رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التوقيت المثالى.. هل اقترب ضرب إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية؟

منشآت نووية إيرانية
منشآت نووية إيرانية

رغم الفوضى في الضفة الغربية، والتوتر في القدس الشرقية، والصواريخ من قطاع غزة من حين لآخر، إلا أن الصراع الإسرائيلي مع إيران لايزال يحتل الأولوية لدى قيادات تل أبيب، فالمحاولات الإسرائيلية لوقف البرنامج النووي الإيراني دخلت مرحلة حاسمة، وكذلك التحركات الإسرائيلية لوقف عمليات نقل الأسلحة من إيران إلى حزب الله والميليشيات الإيرانية في سوريا لاتزال نشطة. فقد تم تسجيل ارتفاع في عدد الغارات الإسرائيلية على سوريا خلال الأسابيع الأخيرة لهذا الغرض.

خطة إسرائيلية 

كان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قد أجرى خلال الأسابيع الأخيرة خمسة نقاشات سرية تتعلق بالموضوع الإيراني، وتقرر في أحدها رفع الاستعدادات والجهوزية الإسرائيلية بشكل كبير لتنفيذ هجوم على المنشآت النووية الإيرانية في كل المستويات.

وبحسب القناة الإسرائيلية N12 شارك في هذه النقاشات القيادات الأمنية، التي شملت وزير الأمن يوآف غالانت، رئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي، رئيس الموساد، رئيس مجلس الأمن القومي، رئيس الاستخبارات العسكرية، رئيس قسم العمليات وأيضا الرتب العملياتية من الوحدات ذات الصلة في الجيش الإسرائيلي. 

الخطة التي تتحرك بها إسرائيل الآن، وما أبلغته رسمياً  لوزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي في إدارة بايدن سوليفان والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أنه في حال لم يتمكنوا مواجهة التطورات  النووية في ايران- إسرائيل ستضطر للتصرف، هكذا قال لهم "نتنياهو".

التوقيت المناسب

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه "كلما طال انتظارنا، كلما أصبح الأمر أكثر صعوبة. لقد انتظرنا طويلا، وأستطيع القول إنني سأفعل كل ما بوسعي لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية".

التكهنات باقتراب موعد الضربة الإسرائيلية ترتبط بشكل وثيق بالنشاط النووي الإيراني، فبحسب التقارير قامت إيران بتخصيب اليورانيوم بمستوى 84%، وفي حال وصولها إلى 90% سيكون هو المستوى المطلوب للقنبلة، مما يعني أن إيران بالفعل أصبحت تملك قدرات لبناء قنبلة نووية، وهو خط أحمر بالنسبة لإسرائيل، إذن فالتوقيت الآن هو التوقيت المثالي لتوجيه الضربة لإرجاع النشاط الإيراني أعواماً للوراء وإلا سيكون البديل هو قبول إسرائيل بحقيقة أن إيران أصبحت دولة نووية.

من ناحية تكتيكية، فإن احتمال حصول إيران على نظام إس 400 الروسية سيقلص القدرة على توجيه ضربة محتملة لبرنامجها النووي، وبحسب التقارير فإن الأمر سيستغرق أقل من عامين حتى تصبح صواريخ إس -400 التي تم تسليمها إلى إيران جاهزة للعمل.

قال الخبراء إن نظام الدفاع الجوي الروسي (صواريخ إس -400)، الذي يمكنه إصابة أهداف جوية على مسافة تصل إلى 155 ميلا، سيخلق "منطقة حمراء للطائرات على ارتفاعات عالية". ومن جهته قال المسؤول السابق في المخابرات العسكرية الإسرائيلية يوسي كوبرفاسر: "كلما زادت دفاعاتهم الجوية، زادت صعوبة ضربهم"، وتابع "نحن نحلل أنسب وقت لاتخاذ الإجراءات"، إذن فضرب المنشآت الآن هو التوقيت المثالي وإلا سيصبح مستحيلاً لاحقاً.

استعدادت إيرانية ومخاوف أمريكية

قال مسؤولون في وزارة الأمن الإسرائيلية إن ايران تعمل على إقامة شبكة رادارات حتى يتم استخدامها كذراع إنذار من هجوم واسع لسلاح الجو الإسرائيلي ضد المنشآت النووية في البلاد. وبحسب المسؤولين، سيتم وضع الرادارات في منطقة سوريا، مما يير إلى استعداد إيراني حقيقي لمواجهة الضربة الإسرائيلية.

وفي سياق مواز، هناك مخاوف لدى الإدارة الأمريكية بخصوص خطوات يمكن أن تقوم بها الحكومة الإسرائيلية بشكل أحادي بشأن إيران، وهذا الأمر دفعها لإرسال أكبر اثنين من الشخصيات الهامة في وزارة الدفاع الأمريكية، رئيس هيئة الأركان الأمريكية ووزير الدفاع لويد اوستن، وذلك لإجراء محادثات توضيح وتنسيق مع الجهاز الأمني الإسرائيلي وكبار الشخصيات السياسية الإسرائيلية، جاء هذا بحسب المحلل الأمني الإسرائيلي رون بن يشاي في مقالته بموقع "واينت".

بالنسبة لواشنطن فإن الوضع الحالي يشبه الوضع الذي ساد من 2010 حتى 2012 في فترة حكم باراك أوباما ورئيس الحكومة الإسرائيلية في حينه نتنياهو ووزير الأمن ايهود باراك حيث خططوا لمهاجمة إيران.