رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طارق النهرى: الجمهور بينادينى «حمادة فتح الله».. وتوقعت النجاح الساحق للمسلسل

طارق النهرى
طارق النهرى

- لم أتخوف من أن يكرهنى الجمهور وأحب أدوار الشر من بداية مشوارى 

- العمل مع محمد رمضان ممتع وهو فنان وإنسان يرغب فى نجاح الجميع

فنان له طابع خاص، يعود إلى جمهوره بعد فترة من الغياب بسبب ظروف صعبة مر بها خلال الفترة الماضية، ليقدم دورًا مختلفًا من خلال شخصية «حمادة فتح الله» فى مسلسل «جعفر العمدة» بطولة النجم محمد رمضان.

إنه الفنان طارق النهرى، الذى يقدم فى المسلسل دور شخصية شريرة بشكل مختلف، معتمدًا على التعبيرات والتمثيل الصامت فى عدد كبير من مشاهده، وهو ما أسهم فى نجاح الدور وإشادة الجمهور به، على الرغم من كرههم الشخصية وتصرفاتها ضمن الأحداث.

فى حواره التالى، مع «الدستور»، يكشف «النهرى» عن تفاصيل مشاركته فى «جعفر العمدة»، وكيف أقنعه المخرج محمد سامى بالوجود فى العمل، وتحضيراته لتقديم الشخصية المعتمدة على التعبيرات والتمثيل الصامت.

■ بداية.. هل توقعت هذا النجاح الكبير لمسلسل «جعفر العمدة»؟

- بالتأكيد توقعت هذا النجاح الساحق وردود الأفعال الواسعة، خاصة أثناء «المونتاج»، فقد كنت أجلس خلالها مع المخرج محمد سامى، الذى بذل مجهودًا جبارًا على مدار عدة أشهر، ويستحق هذا النجاح وأكثر، وشعرت بهذا المجهود فى فترة «المونتاج» تحديدًا.

كنت أشعر بأننى كمتفرج منبهر، وأنتظر المشهد تلو الآخر، فى ظل أن الأحداث كلها ساخنة وقوية ومليئة بالغموض والتشويق، وهناك تميز من جميع الأبطال.. «والله مش بقول الكلام ده عشان أنا ممثل فى المسلسل، لكنى بقول شعورى الحقيقى تجاه ما شاهدته».

كما أننى شعرت بالنجاح الكبير مع مرور أيام التصوير، لأن فريق العمل بأكمله كان يشبه الأسرة الواحدة المترابطة، وكلنا نفيد بعضنا البعض، وقلبنا على قلب بعض لخروج كل ممثل فى أفضل صورة، والعمل كله على أكمل وجه، بقيادة مخرج واع ومتمكن ومسئول.

لذلك كله، نعم كنت أتوقع أن يلفت «جعفر العمدة» الانتباه، لأنه مختلف بشدة، وكنت أثق فى أن المسلسل سيكون مميزًا، وعلى الرغم من ذلك أبهرتنا جميعًا النتيجة، والحمد لله استطاع العمل أن يجذب كل الأعمار والفئات سواء فى مصر أو الدول العربية.

■ وكيف جاءت مشاركتك فى أحداث المسلسل؟ 

- رشحنى للدور المؤلف والمخرج محمد سامى، وبصراحة فى بداية الأمر كنت متخوفًا ومترددًا كثيرًا، خاصة أننى لم أشارك فى التمثيل منذ فترة بسبب الأزمة التى كنت أمر بها، وكنت قلقًا جدًا من العودة للجمهور بعد غياب دام أكثر من ٥ سنوات، وتحديدًا منذ أن قدمت مسلسل «طاقة نور» مع النجم هانى سلامة والمخرج رءوف عبدالعزيز فى عام ٢٠١٧.

لكن مع قراءة الأحداث باستفاضة أعجبت كثيرًا بالورق، والخطوط الدرامية الخاصة بكل شخصيات وأحداث المسلسل أثارت إعجابى للغاية، لكنى فى التوقيت نفسه كنت متخوفًا للغاية.

والمخرج والمؤلف محمد سامى استشعر هذا الخوف فتحدث معى، وكان يتعامل معى بطريقة فى منتهى السلاسة والرقى والرقة، ونجح فى إقناعى بالمشاركة فى المسلسل، ومن هنا بدأنا فى جلسات العمل والتدريب على الأداء والتحضير لكل تفصيلة فى الشخصية، إلى أن بدأ التصوير واندمجت مع الأحداث.

■ وماذا عن كواليس التصوير وأبرز التحديات التى واجهتها خلال التحضيرات؟ 

- كواليس التصوير كانت أكثر من رائعة، وعلى مدار شهرى التصوير شعرت بأننى مع أسرتى، وكان «اللوكيشن» بالنسبة لى «بيتى الثانى». كما أن العمل مع محمد رمضان «ممتع»، فهو فنان وإنسان بمعنى الكلمة، يساعد كل من حوله ويريد التميز للجميع. كذلك وجود نخبة كبيرة من الممثلين المخضرمين فى قوالب جديدة عليهم للغاية، أسهم بقوة فى هذا النجاح الكبير.

