من وحى مسلسل «جميلة».. كيف يمنع الآباء أبناءهم من دفع ثمن أخطائهم فى المستقبل
الكل يخطئ وهذه حقيقة، ومع ذلك يجد بعض الناس أنه من الأسهل الاعتراف بذلك، فالآباء على مدار سنوات حياتهم يخطئون في العلاقات والتعاملات مع أطفالهم، وعندما يرتكب الأطفال أخطاء في المستقبل قد تتفاعل بطرق مختلفة قد تنتقدهم، تصرخ عليهم، معاقبتهم، أو يمكنك تسميتها بأسماء مثل غبي أحمق وما إلى ذلك.
في بعض الأحيان على المدى القصير قد يقوم طفلك بأشياء لتجنب صراخك أو عقابك، ولكن على المدى الطويل غالبًا ما يتكرر السلوك السيئ عندما لا تكون في الجوار، يستمر أطفالك في القتال والرد وإساءة التصرف في المدرسة، لذلك من المهم في أسس التربية الصحيحة أن لا يجعل الآباء الأطفال يدفعون ثمن أخطائهم في المستقبل.
يجب أن يتم التعامل مع الأطفال بطرق مختلفة تتضمن الاحتواء والحب وإظهار العاطفة والتعامل مع الأخطاء بطريقة سوية، وألا نأخذهم بذنوبنا، وألا نجعلهم يدفعون ثمن أخطاء الماضي، ونطمس حاضرهم ومستقبلهم.
في الماراثون الرمضاني الحالي أطلقت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية مسلسل جميلة الذي يناقش المشاكل الأسرية وأخطاء الآباء والأبناء وكيف يمكن التعامل معها بطريقة سليمة، حتى لا تؤدي إلى عواقب وخيمة.
تقول الأخصائية التربوية ريهام عبدالرحمن، إن أسلم وسيلة لمنع الأبناء من دفع ثمن أخطاء آبائهم في المستقبل عن طريق التوعية الدينية والثقافية، فقدر الإمكان يجب على الآباء أن يبتعدوا عن ارتكاب الأخطاء الكبيرة التي تؤثر على الأطفال في المستقبل، يجب أن تدرك كل أم أنها قدوة لطفلها.
يجب على الآباء أن يحثوا أبناءهم على التقوى والتمسك بالقيم والمبادئ وصلة الأرحام والتفاعل الأسري، كلها مبادئ تمنع الأطفال فيما بعد من الوقوع في خطأ ما، كذلك ينبغي بناء إيجابي لشخصية الطفل كغرس الثقة بالنفس وتحمل المسئولية واحترام الكبير والمشاركة في الأعمال المنزلية البسيطة، وتعويد الطفل على الصلاة والصيام وعدم السخرية من الآخرين.
أما التعامل مع أخطاء الطفل يأتي بالتغافل، لا يجب أن يشعر طفلك أنه مراقب طوال الوقت، كذلك عدم إحراج الأبناء أمام الآخرين وإذلاله ونعته بالصفات السلبية، كذلك من المهم أن يكون هناك دستور للمنزل ومعناه وضع فوائد إيجابية للتعامل داخل المنزل مثل ترتيب الغرفة ومواعيد الطعام، إذا لم يفعل ذلك يمكن أن يكون هناك عواقب وليس عقاب بمعنى أنت لم تنظم غرفتك ستنظمها لمدة شهر، ينبغي التوازن في عملية العقاب وفقًا للمرحلة العمرية التي يمر بها الطفل.
يقول الدكتور علي عبدالراضي الأخصائي النفسي، إن الطريقة التي تتعامل بها مع الخطأ لها التأثير الأكبر، وأن الطفل بكل جوارحه يجب أن تحتويه وأن لا تجعل حياتك الماضية وآراءك الراسخة وأخطاءك هي المتحكم فيه في المستقبل، الطفل يحتاج إلى تعامل خاص وضمان لمستقبله.
فعلى سبيل المثال، عندما تصرخ أو تعاقب طفلك لارتكابه خطأ، فإن ذلك يمنعه من القدرة على الاستماع أو التعلم، يجب أن تقبل الأخطاء وكأنها أمر طبيعي، ساعد أطفالك على فهم أن الجميع يرتكبون أخطاء ولا تتوقع منهم أن يكونوا مثاليين، يمكن على الأب أيضًا شرح المشكلة وكيف عانى منها في الماضي، وساعد طفلك بهدوء على فهم أن هناك مشكلة تحتاج إلى إصلاح، ساعد طفلك على معرفة ما يجب فعله لإصلاحه.
يجب على الآباء أيضًا أن يتركوا وقتًا للطفل ليهدأ بعد الخطأ، وامنحهم مساحة للتغلب على الإحباط والانزعاج الذي قد يكون سببه الخطأ، فمن الصعب جدًا على طفلك التفكير بشكل مستقيم عندما تكون مشاعره عالية.
بعض الآباء يعتقدون أن حياتهم الماضية كانت تدور حول الكثير من الأخطاء، ولا يريدون لأطفالهم أن يكرروها، لذلك ساعدهم على تحمل المسئولية، شجع طفلك على الاعتراف بالخطأ وتحمل المسئولية عنه بدلًا من لوم الآخرين، وامدح طفلك إذا اعترف بخطئه، وشجع طفلك على قول آسف ومناقشة طرق القيام بذلك شخصيًا إن أمكن أو في خطاب.
يمكن أيضًا أن تساعد طفلك في استكشاف الحلول، أو افعل شيئًا لطيفًا إذا أساء إلى شخص ما أو أساء إليه، وساعدهم على استكشاف ما تعلموه من الخطأ أو ما الذي سيفعلونه بشكل مختلف في المرة القادمة.
قصة مسلسل جميلة عن وكيلة نيابة تصطدم بتاريخ أسود لعائلتها وهل تنصر القانون على حياتها الشخصية، ويدور المسلسل وما يحدث داخل الأسرة المصرية، كما يقدم العمل نصائح للآباء للتعامل الجيد مع الأبناء، حتى لا يدفعوا ثمن أخطائهم في المستقبل.
