رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سمير جريس: همى نقل العمل الأجنبى بأمانة وليس لدى محاذير أخلاقية

سمير جريس
سمير جريس

أبدى المترجم سمير جريس أسفه مما بدر من القائمين على مشروع  "كلمة" للترجمة، على خلفية حذف فصل كامل من كتابه "فهرس بعض الخسارات"، دون الرجوع إليه.

وأوضح "جريس" في منشور له عبر حسابه الشخصي بالفيسبوك: وصلتني بالأمس – أخيرًا – نسخ من ترجمتي لكتاب "فهرس بعض الخسارات" الصادر لدى مشروع "كلمة" الإماراتي.

والحقيقة أن فرحتي بصدور هذا الكتاب الفريد لا توصف؛ فهذا الكتاب من أبرز إصدارات الأعوام الأخيرة في ألمانيا، ووصلت ترجمته الإنجليزية إلى جائزة "مان بوكر".

بأسلوبها الأدبي الفلسفي الذي يمزج الوقائعَ التاريخية والعلمية بالخيال الروائي، تقدم شالانسكي للقارئ 12 فصلًا، تتمحور جميعًا حول فكرة الفناء والزوال، يتناول كل فصل من فصول الكتاب شيئا اختفى ولم يعد له وجود، شيئا ضاع ولم يترك – إنْ ترك – سوى آثار مادية محدودة، ولا أبالغ عندما أقول إن الكتاب نموذج لفن المقالة الأدبية في أرفع صورة. 

وتابع "جريس": لكن فرحتي بصدور الكتاب فرحة منقوصة للأسف الشديد، أو كما يقول المثل: "يا فرحة ما تمت"، لقد تعرض أحد فصول الكتاب، فصل "دائرة معارف في الغابة"، إلى مذبحة أطاحت بـ640 كلمة، تدور حول موضوع الجنس والأعضاء الجنسية لدى الرجل والمرأة، والحذف حدث بدون اتفاق مع الكاتبة، وبالطبع بدون الرجوع إلى، وأضيف هنا أن هذا الفصل مكتوب بأسلوب علمي يكاد يكون جافًا، ولا علاقة له بالإثارة من قريب أو بعيد.

للأسف الشديد أيضًا، ليست هذه أول مرة يتدخل فيها المراجع في مشروع "كلمة" بالتعديل لدواع أخلاقية مزعومة، مثلما حدث في ترجمة صديقي أحمد فاروق لرواية "مجد متأخر" لأرتور شنيتسلر، حيث "طُهرت" الرواية من كافة أنواع الخمور، واختفت كل أنواع البيرة والنبيذ، ليحل محلها "مشروب" أو "شراب".

همي نقل العمل الأجنبي بأمانة وليس لدي أي محاذير أخلاقية

وتواصلت «الدستور» مع سمير جريس، وحول ما إذا كانت مثل هذه الأداءات تجعل الكاتب/ المبدع يتحسس منتجه، إبداعه، ويفكر ألف مرة قبل أن يقدم على الكتابة، أو بمعني آخر، هل تفرض هذه المحاذير والمحظورات على أن يكون هناك رقيب داخلي للكاتب، من داخل ذاته المبدعة نفسها؟، خاصة في ظل التزمت المجتمعي في المنطقة بأسرها ولو حتى كان هذا التزمت ظاهريًا شكلاني؟.

قال «جريس»: "كمترجم ليست لدي أي محاذير أخلاقية، همي الأول أن أنجح في نقل العمل الأجنبي بأمانة إلى اللغة العربية، بدون حذف أو تغيير أو تلاعب في الأصل".  

وأضاف: "لقد قدمت من قبل ترجمة لرواية "عازفة البيانو" لإلفريده يلينك (نوبل 2004)، وهي رواية بالغة الجرأة فيما يتعلق بالجنس، ولم أغير حرفًا واحدًا، هذا هو مفهومي للترجمة، وبغض النظر عن رأيي في العمل الأصلي".

وتابع: "وهنا لا بد أن أوجه التحية للناشر محمد هاشم الذي أصدر الترجمة في ميريت بدون تغيير كلمة واحدة".

منشور سمير جريس
منشور سمير جريس