رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس المتحف القومى للحضارة: الإيرادات تضاعفت 3 مرات خلال عام واحد

رئيس المتحف القومى
رئيس المتحف القومى للحضارة ومحرر الدستور

- أحمد غنيم أكد أن السائح سيصعد 22 طابقًا لرؤية القاهرة افتراضيًا عبر الهرم الزجاجى

- احتفال ضخم بالذكرى الثانية للافتتاح.. واعتماد على الرعاة لتوفير التكاليف 

- اهتمام بذوى الهمم وحصلنا على شهادة الاتحاد العالمى للإعاقة بالشارقة

- تقديم تجربة متكاملة للطفل تتضمن محاكاة لعملية التنقيب عن الآثار

- 3300 متوسط يومى للزوار.. وتدفق غير مسبوق للطلاب

كشف الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذى لهيئة المتحف القومى للحضارة، عن تأجيل الاحتفال بالذكرى الثانية لافتتاح المتحف وإقامة حفل نقل المومياوات، لأن الذكرى ستتقاطع مع شهر رمضان وعيد الفطر، لذا ستقام فى مايو المقبل، وليس أبريل.

وقال «غنيم»، فى حوار مع «الدستور»: «سنطلق مجموعة من الأنشطة بمناسبة الحفل، وسنعتمد على الرعاة فى توفير التكاليف.. بسبب الظروف الاقتصادية»، مشيرًا إلى أن الزائر سيصعد ٢٢ طابقًا ليرى القاهرة افتراضيًا عبر الهرم الزجاجى.

وأكد: «نهتم بذوى الهمم، وحصلنا على شهادة الاتحاد العالمى للإعاقة بالشارقة، ونعمل على تقديم تجربة متكاملة للطفل.. تتضمن محاكاة لعملية التنقيب عن الآثار، وننظم ورش عمل نتحدث خلالها عن ضرورة الاهتمام بالبيئة والطاقة النظيفة، ونتعاون مع السفارات الأجنبية ونقيم معارض مشتركة.. لنصل لمرحلة تكرار الزيارات».

وأشار إلى أن سفارة بلجيكا أقامت احتفالها بالعيد الوطنى فى المتحف، واحتفلنا بالذكرى الـ٥٠ على بدء العلاقات المصرية العمانية، وأنشأنا مدرسة شتوية للتدريب على علوم الترميم والصيانة، لافتًا إلى أن المتوسط اليومى للزوار بلغ ٣٣٠٠ زائر.. ويزيد العدد خلال عطلة نهاية الأسبوع.

ولفت إلى أن تدفق الطلاب غير مسبوق.. لدرجة اتخاذ إجراءات للسيطرة على الأطفال، وتابع: «يأتى زائرون من أمريكيا وألمانيا والهند والصين وإسبانيا، والفجوة بين المصروفات والإيرادات تنخفض.. والحصيلة تضاعفت ٣ مرات».

وأوضح أن فاتورة الكهرباء تصل إلى مليون ونصف المليون جنيه شهريًا، ولدينا مركز تجارى سيجرى افتتاحه خلال شهر مارس المقبل، وأن «جمعية الأصدقاء» ستمكننا من الحصول على تبرعات للتطوير.

■ بداية.. كيف سيكون الاحتفال بالذكرى الثانية للمتحف؟

- ذكرى الافتتاح ستكون فى الثالث من شهر أبريل المقبل، أى أنه سيتزامن مع شهر رمضان المعظم، وبعد ذلك هناك عيد الفطر المبارك، ولهذا سيجرى تأجيل الاحتفال بالذكرى الثانية للمتحف حتى شهر مايو المقبل.

ونعمل حاليًا على تجهيز احتفالية كبيرة، ونتفاوض مع الرعاة، والهدف أن يتذكر العالم الافتتاح المهيب للمتحف فى ٣ أبريل عام ٢٠٢١، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى والشخصيات العالمية التى شاركتنا فى الافتتاح، كمديرة اليونسكو ومدير منظمة التجارة العالمية.. وآنذاك جرى نقل ٢٢ مومياء ملكية من المتحف المصرى بميدان التحرير إلى المتحف القومى، ولا تزال أصداء الاحتفال مستمرة حتى الآن.

