خبراء يثمنون مشاركة مصر فى قمة العشرين: «ثقل سياسى واقتصادى كبير»
توجه سامح شكري وزير الخارجية، أمس الثلاثاء، إلى العاصمة الهندية «نيودلهي»، للمشاركة في فعاليات اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين المقرر عقدها يومي 1 و2 مارس، في إطار الدعوة الموجهة لمصر للمشاركة كضيف للرئاسة الهندية للمجموعة.
ونرصد من خلال التقرير التالي من خلال مجموعة من الخبراء أهمية مشاركة مصر فى تلك القمة وأبرز النتائج عقب مشاركة القاهرة فى قمة العشرين.
من جانبه، أكد الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلاقات الدولية، أن مشاركة مصر فى قمة العشرين التي تستضيفها الهند، ستكون مهمة للغاية.
وأضاف فهمى فى تصريحات خاص لـ"الدستور"، أن مشاركة مصر تطرح فرصًا جيدة ومقاربات مهمة للغاية لتقديم وتسويق النموذج المصري سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي، وبالتالي تعطى فرصًا واعدة للاقتصاديات الحاضرة أن تشارك بفاعلية وتقدم خريطة الاستثمارات والفرص الواعدة ومجالات الاستثمارات المشتركة مع الدول الكبرى.
وأشار فهمى إلى أن الدولة التى تستضيف هذا الحدث الكبير "الهند" لها مصالح، وزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي مهمة خلال الأسابيع الأخيرة، وكشفت بعمق عن أنه لابد أن يكون هناك تواجد كبير، وبالتالي مشاركة مصر فى مثل هذا الاجتماعات أو اللقاءات مثل الوجود فى منظمة شنجهاى بصفة مراقب أو تجمعات مثل مجموعة الآسيان ـ والبريكس وغيرها، تعطى دلالات مهمة لإمكانية الاستفادة الاقتصادية الكبرى بالاقتصاد المصري، مستدركًا ونحن حريصون كل الحرص على ذلك فى هذا التوقيت.
كما أكد فهمى أن مشاركة مصر خلال قمة العشرين، تعد شهادة جيدة للدولة المصرية ليس اقتصاديًا فقط لكن سياسيًا وأيضًا لقيمة الدولة الكبيرة، مشيرًا إلى أن الهند تريد دورًا لمصر فى نطاقها، ومشاركة مصر تعطى دلالة مهمة بأن الاقتصاد المصري اقتصاد وطني ولديه إمكانيات كبيرة وبنية اقتصادية أساسية قادرة على أن توفر مناخًا جيدًا.
وشدد فهمى على أن مشاركة مصر فعالة وتأتى تقديرًا لمكانة وقوة الدولة المصرية، وعلينا أن نستثمرها فى هذا وخاصة مع مشاركة عدد كبير من الشركات والمؤسسات العالمية وقادة وممثلي الدول الكبرى، وهذا يحجز دورًا لمصر فى الترتيبات الاقتصادية والسياسة الكبيرة في هذه التجمعات الاقتصادية الكبيرة، ويحيي فكرة الدور المصري الكبير فى نطاقه الإقليمي بما يخدم الاقتصاد الوطني المصري فى هذا التوقيت.
هانى سليمان: دعوة مصر تشكل حدثًا استثنائيًا نظرًا لأهمية القمة والمشاركين فيها
من جانبه، قال الدكتور هاني سليمان، رئيس المركز العربي للدراسات: تشكل دعوة مصر إلى قمة العشرين حدثًا استثنائيًا ومهمًا نظرًا لأهمية القمة التي تضم أكبر دول العالم، وحينما نتحدث عن الهند فنحن نتكلم عن حوالى ثلثي سكان العالم تقريبًا وحوالى أكثر من 80% الناتج الاقتصادي العالمي وثلاثة أرباع حجم التجارة العالمية وبالتالي لها وزن على مستوى العالم اقتصاديًا وإقليميًا وسياسيًا مهم جدًا لهذا التجمع.
وأضاف سليمان فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن دعوة مصر تأتى لما لها من أهمية ومكانة اقتصادية وسياسية فى منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية والدولية، وهذا يعكس العلاقات المصرية الهندية القوية وزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي الأخيرة للهند تعكس حجم العلاقات وتعزيز فرص التعاون وتمثيل لمكانة مصر السياسية والاقتصادية الفاعلة على المستوى العربي والإقليمي والدولي.
وأكد سليمان أن مصر انتهجت سياسة تعتمد على الانفتاح على كافة القوى الإقليمية والدولية وتنويع البدائل وتعظيم الفرص من خلال الانفتاح على الدول الصاعدة والتي لديها تجارب مختلفة وذات التجارب التنموية مثل الهند، وهذا ينعكس بشكل إيجابي على المستوى الاقتصادي والسياسي للدولة المصرية.
وأوضح سليمان أن مصر ستشارك فى جلستي عمل رئيسيتين، الجلسة الأولى تتعلق تعزيز التعددية والإصلاحات والأمن الغذائي والطاقة وغيرها من الملفات المهمة التى تمثل شقًا تنمويًا ومواجهة تحديات خاصة بالطاقة والأمن الغذائي وهذا ملف مهم فى هذا التوقيت.
وحول الجلسة الثانية، وصفها سليمان بالـ"مهمة جدًا" وتعكس مدى اهتمام مجموعة العشرين بالأحداث والأزمات الحالية وتتعلق بمواجهة الإرهاب والتحديات الجديدة والناشئة ورسم الخريطة العالمية للمهارات وتنمية المواهب والأعمال الخاصة بالإغاثة والكوارث، كونها أحد أهم الموضوعات المهمة والتي تأتي بالتوازي مع الأحداث الخاصة بالاعتبارات الإنسانية والكوارث وما حصل فى سوريا وتركيا، وتأكيدًا بأن هناك إدراكًا للتهديدات الناشئة والصاعدة بقوة بعيدًا عن المعنى التقليدي للإرهاب. فهناك تحديات أخرى جديدة تواجه المجتمع الدولي مثل البيئة والمناخ، وهذان المحوران مصر لديها رؤية لهما، وتعد إحدى أهم الدول التى تعاملت ونبهت مبكرًا بقضية الإرهاب بجانب دورها الكبير فى قضايا المناخ واستضافتها لكوب 27، لافتًا إلى أن مصر لديها رؤية مختلفة وسابقة وخبرة تستطيع أن تضطلع فى الملفات المطروحة، مشددًا على أن وجود مصر مهم ويؤكد على دورها فى النظام العالمي وتمثل ثقلًا سياسيًا واقتصاديًا كبيرًا ولديها دور فاعل على المستوى الدبلوماسي ورؤيتها تجاه القضايا العالمية المتسقة مع مبادئ الأمم المتحدة.
