أكل من خبز معلّمه، شكره بكلّ وقاحة من خلال خيانته... فقد قال الرّب يسوع: "أَتَتِ السَّاعَةُ الَّتي فيها يُمَجَّدُ ابنُ الإِنسان" 

 هل رأيت كيف يعرف أنّ الصليب مجده؟... وهذا الكلام الّذي قاله لا يعني أبدًا بأنّه كان في السابق من دون مجد لأنّه تمجّد "بما كان له من المجد قبل أن يكون العالم". فبطبيعته الإلهيّة هو مُمجّدٌ منذ الأزل وإلى الأبد؛ أمّا الآن، فقد مٌُجِّد [بطبيعته البشريّة] لأنّه استحقّ الإكليل بثباته في التجربة. لم يُجبر على التخلّي عن الحياة ولم يُقدَّم كذبيحة بالقوّة، بل تقدّم بحرية تامّة. اسمع ما قاله: "إِنَّ الآبَ يُحِبُّني لِأَنِّي أَبذِلُ نَفْسي لأَنالَها ثانِيَةً، ما مِن أَحَدٍ يَنتزِعُها مِنَّي بل إنّني أَبذِلُها بِرِضايَ... فَلي أَن أَبذِلَها ولي أَن أَنالَها ثانِيَةً" ؛ أستسلمُ لأعدائي بملء إرادتي لأنّه لو لم أشأ لما حصل شيء". جاء إلى الآلام باختياره وهو فرح بإنجازه وباسم الثغر للإكليل وسعيد بخلاص البشريّة.