وفى ظل الظروف الاقتصادية الحالية، سنعتمد على الرعاة فى توفير التكاليف، خاصة أننا نحضر لحفل ضخم للمتحف فى الذكرى الثانية لافتتاحه.

وبمناسبة الذكرى الثانية، سنطلق مجموعة من الأنشطة التى سيشاركنا فيها زوار المتحف. 

■ هل سيجرى افتتاح القاعة الجديدة؟

- لا.. فرغم أننا حاولنا تدبير الأموال اللازمة لتجهيز القاعة، بهدف افتتاحها بالتزامن مع الذكرى الثانية، لن يسعفنا الوقت، لذا لن تضم تلك القاعة قطعًا أثرية، بل ستقدم تجربة تكنولوجية للسياح، على شكل هرم زجاجى.

يصعد الزائر ٢٢ طابقًا، ويرى عبر الهرم الزجاجى التكنولوجى جميع معالم القاهرة، وسيستمع إلى حكايات الشخصيات المهمة التى أثرت فى الحياة الثقافية فى مصر، وذلك بالاعتماد على تقنية الواقع الافتراضى. 

■ للمتحف دور تثقيفى مهم.. ما تفاصيله؟

- المتحف القومى للحضارة أكثر من مجرد متحف، ولهذا نهتم بالأنشطة الثقافية، ونستهدف توعية جميع فئات المجتمع.

هناك أنشطة ثقافية مخصصة للأطفال، يتعرفون من خلالها على حضارة بلدهم، فلن يفهم الطفل إن وقف أمام قطعة أثرية ورأى الشرح أسفلها، ولهذا افتتحنا منطقة «كيميت كيدز»، لتوعية الأطفال.

نعمل على تقديم تجربة متكاملة للطفل، تتضمن مثلًا محاكاة لعملية التنقيب عن الآثار، ونوضح كيف صنع المصريون القدماء المنسوجات، وبعد ذلك ينتقل الأطفال إلى المسرح أو السينما، لمشاهدة فيلم عن الحضارة المصرية.

ونهتم أيضًا بالبيئة والتنمية المستدامة، لذا ننظم ورش عمل، يشاركنا فيها زوار المتحف، نتحدث خلالها عن ضرورة الاهتمام بالبيئة واستخدام الطاقة النظيفة.

كما نهتم بذوى الهمم، ونشارك فى دمجهم فى المجتمع، وحصل المتحف على شهادة الإتاحة لذوى الهمم من الاتحاد العالمى للإعاقة بالشارقة، وهذه الشهادة تمنح للمؤسسات التى لديها إتاحة بيئية، والتى تسهل زيارة ذوى الإعاقة، وتمنحهم فرصة المشاركة فى الأنشطة.

نحرص منذ افتتاح المتحف على توفير كل احتياجات ذوى الإعاقة فى مسار الزيارة، بدءًا من باب الدخول وحتى آخر نقطة للزيارة، وهو ما تم فحصه طبقًا للمعايير الدولية والتأكد من أن المتحف مؤهل لاستقبال ذوى الإعاقة.

ونستمر فى التعاون الثقافى مع السفارات الأجنبية، ونقيم معارض مشتركة، ونحرص على أن نصل لمرحلة أن يقرر الزائر تكرار الزيارة، عن طريق إتاحة أنشطة جديدة، ليفاجأ الزائر فى كل مرة بشىء جديد.

سفارة بلجيكا أقامت احتفالها بالعيد الوطنى لبلجيكا فى المتحف، كما أقيم احتفال بمرور ٥٠ عامًا على بدء العلاقات المصرية العمانية، وهذا يعتبر تسويقًا غير مباشر للمتحف.

كما أنشأنا مدرسة شتوية للتدريب على علوم الترميم والصيانة، فالمتحف يحرص على تحقيق التواصل بين شباب الباحثين؛ بهدف تبادل الخبرات وتطوير المهارات، ومجلس الإدارة يشجع تلك الجهود ويبحث دائمًا عن أفكار جديدة، لأننا نريد تقديم تجربة مختلفة.

