رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من رمضاء السجائر إلى نار الدخان الإلكترونى.. هل تعيش الوهم؟

 الدخان الإلكتروني
الدخان الإلكتروني

يفكر البعض في اللجوء للسجائر الإلكترونية من أجل الإقلاع عن التدخين العادي، اعتقادًا أنه أقل ضررًا أو أنها تكون بداية الإقلاع عن تدخين السجائر العادية، إلا أنه اعتقاد خاطئ حيث أثبتت التجارب الحية أضرار تلك السجائر.

ورغم ذلك ترتفع مبيعات السجائر الإلكترونية في مصر، اعتمادًا على ذلك الاعتقاد لدى البعض، وكذلك يرتفع أعداد المدخنين سنويًا لا سيما بين الشباب، بينما أعداد المقلعين عن التدخين ليست بنفس المعدل.

"الصحة" تحذر

وإزاء ذلك، حذرت وزارة الصحة المصرية من السجائر الإلكترونية في منشور لها على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وقالت فيه: "لا تتورط.. السجائر الإلكترونية تضر بصحتك مثل السجائر العادية، لذلك توقف عنها فورًا واحمي نفسك".

ليس ذلك وحسب، ولكن أرفقت الخط الساخن للمساعدة في الإقلاع عن التدخين ١٦٣٢٨، طالبة من راغبي الإقلاع عن التدخين الاتصال به من أجل طلب المساعدة وعدم اللجوء لفكرة السجائر الإلكترونية لأنها تضر ولا تفيد.

وفي بيانٍ سابق، أكدت وزارة الصحة، أن النيكوتين مادة سامة تؤثر على عمل الجسم والمواد الكيميائية المسببة بالإصابة بأمراض السرطان، وكذلك المعادن الثقيلة مثل النيكل والقصدير والرصاص، بالإضافة إلى النكهات المتعددة مثل ثنائي الاسيتيل المرتبطة بأمراض الرئة الموجودة بالسجائر الإلكترونية.

لا فائدة من السجائر الإلكترونية

عصام خالد، أحد متضرري السجائر الإلكترونية، والذي كان يدخن بشراهة شديدة قبل الزواج والإنجاب، إلا أنه بعد ذلك حاول الإقلاع التام، لكن الفشل كان حليفه على مدار ثلاثة أشهر من المحاولة المستمرة.

لجأ عصام للسجائر الإلكترونية، والتي يتم بيعها على مواقع التواصل الاجتماعي رغم أنه ممنوع استيرادها في مصر، إلا أنه لم يلاحظ لفترة طويلة أي اختلاف بينها وبين السجائر العادية: "كنت أشتاق إليها بنفس الكيفية ولا يعدل مزاجي سواها وهو نفس الشعور مع السجائر العادية ولا فائدة للسجائر الإلكترونية".

وأوضح أنه بعد فترة بدأ يشعر بألم في الصدر وظن أنه نزلة برد عادية، وقال: "حين كشفت وبعد فحوصات وأشعة اكتشفت إصابتي بالتهاب رئوي دهني، وهو أصعب من الالتهاب الرئوي العادي نتيجة استخدام زيوت في تلك السجائر".

  • أكثر من 18 مليون مدخن في مصر، أدوا إلى ارتفاع إنفاق المصريين على السجائر بموجب 17 مليار جنيه خلال العام 2022 – 2021 وبنسبة زيادة 7% على العام الذي يسبقه، وفق الشرقية للدخان.
  • بينما تؤكد جمعية مكافحة التدخين أن 42% من الأسر المصرية، بها مدخن واحد على الأقل، لترتفع بذلك البلاد إلى قائمة العشر الأوئل الأكثر تدخينًا على الصعيد العالمي.

شهاب: "أصابتنى بسعال متواصل"

علي شهاب، مدخن آخر في الثلاثين من عمره، والذي كان له تجربة سيئة مع اللجوء للسجائر الإلكترونية، قال: "افتكرت أنها بديل للسجائر العادية، وكانت تجربتها في الـ6 أشهر الأولى جيدة رغم أنها مش بديل هي زي السجائر العادية".

وأضاف: "لكن بعد كده لاحظت إني بكح كتير جدًا بشكل ملحوظ وسعال مش بيقف، ولما كشفت الدكتور قال بسببها، وفضلت 7 شهور مصاب بسعال ملوش علاج بشكل غريب جدًا ودا نتيجة الزيوت والمواد المستخدمة فيها".

استطاع "علي" بعدما حذره الطبيب من احتمالية إصابته بسرطان في الرئة نتيجة امتلاء رئتيه بالأدخنة، الإقلاع عن تدخين السجائر الإلكترونية والعادية، إلا أنه بعد فترة استعاض عن الاثنين بالشيشة والتي تعد أقل ضررًا.

وخلصت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا للسجائر الإلكترونية ونشرت في مجلة "جمعية القلب الأمريكية" خلال العام 2022، إلى أن تدخين السجائر الإلكترونية يضعف وظيفة بطانة القلب، وبالتالي عجز الأوعية الدموية على الانفتاح بدرجة كافية لتزويد القلب والأنسجة الأخرى بالدم الكافي.