رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مومياء فرعونية فى سويسرا تثير قضية إعادة التحف الفنية إلى مصر

مومياء الكاهنة الفرعونية
مومياء الكاهنة الفرعونية

سلط موقع "سويس إنفو" السويسري الضوء على الأجواء الفخمة التي صاحبت مكتبة دير سانت جالن وهي واحدة من أقدم وأهم المكتبات التاريخية في العالم، وتضم المومياء من مصر وهي الكاهنة شيب إن إيزيس.

وتابع الموقع، أنه وفقًا للعلماء، فإن شيب أون إيزيس ابنة كاهن توفيت في القرن السابع قبل الميلاد عن عمر يناهز الثلاثين عامًا، والتابوت الذي تتواجد فيها المومياء أجمل ما يمكن أن تتخيله، ولكن هل هذا بالفعل التابوت الأصلي الخاص بها.

إعادة التحف الفرعونية لمصر

وأوضح الموقع، أن أحقية المومياء الفرعونية من عدمه عاد للظهور مرة أخرى عندما فاز المخرج المسرحي المحلي ميلو راو بجائزة Kulturpreis، وهي أرقى جائزة ثقافية في سانت جالن، في نوفمبر الماضي، حيث قال في خطاب فوزه إنه سيتبرع بجائزته البالغة 30 ألف فرنك سويسري للمساعدة في إعادة المومياء إلى مصر.

كما صاغ هو وغيره من الموقعين إعلان سانت غالن لشيب أون إيزيس، واصفين المعرض بأنه "طائش" إن لم يكن "غير أخلاقي"، فضلًا عن كونه غير مقبول لمدينة ثقافية مثل سانت جالن.

أصول المومياء الفرعونية

وأكد الموقع أنه يُعتقد في الأصل أن شيب أون إيزيس قد دفن في مصر في مقبرة طيبة، ووفقًا لراو وزملائه الموقعين، فقد سرقها اللصوص من قبرها، ومع ذلك، تقول مكتبة الدير إن هذه النسخة من الرواية لا يمكن إثباتها.

وأفاد بأنه انتهى المطاف بشيب أون إيزيس في سانت جالن منذ حوالي 200 عام، حيث يقال إن فيليب رو، وهو رجل أعمال ألماني، اشترى رفاتها في الإسكندرية مع تابوتين خشبيين مصاحبين لها، ثم أرسلهم بعد ذلك إلى صديقه السياسي كارل مولر- فريدبرغ، الأب المؤسس لكانتون سانت جالن. 

وتابع الموقع السويسري، أن الإدارة الكاثوليكية في كانتون سانت جالن، قد استجابت لانتقادات راو وقررت إعادة النظر في القضية، وقال مجلس الإدارة إنه "سيبحث بجدية" في إمكانية إعادة شيب إن إيزيس إلى وطنها، بالتشاور مع السلطات المصرية.

الإرث الاستعماري في دائرة الضوء السياسية

يجب على الباحثين السويسريين عن المصدر أن يخوضوا الآن في قضية مهمة أخرى متعلقة بالممتلكات الثقافية المشتقة من التجارة في الحقبة الاستعمارية، بالرغم من هذا قد يبدو متناقضًا، نظرًا لأن سويسرا لم يكن لديها أبدًا أي مستعمرات، لكن سويسرا "كانت ولا تزال جزءًا من محادثة أوروبا الاستعمارية"، حيث بدأت سويسرا بالفعل اتخاذ موقف دفاعي عن الدول لإعادة التحف الفنية لموطنها الأصلي.

وأوضح الموقع السويسري، أن هذا يأتي في ظل صراع العديد من الدول الأوروبية الآن مع الآثار المترتبة على الفن المنهوب من الحقبة الاستعمارية، حيث قدمت بعض الدول، مثل هولندا، اعتذارات رسمية، بينما أعربت العائلات المالكة البلجيكية والبريطانية عن أسفها، لكنها لم تقدم أي اعتذار، عن تصرفات بلديهما في الماضي، فيما دعم آخرون أقوالهم بالأفعال. 

على سبيل المثال، أصبحت ألمانيا أول دولة تبدأ في إعادة بنين البرونزي إلى نيجيريا، ولكن بالنسبة لمصر لم يُحسم الأمر بعد، خصوصًا أن القطع الفنية المصرية تُعدّ حجر الزاوية ونقطة الجذب الرئيسية للمتاحف والمعارض حول العالم.