■ ما متوسط عدد زوار المتحف يوميًا؟

- المتوسط اليومى لزوار المتحف كان يتراوح بين ٢٠٠٠ و٢٤٠٠ زائر، وخلال الفترة الأخيرة ارتفع هذا المتوسط ليتراوح بين ٣٠٠٠ و٣٣٠٠ زائر، ويزيد العدد خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وترتبط نسبة زوار المتحف بالعديد من العوامل، منها مواسم الإجازات وحركة السياحة الوافدة إلى مصر، إضافة إلى شهر رمضان.. فكل هذه العوامل تؤثر على أعداد الزائرين للمتحف، وقد وصلنا فى الفترة الأخيرة إلى ١٢٠ ألف زائر شهريًا، وهذا بفضل نجاح جهود زيادة السياحة الثقافية.

■ ما الفئات العمرية للزوار المصريين؟ 

- بصراحة شديدة، عند افتتاح المتحف كنا نستهدف فئات محددة من المصريين، لكن ما فوجئ به الجميع هو أن جميع الفئات العمرية من المصريين يحرص على زيارة المتحف، من مختلف المحافظات، فهناك مثلًا زيارات تأتى من أسيوط والبحيرة وغيرهما من المحافظات.

نرى فى المتحف الشباب وكبار السن، وهناك ظاهرة لم تحدث فى أى متحف فى مصر من قبل، وهى تدفق طلاب المدارس لزيارة المتحف، ومن شدة التدفق بدأنا فى عمل نظام للسيطرة على الرحلات المدرسية، وهو أن ترسل المدارس الحكومية خطابات للمتحف قبل الزيارة، ونحدد عددًا معينًا من الطلاب فى كل زيارة، ويصاحبهم مشرف، لعدم إزعاج باقى زوار المتحف.. وفى حال حدوث أى مشكلات خلال الزيارة تحرم المدرسة من تكرارها.

وتصل نسبة زوار المتحف من المصريين ما يقرب الـ٥٠٪، لكنها موسمية، فمتوسطها ما بين ٤٠٪ و٧٠٪، وعندما تتراجع الحركة السياحية تزداد نسبة المصريين، وحال تدفق السياح تقل النسبة إلى ٤٠٪ أو ٥٠٪.

■ ما أكثر الجنسيات الأجنبية ترددًا على المتحف؟ ومَن أبرز الشخصيات العامة التى جاءت للزيارة؟

- يأتى زائرون من مختلف جنسيات العالم، فنستقبل زائرين من الولايات المتحدة الأمريكية ومن ألمانيا ومن الهند والصين وإسبانيا، وأجرت الملكة صوفيا، ملكة إسبانيا، زيارة سرية، وبعد ذلك فوجئت بالسفارة تبلغنى بأن السياح الإسبانيين الذين كانوا فى المتحف خلال الزيارة، تحدثوا عنها.. كما يأتى زوار من أمريكا اللاتينية.

وزار المتحف رئيس وزراء رومانيا، وحرم رئيس كرواتيا، ورئيس تونس، والملك أحمد فؤاد، ملك مصر السابق، وولى عهد الأردن، ورئيس البرتغال، ورئيس كولومبيا السابق، ورئيس كوريا الجنوبية السابق، وابنة الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، إضافة إلى وزراء الدفاع من دول كثيرة. كما زار المتحف عدد من مشاهير الرياضة، على رأسهم اللاعب الإيطالى توتى.

هذه الزيارات عبارة عن آليات ترويج غير تقليدية للمتحف، كما أنها تلقى صدى كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعى.

وهناك مسئولون من جميع الجهات زاروا المتحف، وعلى رأسها رئاسة الجمهورية، وجميع الجهات الأخرى ترسل زوارًا.

■ كم تبلغ أسعار تذاكر الدخول؟

- ٦٠ جنيهًا للمصرى، و٣٠ جنيهًا للطالب المصرى، و٢٤٠ جنيهًا للأجنبى، و١٢٠ جنيهًا للطالب الأجنبى، وهذه الأسعار قبل تخفيض العملة الأخير، فنحن نعمل للوصول إلى تحقيق التوازن بين السعر وعدد الزوار، فقد يتسبب رفع السعر فى تراجع الطلب، لذا ندرس الأمر بدقة.

■ ألا ترى أن أسعار الدخول للأجانب لا تتناسب مع شهرة المتحف؟

- هذا حقيقى، ونفكر حاليًا فى زيادة السعر بالنسبة للأجنبى، لكن لا نستطيع أن نفعل ذلك قبل ٦ أشهر، فلا بد من إخطار اتحاد الغرف السياحية لوضع البرامج السياحية بالأسعار الجديدة، وسيجرى عرض الأمر على مجلس الإدارة واختيار التوقيت المناسب لرفع الأسعار.

