رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القاهرة الإخبارية.. وحديث «البرهان»

توقفت أمام حديث الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالى السودانى، لقناة القاهرة الإخبارية، خاصة تلك المتعلقة بأهداف ميليشيا الدعم وسعيها إلى «ابتلاع السودان» بجملته بواسطة استخدام القوة العسكرية، بعد ما عجزوا عن تحقيق ذلك بالطرق السلمية أو المساومات، وكلامه عن المطامع الشخصية لمحمد حمدان دقلو «حميدتى» وشقيقه عبدالرحيم، التى تبتعد كل البُعد عن أهداف وأفكار وطموحات الشعب السودانى.

الكلام موجع للغاية، نحن هنا نتحدث عن ميليشيا مسلحة تكونت بعيدًَا عن الجيش النظامى وظن البعض أنها ستتحرك لتكون عونًا للدولة فى وقت ما، لكنها عندما حان وقت الاختيار انحازت إلى مطامع قياداتها الشخصية. رئيس مجلس السيادة الانتقالى السودانى قال فى حواره المهم مع قناة «القاهرة الإخبارية» إن الجيش السودانى كان يعتبر فى بداية الأمر «الدعم السريع» هى قوة حليفة وأنها تساند القوات المسلحة، وأن كل ما تملكه من أسلحة يعود للقوات المسلحة السودانية، وأن الاعتماد عليها فى دعم مؤسسات الدولة كان مبدأ عامًا، لكن ما قامت به من غدر يعتبر طعنة سددتها للشعب السودانى ككل وليس للقوات المسلحة السودانية فقط، ما تسبب فى كل تلك الأزمات التى تعيشها البلاد الآن. بالطبع كلام موجع أن تأتيك الطعنة ممن كنت تعتبرهم جديرين بالثقة، هنا تذكرت المحاولات التى كانت تتم خلال فترة حكم الإخوان المسلمين لمصر التى كانت بمثابة جملة اعتراضية فى تاريخنا، حيث حاولوا بكل الطرق تكوين ميليشيات مسلحة تحت أسماء مختلفة وبذلوا كل الجهد لخلق جيش موازٍ لاستخدامه وقت الحاجة، الحمد لله على نعمة الجيش المصرى ونعمة وجود أبطال فى كل الجهات والمؤسسات أوقفوا تشكيل تلك الميليشيات ومنعوها رغم الزيارات التى تمت والطلب المباشر من تنظيمات دولية ومؤسسات أمنية فى دول ما بتشكيل هذه الميليشيات. حديث الفريق البرهان مع الإعلامية المتألقة آية لطفى على شاشة قناة «القاهرة الإخبارية» تحدث فيه عن موقف مصر مما يحدث فى السودان، وعن الشعب المصرى وأشاد فيه بالدور الذى يقوم به الرئيس عبدالفتاح السيسى للحفاظ على تماسك ووحدة السودان وما يقدمه لدعم القضية، ووجه الشكر لكل المصريين، حكومةً وشعبًا، على استقبالهم الشعب السودانى فى محنته. وقال إن الشعب المصرى ليس بغريب عن السودانيين، وكرمه واستقباله للسودانيين قديم، ففى كل محنة تصيب السودان، هو أقرب للسودانيين، «بنحييهم ونشكرهم وليس الأمر غريبًا عنهم، وليس ببعيد عنهم، لهم الشكر ولهم التقدير»، كلام البرهان هو رسالة لكل اللجان الإلكترونية والميليشيات التى تحاول الوقيعة أو تقلل من الدور المصرى أو تشكك فيه.. رسالة واضحة المعالم أن مصر لا تريد للسودان سوى الاستقرار، ولا تطمع إلا فى أن يعيش شعبه فى هدوء. بقى أن أُشيد بمستوى الحوار وإدارته من الزميلة الإعلامية آية لطفى التى كانت أسئلتها مهمة ومركزة ومرتبة تشبه تغطية القناة التى تتعامل مع السودان بحرفية شديدة تدرك فيها مسئولية الكلمة وتبتعد فيها عن الإثارة وعن المزايدات وتقدم إعلامًا محترمًا وتغطيةً لا تتلون تجعلها جديرة بأن تصبح «عاصمة الخبر».