رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحوار الوطنى.. انطلاقة نحو المستقبل

فى كلمته بالجلسة الافتتاحية للحوار الوطنى أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى تطلعه لأن يكون الحوار «شاملًا وحيويًا وفاعلًا»، الفكرة كانت رائعة، أن يجلس الجميع ويتحاورون ويطرحون أفكارًا للمستقبل ويعرفون الأرقام الحقيقية وحقيقة الأوضاع أمر بالغ الأهمية، الأمة المصرية تمتلك من المقومات والقدرات ما يفتح لها آفاقًا جديدة ومسارات للمستقبل، والعقول المصرية يمكن أن تسهم بشكل فعال فى تحقيق ذلك. إطلاق الحوار كان بمبادرة من الرئيس خلال إفطار الأسرة المصرية الذى حضره عدد كبير من مختلف التيارات والأحزاب، والتى إن اختلفت فى الرؤى لكن لا يمكنها أن تختلف على الوطن وهو نقطة الانطلاق الحقيقية للحوار.. فكرة أن ينطلق الجميع من أرضية مصرية مشتركة مهما اختلفت التوجهات والأفكار.. هنا تكون الانطلاقة، والتى وضحت خلال كلمة الرئيس وهو يؤكد على أن يكون الحوار شاملًا وحيويًا وفاعلًا، فطالما أن الجميع يتفق على ثوابت وطنية ويتحرك من أرضية مشتركة أساسها مصلحة مصر هنا يكون للحديث معنى وللنقاش أهمية وللأفكار مسارات لتنفيذ ما يصلح منها. 

«الاختلاف فى الرأى لا يفسد للوطن قضية» هذه حقيقة راسخة، ومهما كان التنوع أو حتى الاختلاف فى الأفكار وفى طريقة عرضها فإن الاجتماع والنقاش حولها- طالما كانت النوايا صادقة ولدينا إرادة قوية للعمل- يعزز من قوة المجتمع ومن قوة النتائج التى ستخرج من الحوار الوطنى، وهو ما ينعكس على القرارات التى ستدخل حيز التنفيذ، سواء بتعديلات تشريعية أو بتوجيهات مباشرة من القيادة السياسية للمسئولين عن الملفات المختلفة بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه إذا ما كانت لا تستدعى مشروع قانون.

الكل ينتظر نتائج الحوار الذى يراهن عليه الجميع، لرسم المستقبل لأكبر دولة عربية، حيث تجلس نخبتها للنقاش حول المستقبل وما يمكن أن نفعله اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا ورياضيًا وفى كل المجالات لنتجاوز كل الضغوط والمشاكل التى أربكتنا السنوات الماضية، والتى تحدث عنها عمرو موسى فى كلمته مؤكدًا أنه واحد من الذين تابعوا ثم ساهموا فى مسار العمل الوطنى السياسى طوال عقود طويلة، وعايش تلك السياسات بحلوها ومرها، وأن عهدًا جديدًا بدأ فى ٢٠١٤ كان عليه أن يتعامل مع الإرث الثقيل ويرسى قاعدة إصلاح الأحوال، وأن الرئيس عبدالفتاح السيسى أعطى للشباب دوره فى جنبات الحكم، وصار الكثير من الشباب يجلس على رأس مؤسسات هامة وصناديق ومصالح وطنية كبيرة، كما تقدم بالمرأة المصرية إلى الصفوف الأولى، تطبيقًا للدستور الذى نص على أن الدولة تكفل تحقيق المساواة بين المرأة والرجل فى كل الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

تحدث عمرو موسى وطرح أسئلة يرددها الناس فى الشارع عن الأزمة الاقتصادية والأسعار والتعليم وغيرها ولم يقاطعه أحد بالعكس، فالرئيس نفسه مهتم بأن يتحاور الجميع ويتحدثوا ويعرفوا المعلومات كاملة ليكوّنوا رؤية واضحة ثم يطرحوا أفكارًا قابلة للتنفيذ.

فى الحقيقة كلمة الرئيس التى ألقاها فى بداية الجلسة كانت مطمئنة لكل المشاركين، والحديث عن أن «الاختلاف فى الرأى لا يفسد للوطن قضية» بمثابة مسار عظيم للديمقراطية، قد نختلف فيه لكن لا نختلف عليه، ويمكننا من خلاله أن نتبادل فيه الآراء لا أن نصدر فيه المشاكل ونصنعها.. فى الحقيقة لدينا أمل أن يكون الحوار الوطنى انطلاقة لمستقبل يليق بمصر الجديدة.