أما بالنسبة للمصريين، فليس هناك أى اتجاه لرفع الأسعار، لأن هذا المتحف بالنسبة للمصريين غير هادف للربح فقط، بل يسهم فى تثقيف الشعب المصرى وزيادة وعى المواطنين بأهمية الآثار والزيارة.

■ ما متوسط إيرادات المتحف الشهرية؟

- يمكن أن نقول إن الفجوة بين مصروفات المتحف وإيراداته تنخفض، فقد تضاعفت الإيرادات ٣ مرات خلال ٢٠٢٢، مقارنة بعام الافتتاح ٢٠٢١.

فى المقابل، لدينا مصروفات كثيرة، فاتورة الكهرباء مثلًا تصل إلى مليون ونصف المليون جنيه شهريًا، ولا نستطيع تقليل الاستهلاك، فالآثار تحتاج إلى تقنيات خاصة للحفاظ عليها.. ننفق نحو ١٦٠ مليون جنيه سنويًا.

عند الافتتاح، كانت هناك فجوة تمويلية كبيرة، بسبب ظروف انتشار فيروس كورونا، والآن نقترب من غلق هذه الفجوة.

خلال شهر يناير ٢٠٢٢ زارنا نحو ٥٢ ألف شخص، أما فى يناير الماضى فقد وصل عدد الزوار إلى ٩٢ ألف زائر، وهناك فئات معفاة من دفع التذاكر، كالمواطنين المتجاوزين الستين عامًا والأطفال ورحلات المدارس الحكومية وعائلات الشهداء.

أرقام الزوار التى لدينا تشير إلى من دفعوا ثمن الزيارة فعلًا، فلدينا يوميًا متوسط ٢٠٪ من الزوار المعفيين من دفع رسوم التذاكر. 

■ كيف استفدت من خبرتك الاقتصادية كأستاذ جامعى بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية فى إدارة المتحف؟

- أبلغنى بقرار تعيينى الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار السابق، واندهشت حينما علمت، فأنا أستاذ اقتصاد، والمتاحف فى مصر هيئات خدمية تتبع المجلس الأعلى للآثار، عدا متحفين، هما المتحف المصرى الكبير وهذا المتحف، فكل منهما هيئة مستقلة.

وأود أن أشير إلى أننى عملت خلال الفترة من ٢٠١٤ حتى ٢٠١٨، فى منصبين دبلوماسيين، هما المستشار الثقافى للسفارة المصرية فى ألمانيا، ثم فى النمسا، وبالتالى كانت وجهة نظر الدكتور العنانى أن هذا المتحف هيئة اقتصادية مستقلة، والدولة تحتاج إلى متخصص فى الاقتصاد ليديره.

وبمجرد بدء العمل، وقعت فى غرام هذا المكان، أما الجامعة فعلاقتى بها لم تنقطع، وأقوم بدورى الأكاديمى حينما أجد الوقت لذلك.

إدارتى لهذا المتحف هدفها أن أقدم شيئًا بسيطًا لصالح بلدى.. وأشرف بأننى رئيس تنفيذى لهيئة المتحف، بقرار من رئيس الوزراء، لمدة ثلاث سنوات تنتهى فى أغسطس المقبل.

■ ما خطتك لزيادة الإيرادات خلال عام ٢٠٢٣؟

- لدينا مركز تجارى سيجرى افتتاحه خلال شهر مارس المقبل، وذلك لزيادة إيرادات المتحف، وهذا المركز سيكون مختلفًا عن أى مركز تجارى آخر، فهو أيضًا سيكون مرتبطًا بالحضارة والثقافة، فجميع المحلات التى سيجرى افتتاحها يجب أن نوافق عليها، ويجب أن تكون متصلة بالحضارة المصرية، كمحلات السجاد والأعمال اليدوية. 

ونسعى حاليًا لغلق الفجوة بين المصروفات والإيرادات، وإن نظرنا إلى الإقبال خلال شهرىّ يناير وفبراير، سنجد أن إيراداتهما فقط تزيد عن إيراداتنا خلال الستة أشهر الأخيرة من العام الماضى.

