رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اتهامات للتنظيم الدولي بالتسلل داخل المجتمعات الأوروبية لنشر التطرف والفكر الإخواني

الإخوان
الإخوان

لا تزال الضربات الموجهة إلى تنظيم الإخوان الدولي تتوالى على الجماعة، لا سيما في دول الاتحاد الأوروبي بشكل عام وفرنسا بشكل خاص، إذ اتهمت الكتابة الفرنسية "فلورنس بيرغود بلاكل"، أن تنظيم الإخوان الدولي يمتلك مشروعا خاصًا به من أجل السيطرة على القارة العجوز من خلال التسلل داخل المجتمعات الأوروبية لنشر أفكار التنظيم الإخوانية. 

وأكدت الكتابة الفرنسية "فلورنس بيرغود بلاكل"، والحاصلة على الدكتوراه في الأنثروبولوجيا، المتخصصة في دراسة التيارات الإسلامية، خلال لقاء لها عبر قناة "سي نيوز" الإخبارية الفرنسية، أنها أجرت خلال العقود الثلاثة الماضية أبحاثًا اجتماعية وأنثروبولوجية على الدور الذي تقوم به الجماعة في دول الاتحاد الأوربي، كشفت خلاله أنها لا تسعى إلا للتغلغل لنشر أفكارها المتطرفة في كل أرجاء أوروبا عن طريق مشروعها الخاص بالسيطرة على تلك الدول. 

وقالت "بلاكل"، إن الأمر يتعلق بمشروع عالمي لتطبيق الشريعة الإسلامية على الأراضي الأوروبية وإعادة نظام الخلافة، اعتمادًا على دور جديد للنساء، متهمة جمعية “اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا” بالعمل في لندن وباريس وبروكسل لأسلمة أوروبا على حسب الأهواء الإخوانية. 

ونشرت الكاتبة الفرنسية، أبحاثًا عن علاقة الاقتصاد بالدين، وصدر كتاب لها مؤخرًا بعنوان "الأخوية وشبكتها" عن الإخوان المسلمين والإسلام السياسي.

والشهر الماضي، قالت الكاتبة الفرنسية عبر لقاء حواري في قناة (سي نيوز) إن المنظمات الإسلامية نجحت في الوصول لجميع الفئات العمرية في دول أوروبا، مؤكدة أنها تعمل بطريقة مهيكلة وأنها ماضية في سبيل تحقيق أهدافها الكبرى، موضحة أن تلك الهيئات توغلت بعمق داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي وهيئاته وحتى مختلف الدول الأوروبية، وباتت تظهر على شكل منظمات مناهضة للعنصرية والإسلاموفوبيا.

في الجهة المقابلة، أكد الباحث في شئون الجماعات الإرهابية عمرو فاروق، أن دول الاتحاد الأوروبي وعلى رأسهم فرنسا سعت إلى تحجيم نشاط الإخوان، أو ما عرف بتفكيك المجتمعات الموازية أو الإسلام الأصولي لاسيما في ظل تأسيسها لكيانات تنشر توجهاتها الفكرية وتصنع ما يعرف بالمجتمعات الموازية.

وقال فاروق، في تصريحات لـ"الدستور"، هناك مجموعة من الدول الغربية اتخذت قرارات بتحجيم جماعة الإخوان ونشاطها المتزايد، واستثمارها لهامش الحريات في تكوين مؤسسات دعوية واقتصادية، والسيطرة على كعكة الصداقات والتبرعات، لافتًا إلى أن مشروع الإخوان لاختراق الدول الغربية، حقق نتائجه بشكل كبير في العمق الأوروبي وخاصة في فرنسا. 

وتابع: التنظيم الدولي يسعى للاختراق داخل تلك المجتمعات عن طريق النشاط الملحوظ للتنظيم الدولي من خلال المشاريع الاقتصادية التي تستهدف فئات معينة، سعيًا منها للانتشار داخل المجتمعات الأوروبية للسيطرة على المؤسسات الفاعلة والحيوية التي تخص الجاليات المسلمة والعربية هناك. 

وكانت فرنسا، وجهت ضربة قوية للتنظيم الإخواني، إذ أعلنت عن إنهاء عمل ما يسمى بـ"المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية – CFCM"، كهيئة للحوار بين الدولة والديانة الإسلامية الذي تأسس عام 2003 غير الحكومية، والتي كانت مهمته الأساسية استقطاب الأئمة الموالين والمنتمين لجماعة الإخوان من خارج البلاد بهدف توظيفهم في مساجد فرنسا، إذ قرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنهاء عمل المجلس الذي استمر قرابة 20 عامًا، والذي يرأسه المغربي محمد موسوي، والذي طالته اتهامات بالتبعية لتنظيم الإخوان، نتيجة الخطابات التحريضية التي يلقيها بعض الأئمة الذين استقطبهم المجلس من عدة دول، وانخراط عناصر وأئمة من الموالين للإخوان في صفوف المجلس.