رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما وراء الأسطورة.. كاتبة أمريكية تعيد النظر في التمثيلات الاستشراقية للملكة كليوباترا

الكاتبة الأمريكية
الكاتبة الأمريكية فرانسين بروس

تعيد الكاتبة والروائية الأمريكية فرانسين بروس في كتابها الجديد "كليوباترا.. تاريخها وأسطورتها" النظر في التمثيلات الاستشراقية التي صورت بها الملكة المصرية كليوباترا، بالعودة إلى المصادر الأدبية اليونانية والرومانية القديمة، فضلاً عن التمثيلات الحديثة لكليوباترا في الفن والمسرح والسينما.

 تتحدى "بروس" الروايات التي قادها الاستشراق وكراهية النساء، وتسعى لتقديم تفسير جديد لتاريخ كليوباترا من خلال عدسة عصرنا الحالي.

- تصوير ملكة شديدة الذكاء على أنها لعوب مثيرة

أشارت الكاتبة إلى أنه منذ العصور القديمة كان يُنظر إلى كليوباترا على أنها ملكة مصرية استخدمت سحرها لإغراء القادة الرومان العظماء، يوليوس قيصر ومارك أنطوني، ما يعني الاقتصار في تصوير ملكة شديدة الذكاء على أنها لعوب مثيرة.

فضلًا عن ذلك، فقد ظلت كليوباترا حيّة في المخيلة الشعبيّة بما قُدم عنها من أعمال على خشبة المسرح والشاشة، وجسد شخصيتها نجمات مثل ثيدا بارا، وكوليت كولبير، وفيفيان لي، وأشهرهم إليزابيث تايلور. 

في الحوار الذي أجراه موقع إذاعة كندا cbc مع الكاتبة، أشارت إلى أن الملكة كليوباترا كانت امرأة قوية قاتلت ضد الإمبراطورية الرومانية وحافظت على بلدها متماسكة لمدة 20 عامًا، لذا كما نعرف اليوم، لا شيء يستدعي الكثير من الغضب والنفور مثل المرأة القوية.

وتابعت كان هناك الكثير من الدفاع عن الإمبراطورية اليونانية الرومانية مقارنة بمصر. فجميع اللوحات الاستشراقية تصور كليوباترا على أنها ملكة شرقية ساحرة ومغرية، وللأسف ظل تمثيل كليوباترا خلال العصور اللاحقة كما هو. 

- التعتيم على إنجازات كليوباترا

قالت الكاتبة إن كليوباترا كانت امرأة غير أوروبية وأقوى مما اعتقد جميع المعلقين الذكور أن أي امرأة يجب أن تكون، فلم تكن تلك الملكة التي تمك

 صورت على مر القرون.

وأوضحت أن كليوباترا في المقابل كانت تتحدث على الأرجح تسع لغات، وأنها كانت ذكية للغاية كي تفعل ما فعلته وتنجز ما أنجزته، كما أنها كانت دبلوماسية ومهندسة معمارية وخبيرة استراتيجية ممتازة فضلًا عن أنه كان لديها أربعة أطفال. 
وبينت الكاتبة إلى أن كليوباترا كانت ملكة مصرية مميزة بشكل غير عادي وأنها كانت جزءًا كبيرًا من سياسة الإمبراطورية الرومانية، ورغم أن كل ذلك يثير الاهتمام، فقد تركز الخيال الاستشراقي على تصويرها باعتبارها موضوعًا للإغراء.

استمر حضور أسطورة قديمة عن الملكة المصرية طوال عصر النهضة وما تلاها من سنوات رغم دحضها، تلك الأسطورة مفادها أن إحدى الطرق التي سحرت بها كليوباترا مارك أنتوني كانت إذابة لؤلؤة في كوب من النبيذ، ما أثار شهوته وجعله غير قادر على التفكير بوضوح، ورغم إثبات عدم إمكانية حدوث ذلك، فقد ظلت صورة الفاتنة والساحرة والشريرة هي المهيمنة على تمثيل الملكة المصرية في الأعمال الفنية. 

بالإضافة إلى ذلك، فالصورة ذاتها تحضر في التمثيلات الأدبية. تحدثت الكاتبة عن مسرحية "أنطونيو وكليوباترا" التي كتبها شكسبير والتي تحضر فيها كليوباترا باعتبارها شخصية خبيثة ولعوب فيما لا تطرح أبدًا إمكانياتها باعتبارها ملكة مصر وما كانت قادرة عليه، أو ذكائها وقوتها وإبداعها ومواهبها المتنوعة. 

في هذا الصدد قالت الكاتبة، أود أن أرى شخصًا يمنحها الفضل لما كانت عليه وما فعلته وأنجزته وليس مجرد رؤيتها على أنها دمية لرجلين قويين، وهو ما كان يحدث غالبًا في تمثيلها.