رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد إدخال الذكاء الاصطناعي في التقاضي.. هل سيصبح المحامي إليكترونيًا؟

أرشيفية
أرشيفية

على الرغم من خطورته على البشرية التي أصبحت حديث العالم حاليًا، إلا أنه لا ينكر إيجابيات استخدام الذكاء الاصطناعي في شتى مناحى الحياة، والتي استطاعت أن إثبات قدرتها على مساعدة البشر من خلال الإسراع في تنفيذ الأعمال وبالتالي توفير الوقت والجهد، وغيرها من شتى سبل مساعدة هذا الذكاء لبنو البشر.

واهتمت القيادة السياسية في مصر بالتوسع في استخدام التحول الرقمي مواكبة لتطورات الذكاء الاصطناعي في العالم وتحقيقًا للتنمية المجتمعية في شتى المجالات.

 وكان آخر تلك الاهتمامات توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتعزيز استخدام أحدث الوسائل التكنولوجية في تطوير منظومة التقاضي على مستوى الجمهورية، وذلك بما يساعد على ضبط وحوكمة جميع عناصر المنظومة، ويسهم في تحقيق العدالة الناجزة.

وجاءت توجيهات الرئيس خلال اجتماعه مع المستشار عمر مروان وزير العدل مشتملة عدد  محاور في هذا الإطار، أبرزها التوسع في تطبيق تقنيات "الذكاء الاصطناعي" في تحويل الكلام إلى نص مكتوب خلال الجلسات القضائية.

ورحب عدد من المحامين باستخدام الذكاء الاصطناعي في التقاضي، مؤكدين أنه سينتج عنه سرعة ذلك التقاضي وإنجاز تنفيذ الأحكام، كما سيضمن توفير قدر عال من الدقة في إصدار الأحكام مما يضمن في النهاية تحقيق العدالة.

في الوقت نفسه عبر بعض المحامين من بينهم أحمد سمير المحامي بالاستئناف عن عدم تخوفه من دخول الذكاء الاصطناعي في التقاضي والمحاماة، مشيرًا إلى أن العدالة ليست مسألة رياضية يمكن حسمها عن طريق آلة لن تصل لمهارات المحامي في الفطنة والمنطقية وفن الترافع أمام القضاء ووضع الأسئلة وتكييفها بما يضمن الوصول لقناعة المحكمة، لذا فلا يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي تهديد هذا المجال-على حد تعبيره.

كما أكد سمير على ضرورة مواكبة المحامون للتطورات التكنولوجية والرقمية في ظل هذا التطور والثورة الرقمية الهائلة وإلا سيكون جاهلًا وقد يخرج من المجال لضعفه في المنافسة.

على العكس توقع مصطفى عيد المحامي بالاستئناف والإدارية العليا أن تؤثر تقنيات الذكاء الاصطناعي على مهنة المحاماة بل وقد عبر عن تخوفه على مهنته من تطورات تقنيات الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى ضرورة تعاون كافة المتعاملين في هذا القطاع لوقف  بعض تأثيرات الذكاء الاصطناعي الخطرة على مهنة المحاماة.

من جهة أخرى وعلى الصعيد العالمي تستعد ساحات القضاء الأميركية لاستقبال أول محامٍ يعمل بالذكاء الاصطناعي، في سابقة هي الأولى من نوعها في العالم، وذلك خلال قضية سيتم النظر فيها في 22 فبراير المقبل.


والروبوت هو من تطوير شركة DoNoPay، والتي أطلقت خدمتها في 2017، ويعتمد على نموذج معالجة اللغات الطبيعية "GPT-3"، والذي يعتبر أقدم بجيل مما تستخدمه منصة "ChatGPT" الشهيرة.

ومن المتوقع أن يعمل المحامي على الدفاع عن حقوق عملائه إلكترونياً في شكواهم ضد قطاعات خدمة العملاء في مختلف الشركات، خاصة على مستوى المشكلات المالية، مثل دفعهم مقابل خدمة من دون موافقتهم أو من دون حصولهم عليها من الأساس.

كما سيقوم المحامي الروبوتي بالاستماع إلى مجريات جلسة القضية وما يدور بداخلها بين الشهود وهيئة الادعاء وكذلك هيئة القضاة من خلال ميكروفونات في سماعة أذن مثبتة في أذن هيئة الدفاع، ومن ثم سيحلل هذه المعلومات، للخروج بمرافعة كلامية تمر عبر إذن الدفاع، وبدوره يقوم بإلقائها أمام الهيئة القضائية.