أما بالنسبة للتحديات فكان أبرزها بالنسبة لى «الريأكشنات» المختلفة، فمنذ البدء فى تحضيرات الشخصية، فوجئت بالمخرج محمد سامى يقول لى إن أهم ما فى شخصية «المعلم حمادة فتح الله» هو «الريأكشنات والمشاعر».

وبالفعل أخذ منى كمية «ريأكشنات» كثيرة جدًا وكنت مستغربًا كيف سيوظفها ضمن الأحداث، لكن خلال عمليات «المونتاج» وتركيب هذه «الريأكشنات» مع المشاهد، أدركت وجهة نظر «سامى».

وهذه المنطقة تحديدًا أصعب كثيرًا من الحديث أو المشهد الذى يحتوى على ردود أفعال كلامية، فـ«التمثيل الصامت» أصعب كثيرًا من الحديث، والحمد لله هذه «الريأكشنات» لفتت نظر المشاهدين وأصبحت «حديث الساعة»، خاصة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعى، الذين يستخدمون هذه المشاهد على طريقة «الكوميك»، كما أن الجمهور فى الشارع يتحدث معى عن هذه النقطة، وينادينى بـ«المعلم حمادة فتح الله»، وهذا أمر يسعدنى للغاية.

■ ألم تتخوف من كراهية الجمهور لك بسبب شخصية «حمادة فتح الله»؟

- لم أتخوف إطلاقًا من استقبال الجمهور لى، فمنذ بداية مشوارى تستوقفنى أدوار الشر، ومشاعر كراهية الجمهور للشخصية تدل على أننى نجحت فى تجسيد الدور، وأعتقد أن السر هنا يكمن فى أننى صدقت «حمادة فتح الله» وتفهمت تفاصيله وأسلوب تفكيره، وفقًا لطريقته وتركيبته ومشاعر الأبوة التى يمتلكها.

كما أنه فى بعض الأحيان مغلوب على أمره، مشاعره متقلبة، يترك أولاده لفعل أى شىء حتى يأخذ ما يظنون حقهم، وكان هذا سر اندماجى مع الشخصية، التى نجحت فى أن ألعبها بصدق حتى وصلت للناس بسهولة.

■ ما أبرز العوامل التى جعلت العمل «يتصدر الترند» منذ الحلقات الأولى؟

- المسلسل توافرت به كل عناصر النجاح، بداية من السيناريو المكتوب بحرفية على يد محمد سامى، والسيناريو والحوار الشيق لمهاب طارق، ووجود نجم بحجم محمد رمضان.. «ما شاء الله عليه يحظى بشعبية عالمية واسعة».

أضف إلى ذلك المجهود الكبير الذى بذله المخرج محمد سامى، فى العمل، واهتمامه الشديد بأدق التفاصيل، واستخدام التقنيات التى ساعدت فى تحقيق المتعة البصرية والجذب للمشاهد وتفاعله مع الأحداث، إضافة إلى الموسيقى التصويرية التى صنعها الموسيقار خالد حماد، و«رباعيات» المسلسل للمطرب المتميز صاحب الصوت المتفرد أحمد سعد، ولا يمكن أن ننسى الشركة المنتجة «سعدى جوهر» بالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، واللتين لم تبخلا على العمل بأى شىء، وكل هذه أساسيات أسهمت فى تعزيز العمل وتقديمه على أكمل وجه.

■ شاهدنا «مباراة تمثيلية» بين كل أبطال العمل.. هل كان هناك تنافس بينكم فى الواقع؟

- إطلاقًا، كنا جميعًا أسرة واحدة وعلى قلب رجل واحد، وأعتقد أن كلًا منا ترك بصمته من الحلقات الأولى، ولم يكن أى منا يستطع الظهور بهذا الشكل إلا مع أداء الممثلين أمامه، فمثلًا عبقرية الفنانة القديرة هالة صدقى وتميزها فى تقديم شخصية «صفصف» بهذه الحرفية، حمس بقية الفنانات المتميزات أمامها.

كذلك محمد رمضان أمام منذر رياحنة وعصام السقا وأحمد عبدالله، كل منهم نجم فى دوره، وأصبح الجمهور محتارًا ويسأل عن الخائن فى عائلة «العمدة»، لأن الكل تميز فى تقديم دوره، وهذا تميز من المخرج وتوجيهاته، بشكل يجعلنا نقول بـ«الفم المليان»: «محمد سامى يستحق عن جدارة لقب (مخرج الشعب)».

■ أخيرًا.. بصفة عامة كيف ترى المنافسة الدرامية هذا العام؟

- أشعر بأننى أمام «دورة رمضانية منفردة»، تضم فرقًا وأبطالًا محترفين للغاية، كل هدفهم متعة المشاهد، وتقديم الأعمال الدرامية الضخمة المتنوعة من حيث الكم والكيف، بين الوطنية والاجتماعية والتشويقية والكوميدية والشعبية والتراچيدية، والأعمال الطويلة وقصيرة الحلقات، لكبار النجوم وكبار شركات الإنتاج، وذلك برعاية الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، التى أثبتت أنها شركة عالمية على أرض مصر، ولكل مسئوليها منا كل الشكر والتقدير.