رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قبل إطلاق مبادرة الحرف التراثية.. خريطة الصناعات الإبداعية فى أفريقيا

وزيرة الثقافة د.
وزيرة الثقافة د. نيفين الكيلاني مع أعضاء "اليونسكو"

أعربت رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو تامارا راستوفاك، خلال لقائها وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني، اليوم الثلاثاء، عن سعادتها بتواجدها في مصر بما تمتلكه من تراث فريد وصناعات إبداعية متوارثة عبر آلاف السنين، وأكدت أن اليونسكو بصدد إطلاق مبادرة لدعم وتوثيق والتعريف بالصناعات والحرف التراثية والإبداعية في القارة الأفريقية، وذلك خلال "أسبوع الثقافة الأفريقية "والذي سيكون انطلاقته من مصر والتي ستكون بمثابة نموذج يتم تعميمه في بلدان القارة الأفريقية.

باتت الصناعات الثقافية والإبداعية محركًا مهمًّا للنمو الاقتصادي في كثير من الدول، بما تسهم به من إمكانات في تعزيز الناتج القومي الإجمالي وزيادة الميزان التجاري، كما تلعب الصناعات الثقافية، مثل: النشر والموسيقى والسينما والحرف اليدوية التراثية وفن التصميم، دورًا مهمًّا في تنمية المجتمعات من الداخل.

فى السطور التالية نرصد أبرز الصناعات والحرف التراثية والإبداعية فى القارة الأفريقية:

بحسب دراسة للدكتورة سالي محمد فريد، أستاذ الاقتصاد المساعد بكلية الدراسات الإفريقية العليا جامعة القاهرة، أشارت إلى أن التقارير تكشف أن حصة أفريقيا من الاقتصاد الإبداعي العالمي تبلغ أقل من 1٪، مع كون المشاركين الرئيسيين في هذه النسبة 1٪ هم دول الشمال الإفريقي ودولة جنوب إفريقيا. 

وفى المقابل تشير هذه النتائج إلى نقص الاستثمار في الصناعات الإبداعية والثقافية في القارة، وكذلك إلى إمكاناتها للنمو أن مساهمة الصناعات القائمة على حقوق المؤلف كنسبة من  الناتج المحلي الإجمالي تقترب من 6% في كينيا وتبلغ 5% في جنوب إفريقيا وتصل إلى 4% في مالاوي.

واعتمد وزراء الاتحاد الأفريقي المسئولون عن الثقافة خطة عمل الاتحاد الأفريقي فى عام 2008 بشأن الصناعات الثقافية والإبداعية، وهو التزام طموح ببدء التنمية المتسقة للقطاع في المنطقة فيما اعتمدت اليونسكو اتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي في عام 2005 ووقع ثلثا البلدان الأفريقية على هذه الاتفاقية التي تدعو إلى زيادة الاستثمار في الصناعات الإبداعية والثقافية.

أما بالنسبة إلى مساهمة الصناعات القائمة على حقوق المؤلف في توفير فرص العمل قد تعدت الـ 6% في تنزانيا، وبلغت 5% في جنوب أفريقيا، تقترب من 4% في كينيا.

وأكدت الدراسة أن أفريقيا تعتبر من القارات الغنية بالمواهب والإبداع، ولكن تفتقر معظم البلدان فيها إلى البنية التحتية والخبرة لإفادة هذه الموهبة والإبداع في مشاريع مستدامة، ونتيجة لذلك، فإن استنزاف المواهب – مثل هجرة الكفاءات – من أفريقيا يعنى أن العديد من البلدان في أوروبا وأمريكا الشمالية تستفيد من الفنانين الأفارقة اقتصاديًا أكثر مما تستفيد منه بلدان هؤلاء الفنانين.

وفي المقابل هناك نماذج من الدول الأفريقية تستثمر في صناعة السينما، حيث تعد نيجيريا واحدة من أبرزها، فإن Nollywood نوليوود هي ثاني أكبر صناعة للأفلام في العالم – بعد الهند – من حيث عدد الأفلام المنتجة سنوياً.

 كما أنها ثاني أكبر قطاع يخلق فرص للعمل في نيجيريا بعد القطاع الزراعي، وتنتج حوالي 50 فيلمًا في الأسبوع بمتوسط 130 شخصًا في كل فيلم.

كما يتم تصدير نموذج  نوليوود الخاص بالإنتاج السريع والاستهلاك المنزلي عبر القارة الأفريقية حتى تتبنى غانا وكينيا والكاميرون ودول أخرى هذا النموذج بدلاً من النماذج الأمريكية والأوروبية التي تثبت في جنوب أفريقيا ودول شمال أفريقيا.

يذكر أنه بحث اللقاء سبل تعزيز التعاون المشترك، وتبادل الخبرات بمجالات الثقافة وحفظ التراث، وشهد اللقاء استعراض العديد من مشروعات التعاون بين الوزارة والمُنظمة خلال الفترة المُقبلة.

وحضر اللقاء، نوريا سانز، المدير بالإنابة لمكتب اليونسكو الإقليمي للعلوم، المستشار وائل عبدالوهاب، مدير شؤون اليونسكو بوزارة الخارجية، داميانو جيامباولي، مساعد مدير المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو.