رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تعليق «نيو ستارت».. العالم يحبس الأنفاس خوفا من الدمار الشامل؟

بوتين
بوتين

أثار إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تعليق مشاركة بلاده في معاهدة "نيو ستارت"، آخر الاتفاقيات المشتركة مع الولايات المتحدة للسيطرة على انتشار الأسلحة النووية، حالة من الذعر والمخاوف العالمية مع تصاعد التوترات بسبب الحرب في أوكرانيا.

ويرى مراقبون أن روسيا تستهدف من هذه الخطوة إظهار القوة وأنها لن تكون مقيدة بأي معايير غربية، وكذلك التلويح بالردع النووي. 

يأتي ذلك في وقت تقوم فيه العقيدة العسكرية الروسية، على عدم استخدام الأسلحة النووية بشكل هجومي، وفقًا لأستاذ العلاقات الدولية عمار قناة.

ولدى كل من أمريكا وروسيا ترسانات ضخمة من الأسلحة النووية تشكل معا حوالي 90% من الرؤوس الحربية النووية في العالم، بحسب "سكاي نيوز".

آخر المعاهدات

وقال أستاذ العلاقات الدولية، إن "نيو ستارت" هي المعاهدة الوحيدة الباقية بين البلدين، ولا يمكن الحديث عن «ستارت 3» دون التطرق إلى الاتفاقيتين السابقتين عليها، والتي خرجت منهما الولايات المتحدة خلال فترة ولاية دونالد ترامب، فيما أبقى الرئيس جو بايدن على الأخيرة.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن "نيو ستارت 3" تعتبر من أهم الاتفاقيات التي تحفظ مفهوم الأمن الدولي والاستقرار الاستراتيجي، وتعليق روسيا لها جاء بناء على عدم التزام الولايات المتحدة ببنود الاتفاقية، من إجراء التجارب النووية دون الإخطار، وعدم السماح بدخول فرق التفتيش الروسية، وكذلك ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من أن الغرب كله يسعى إلى هزيمة روسيا استراتيجيًا، وهنا تفقد الاتفاقية معناها الحقيقي.

وأوضح أن تعليق روسيا لمشاركتها في المعاهدة بمثابة رسالة تحذير وإنذار، في ظل مواصلة الولايات المتحدة التوظيف السياسي والعسكري لأوكرانيا في مواجهة روسيا.

وأشار «قناة» إلى أن منظومة العلاقات الدولية مرتبكة بسبب الأخطاء الاستراتيجية للولايات المتحدة، في محاولاتها للحفاظ على الأحادية القطبية، والتضحية بكل الأطراف، حتى الشركاء والحلفاء في سبيل الهيمنة، لافتًا إلى أن العالم أمام أولوية البحث عن السلام، لكن التصعيد كما نراه من قبل واشنطن يمكن أن يرتكب من خلاله الكثير من الأخطاء ذات العواقب الوخيمة على العالم كله.

 

هل تندلع الحرب النووية؟

وتابع أستاذ العلاقات الدولية: "لا أعتقد أن الحرب النووية سوف تندلع؛ لأنها لا تصب في مصلحة روسيا ولا أمريكا، والحديث عن هذه المواجهة يعني نهاية العالم، وهذه حرب لا يوجد فيها رابح، وإذا عدنا لمفهوم العقيدة العسكرية الروسية، فالسلاح النووي ردعي فقط، لكن الولايات المتحدة تختلف، وبإمكانها استخدامها كتحرك استباقي، خصوصًا أنها الدولة الوحيدة التي استخدمت السلاح النووي.

واستطرد: نحن بعيدون عن المواجهة النووية، لكن عدم التهور ضرورة للتوجه نحو العقلانية، وعدم وجود خيارات لدى واشنطن للتعاطي مع روسيا والصين هو ما يدفعها لهذه الممارسات غير المنطقية، والسؤال الأهم اليوم في الشوارع الأوروبية هو إلى متى يستمر هذا الدعم لأوكرانيا؟

واختتم تصريحاته: الولايات المتحدة تصنف العالم إلى عالم متحضر ديمقراطي، وما عداه يكون عدوا للغرب، وهذه ليست حالة طبيعية، ومرفوضة من قبل روسيا والصين، وحتى منطقة الشرق الأوسط بدأت بمشروع التمرد على الهيمنة الأمريكية اقتصاديًا وسياسيًا ولو بشكل جزئي، لأن كل الأطراف تسعى للحفاظ على مصالحها، وزمن الهيمنة المطلقة قد ولى.