رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من روائع الادب العالمى

«رحلة قطار».. قصة الكاتب الأمريكى إرنست هيمنجواى عن لعنة الدم

هيمنجواى
هيمنجواى

الكاتب الحقيقي هو الذي يثير ذهن القارئ بالأسئلة التي تنشط عقله وفكره وتجعله متدبرًا لأمور الحياة، وهذا ما فعله الكاتب الأمريكي الشهير إرنست هيمنجواي في كل كتاباته، لذا جاءت قصة رحلة قطار على هذا المنوال، وتعد قصة رحلة قطار واحدة من القصص التي كتبها الأديب الأمريكي الشهير إرنست هيمنجواي فى أيامه الأخيرة، ونشرت بعد موته بربع قرن وزعم ناشر  القصة أن "هيمنجواي" لم ينشر هذه القصة في حياته لأنه أراد أن يحولها إلى رواية.

ومن سياق القصة التي تتحدث عن صبي يسافر بصحبة والده من أمريكا إلى كندا فيركب القطار فيلتقي بسجينين مصفدين بالأغلال بصحبة رقيبى شرطة يوضح لنا هيمنجواي أن الحقيقة تحتمل أكثر من وجهة نظر لكن الدم لا يقبل بوجهات النظر.

تفاصيل القصة 

تبدأ قصة رحلة فى القطار من قرار والد جيمي بالسفر إلى كندا بصحبة ابنه، وكان الأب يستثير عقل ابنه بالأسئلة التي تبدو بسيطة فى ظاهرها لكنها أكثر عمقًا، ركب الأب وابنه القطار ولما أراد الأب أن يدخن اصطحب ابنه إلى عربة المدخنين، فإذا برجلين متهمين بقتل رجل إيطالي كان كل منهما مصفدًا بقيد من حديد فى يد رقيب شرطة، يدور بينهما حوار شديد اللهجة لا تعرف منه هل هما من قتلا الإيطالي أم قتله رجال الشرطة؟، تزداد حدة الحوار فيقوم أحد الرجلين لقبه هيمنجواي بالرجل الصغير بدفع رقيب الشرطة ثم غافله ووضع سكينة بيده اليسرى في جيبه وبعد برهة طلب منه أن يدخل المرحاض وبسبب إلحاحه تمكن من ذلك ثم قتل الشرطى وهرب من نافذة القطار.

الهدف من القصة 

ربما أراد هيمنجواي أن يقول للقارئ، لك أن تقرر أن المتهم الصغير هنا كان بريئًا من قتل الإيطالي وأن الظلم الذي وقع عليه باتهامه كذبًا بقتل الإيطالي هو الذي دفعه لارتكاب جريمته ولك أن تقرر أيضًا أن المتهم كان مجرمًا بالفعل فهو الذي قتل الإيطالي ثم قتل الشرطى فكلا الاحتمالين وارد. 

أما الذي لا يقبل الاحتمالات هو القتل نفسه لأنه محرم ومجرم في كل الديانات والأعراف،  لذا ختم إرنست هيمنجواي قصته بقوله لا يمكن أن يصير الدم ماء، وهذه العبارة تعني أن الدم كله حرام وأن الدم  ليس رخيصًا، فهو ليس ماء، وإن كان الماء أساس الحياة.