رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فنانة فرنسية تتناول المشاعر المؤلمة "للإجهاض" في أعمالها: يتجاهلها الناس

الفنانة الفرنسية
الفنانة الفرنسية ماتيلد ليميزل

يترك الإجهاض الكثير من المشاعر والاضطرابات المؤلمة بين العديد من النساء، والتي غالبًا ما يتم الناس تجاهلها، وهو ما ألهم الفنانة الفرنسية، ماتيلد ليميزل، خلال رسوماتها الفنية لتسليط الضوء على هذه القضية.

وعن هذا الأمر تقول ماتيلد ليميزيل حسبما ذكرت لموقع Euronews تُجهض امرأة واحدة على الأقل من بين كل عشر نساء حول العالم في حياتها، مما يعني أن كل شخص تقريبًا على هذا الكوكب يعرف امرأة تعرضت للإجهاض، ولكن لماذا نحن مقصرون في الحديث عن ألم "الإجهاض".

كتاب My Almost Nothings

عكفت الفنانة الفرنسية ماتيلد ليميزل، على رسم ما تعاني منه النساء بعد الإجهاض،  في رسومات مصورة، والتي حولتها فيما إلى كتاب بعنوان  "My Almost Nothings".

وخلال رحلة عملها، استعانت ماتيلد، بجمع شهادات من النساء الذين مررن بهذه التجربة، كما فتشت عن  الدراسات التي تناولت هذه القضية، وحولتها إلى رسومات عاطفية وتعليمية تتناول الإجهاض وحقوق المرأة.

معركة شخصية

تروي ماتيلد: "أكثر ما أدهشني في بداية عملي على كتابي My Almost Nothings هو إدراك أنني لم أكن وحدي" مضيفة: "كان هذا بمثابة اكتشاف حقيقي بالنسبة لي، خاصة لأننا مررنا جميعًا نحن النساء بنفس الأشياء، ونفس الآلام".

وتعبر ماتيلد عن أن هذه القضية، هي معركتها الشخصية، لأنها تعرضت لأربع حالات إجهاض قبل أن تلد ابنتها، وقالت إنها شعرت بالعزلة وقلة الإلمام بما يحدث داخل جسدها.

والرسم هو ما ساعدها في إخراج مشاعرها على الورق والشفاء في النهاية، وهي الآن تأمل في أن تقدم للنساء الأخريات نفس الراحة التي شعرت بها، مما يمنحهن مساحة لمشاركة تجاربهن مع إبلاغهن أيضًا بالجوانب الأكثر دقة للإجهاض.

وتتناول الرسوم التوضيحية لماتيلد المشكلات التي تواجهها المرأة عند محاولة الإنجاب، وبعض الثقافية الشائعة التي تحاول ماتيلد كسرها.

كما عبرت عن كيف يُطلب من النساء الحفاظ على خصوصية حملهن حتى يبلغ عمر الجنين 12 أسبوعًا، وبعد ذلك يكون احتمال الإجهاض أقل، فخبر الأطباء النساء أن الإجهاض "يبدو وكأنه دورة شهرية ثقيلة"، وغالبًا ما يتجاهل الأصدقاء والعائلة، ألم الإجهاض.

كما تناقش ماتيلد، مصطلح الإجهاض الذي يمثل مشكلة، في الفرنسية، حيث يُترجم الإجهاض إلى كلمة "fausse couche" أو "الولادة الزائفة"، فتقول ماتيلد إن هذا يلقي باللوم بشكل مباشر على النساء لفشلهن في الاستمرار في الحمل، وبدلاً من ذلك، دعت الفنانة الشابة إلى استخدام المصطلح الأكثر حيادية "Grossesse arrêtée" أو "توقف الحمل".

كما انتقدت ماتيلد مصطلح "الولادة الكاذبة"  مشيرة إلى أنه غير صحيح، لأنه لا يوجد شيء خاطئ في مثل هذه الأمور، وما هو إلا تقليل من قيمة ما تمر به المرأة.

مشروع قانون لدعم المرأة في حالة الإجهاض

وفي فرنسا، تحدث 200000 حالة إجهاض كل عام، وهو ما يمثل حوالي واحدة من كل أربع حالات حمل، وفي مارس الماضي، وافق البرلمان بالإجماع على مشروع قانون جديد لمنح المرأة المزيد من الدعم في حالة الإجهاض.

ويعرض مشروع القانون، الذي يُعرض على مجلس الشيوخ حاليًا، ومن المتوقع أن يصبح قانونًا، على أنه من حق المرأة إجازة مدفوعة الأجر من العمل في حالة الإجهاض، كما يتيح لهن الوصول إلى خدمات الصحة العقلية التي يغطيها التأمين الاجتماعي.