رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هشام عبدالعزيز: الحفاظ على الأوطان يتطلب التكاتف وإعلاء المصلحة العامة

د. هشام عبد العزيز
د. هشام عبد العزيز

قال الدكتور هشام عبدالعزيز، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، إن نعم الله علينا لا تحصى، مستشهدًا بقوله تعالى: "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم"، وأن من أغلى النعم علينا نعمة الوطن، فهي نعمة عظيمة ومنة كريمة لا تقدر بثمن ولا تساوى بالأموال والأرواح.

وأضاف عبدالعزيز، خلال خطبة الجمعة من مسجد السيدة رقية بالقاهرة، أن الوطن موطن الآباء والأجداد ومسقط الرأس ومستقر الحياة حيث الأمن والأمان والراحة والطمأنينة دون خوف أو فزع أو هلع، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا".

وأشار عبدالعزيز إلى أن الوطن ليس مجرد أرض نسكن فيها إنما هو كيان عظيم يتملكنا ويسكن فينا، وأن الله عز وجل فطر العباد على حب أوطانهم، مستشهدًا بحب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لوطنه مكة المكرمة وحينما خرج منها وذهب إلى المدينة، قال في حديثه الشريف: "اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة أو أشد".

وأكد رئيس القطاع الديني أن الوطن أحد الكليات الست التي أحاطها الشرع الحنيف بسياجات عظيمة من الحفظ والصيانة والحفاظ على الأوطان من صميم مقاصد الأديان، والدين لا يقوى إلا في ظل وطن قوي يحميه ويحمله.

وأوضح عبدالعزيز أن من أهم عوامل الحفاظ على الأوطان الأخذ بأسباب القوة والعلم والعمل، وجودة الإنتاج، والبناء والتعمير، فكل ما يؤدي إلى التعمير وقوة الأوطان فهو من صميم الأديان، فالدين فن صناعة الحياة والبناء، لا الموت ولا الهدم، مستشهدًا بقوله تعالى: "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"، وبقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أكلَ أحدٌ طعامًا قطُّ ، خيرًا من أنْ يأكلَ من عمَلِ يدِهِ وإنَّ نبيَّ اللهِ داودَ كان يأكلُ من عمَلِ يدِهِ".

وأكد عبدالعزيز أن الحفاظ على الأوطان يتطلب التكاتف والتعاون وإعلاء المصلحة العامة للرقي بها، والحفاظ على أمنها وسلامها ومقدراتها ومكتسباتها، مستشهدًا بقوله تعالى: "وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ".

ولفت إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم بشر حراس الوطن الذين يضحون من أجل أوطانهم  في حديثه الشريف: "عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله".