رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكاتب الروائى محمد إسماعيل: نرفض الحذف من نص ترجمه متخصص

الكاتب الروائي محمد
الكاتب الروائي محمد إسماعيل

علق الكاتب الروائي محمد إسماعيل، على تدخل الناشر في النص الأدبي الأصلي للكاتب سواء بالحذف أو الإضافة قائلًا: «عندما اهتم الخليفة العباسي "المأمون" بالعلوم والآداب أمر بترجمة كتب في الطب والفلك والهندسة والفلسفة والأدب، ولم يكن ذلك جديدًا على بيت الحكمة الذي أسسه هارون الرشيد ليجمع فيه المترجمات التي بدأت في عهد أبي جعفر المنصور».

وأضاف: «ولو أراد هذا الخليفة أو ذاك تطويع النصوص وإفراغها من الميثولوجيا أو مما يخالف عقيدته لأسند تلك المهمة لفقهاء المسلمين، لكنها أسندت ليوحنا بن ماسويه وجبريل بن بختيوشع وحنين بن إسحاق الذين تدل أسمائهم على انتمائهم للمسيحية واليهودية».

وأوضح «إسماعيل»، في تصريحات خاصة لـ«الدستور»: «يقع الخطأ عندما يظن شخص ما أنه يمتلك "المازورة" الأخلاقية التي تناسب الجميع، لكنها تصبح فضيحة إن كان لهذا الشخص سلطة الرقيب فيسمح ويمنع، والأمثلة في تاريخ الثقافة العربية تفوق الحصر، كحرق كتب ابن رشد وشي أعضاء بن المقفع وإجباره على أكلها وصولًا لسجن روائي شاب ثلاث سنوات بسبب صفحة لم تعجب حماة الفضيلة، ومنع رواية مصرية وصلت لقائمة البوكر من التداول بسبب ألفاظ تتردد يوميًا في كل أرجاء البلاد».

وتابع: «أن تفاجئنا قرارات رقابية لا تعي قيمة الكلمة فهو أمر يسهل فهمه على كونه غير مستساغ، أما أن تأتي طعنة الثقافة من القائمين عليها فهذا ما يستحق التوقف عنده، أي ناشر هذا الذي يحذف أكثر من ستمائة كلمة من نص مترجم؟ أي يقين سيطر عليه حتى اعتبر النص ملكه فقص وغير دون مراجعة المترجم أو الكاتب؟ الرقيب المنتمي للحقل الثقافي يقفز بنا فوق الأسئلة التكرارية مثل "من هو المثقف؟" لنحلق معًا في فضاء معتم نتساءل فيه عن حدود الإبداع في ظل التشدد المعاصر وقيمه المتهافتة أمام كتب التراث الصريحة».

وذكر: «حتى نكون أوضح، فنحن هنا نرفض الحذف من نص ترجمه متخصص، لا نقصد تطويع المفردات لتعبر أكثر عن لغة وثقافة الجمهور المستهدف، طالما طالب أساتذة هذا المجال بتحاشي الترجمة الأمينة وهو أمر يعرفه جيدًا كل من درس هذا العلم».

واختتم: «نعود للعصر العباسي الذي أهدى العالم علماء العرب اللذين نفاخر بهم، ولعل الحرية الثقافية التي عاشوها هي من أثرت عقول الحسن بن الهيثم وجابر بن حيان والرازي وآخرين، حقبة ارتبط ثراؤها الحضاري بحريتها الثقافية مما يدعونا لانتهاج منهجها إن أردنا المساهمة في صنع الحضارة».