رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحوار الوطنى وفن استغلال الفرص

ذهبت إلى مقر انعقاد الجلسة الافتتاحية للحوار الوطنى بشغف شديد، حضرت وتابعت مجريات الجلسة، وتابعت ردود الأفعال أثناء وبعد كلمات المتحدثين من المسئولين بالحوار الوطنى أو من المشاركين من مختلف القوى السياسية والحزبية والمجتمعية والشبابية.

استمعت لكل الآراء التى تم طرحها على منصة الحوار الوطنى، أو التى لم تسنح الفرصة بعرضها فى الجلسة الافتتاحية، تحدثت مع مختلف الاتجاهات السياسية، وجدت أملًا ورغبة من الجميع فى إنجاح الحوار الوطنى.

ترجّلت بين أروقة مركز المؤتمرات بمدينة نصر، مقر انعقاد الجلسة الافتتاحية للحوار الوطنى، وجدت وجوهًا وشخصيات لم أكن أتوقع ظهورها أو مقابلتها فى أى مناسبة رسمية، وهو ما أسعدنى لأنه بمثابة إعادة الترابط لتحالف ٣٠ يونيو.

ما بين السعادة والقلق كان شعور أغلب المشاركين، إلا أن الجميع أجمع على أنها فرصة يجب على الجميع استغلالها، سواء الأحزاب والقوى السياسية المؤيدة للسلطة أو ممثلى المعارضة، وكذلك الحكومة ذاتها، فالجميع مطالب باستغلال الفرصة.

كلمة الرئيس السيسى التى وجهها للمشاركين، وحضور رئيس الوزراء ومعه العديد من وزراء حكومته الجلسة الافتتاحية للحوار الوطنى، كان أمرًا لافتًا للغاية، خاصة أن عددًا من أعضاء مجلس الأمناء أكدوا أنهم لم يتوقعوا حضوره، كذلك حضور مختلف التوجهات السياسية فى هذه الجلسة المهمة أعطى انطباعًا للجميع بأن هناك رغبة حقيقية فى إجراء حوار حقيقى حول أولويات العمل الوطنى، وكذلك مناقشة جميع القضايا التى تهم وتشغل بال المواطن المصرى.

انتظرنا عامًا كاملًا منذ دعوة الرئيس السيسى للحوار الوطنى، جاء فى أذهاننا جميع السيناريوهات نتيجة التأخر المبرر- من وجهة نظر البعض- فى انطلاق الحوار الوطنى، إلا أن مشهد الجلسة الافتتاحية أعاد الأمور إلى نصابها الصحيح وأعاد الأمل فى رغبة المشاركين فى إنجاح الحوار الوطنى.

ساعات قليلة تفصلنا عن إعلان مجلس أمناء الحوار الوطنى والأمانة الفنية تفاصيل الجلسات النقاشية ومواعيدها، وهى الأهم فى الحوار من الجلسة الافتتاحية، وأنتظرها بشغف، كما انتظرت انطلاقة الحوار، ويجب على جميع المشاركين فى مناقشة قضايا الحوار فى محاوره الثلاثة: السياسى والاقتصادى والمجتمعى، الحرص على تقديم الأفكار والرؤى والأطروحات لجميع القضايا المطروحة بكل شفافية، والبعد عن تبادل الاتهامات والشعارات الرنانة، والتى قد يظن البعض أنها ستعمل على دغدغة مشاعر الجماهير، خاصة أن الجلسات ستكون مذاعة على الهواء مباشرة، فالمصريون الآن ومصرنا الحبيبة ليست فى حاجة إلى شعارات من أى طرف، ولكنها فى حاجة جادة إلى سماع أفكار الجميع من أبنائها المخلصين الذين وجدتهم فى الجلسة الافتتاحية.