■ ما المستجدات فيما يخص ملف الشراكات الخارجية ودور القطاع الخاص؟

- لدينا شراكات وتعاون مع عدد من المتاحف والجامعات بالخارج، لكن تفعيل مذكرات التفاهم يحتاج إلى وقت طويل، ولا بد من الحصول على موافقات كثيرة، ولذلك ننفذ ورش عمل مع العديد من المتاحف لتبادل الخبرات، فنحن لدينا انفتاح واستعداد للتعاون مع الجميع بما يناسب الرؤية السياسية للدولة. 

وبالطبع للقطاع الخاص دور كبير، فهو الذى سيتولى تشغيل المركز التجارى المرتقب افتتاحه، وأيضًا المسرح والسينما، ونحن ندعم المشغل من القطاع الخاص لزيادة الإيرادات. 

■ كيف نستطيع دعم السياحة الثقافية فى مصر؟

- فى البداية دعنا نتفق على أن مسئولية السياحة لا تخص وزارة السياحة والآثار فقط، فهناك أكثر من شريك بالمجتمع، تتعاون جميعًا، مثل وزارة المالية المسئولة عن الجمارك، ووزارة الداخلية فى الأمور التنظيمية، وكذا المطارات المختلفة والمجتمع ككل شريك فى تنمية الحركة السياحية.

الدولة من جانبها بذلت مجهودات كثيرة لتطوير البنية التحتية، ما أسهم فى تنمية السياحة، ولكن يجب تحقيق توازن مع شركاء وزارة السياحة من الجهات، ووجود تسهيلات حقيقية.

كما يجب رفع الوعى لدى المواطنين بأهمية السياحة والتعامل مع السائح وعدم إغفال التفاصيل الصغيرة التى تؤثر بشكل سلبى على تجربة السائحين فى مصر، فنحن بالمتحف نهتم بأدق التفاصيل، مثل النظافة الدائمة لدورات المياه، ونمنع حدوث أى زحام.

■ كيف أسهم تطوير منطقة الفسطاط فى دعم المتحف؟

- قطعًا ساعد التطوير فى جذب الزائرين، فهذه المنطقة كانت عشوائية تنتشر فيها القمامة والرائحة الكريهة، أما الآن فقد أصبح المكان أجمل.

كما أننا نتواصل دائمًا مع المجتمع المدنى، إذ نتعاون مثلًا مع جمعية تواصل لتنمية منطقة إسطبل عنتر، ونفذت عروضًا داخل المتحف، وتواصلنا مع العاملين بقرية الفخار بالفسطاط، ونظموا معارض لأعمالهم ليراها الزائرون.

المخزون الأثرى فى المتحف المصرى أعظم من المتحف لدينا، ولكن الذى نتميز به هو طريقة العرض المتحفى وطريقة المعاملة، فنحن نعمل على أن تكون الزيارة ليست تقليدية.

■ هل ترى أن افتتاح المتحف المصرى الكبير سيسحب البساط منكم؟

- قد يسحب افتتاح المتحف المصرى الكبير البساط من هذا المتحف قليلًا، خاصة أنه سيكون هو الجديد، والجميع سيريد زيارته لرؤية مقتنياته، وهذا لا يقلقنى، لأن إدارة متحفنا وإدارة المتحف الكبير تريدان تحقيق مصلحة مصر. المتحف الكبير سيعرض منتجًا مختلفًا عن منتجنا، وهذا تكامل وليس تعارضًا.

■ كيف يراعى المتحف التحول الأخضر؟

- نحن أول متحف بالمنطقة يعمل بنظام البصمة الكربونية، وذلك بالتعاون مع شركة دى كاربون، الشركة الرائدة فى مجال الاقتصاد الأخضر وخدمات الاستدامة، وشكلت الشركة لجنة فنية من فريق الخبراء والأكاديميين، والذين قاموا بدورهم بحساب البصمة الكربونية للمتحف منذ الافتتاح ولمدة عام كامل، وبإصدار هذا التقرير يصبح المتحف القومى للحضارة المصرية أول متحف محلى بمصر يكشف عن هذا التقرير، وبذلك يكون المتحف القومى للحضارة المصرية هو الصرح الذى يحافظ على البيئة والآثار والتراث للأجيال القادمة، وذلك تماشيًا مع خطة مصر ٢٠٣٠، ونعمل على تشجير المنطقة المحيطة بالمتحف.

■ ما تفاصيل الخطة المستقبلية للتطوير؟

- رؤيتى المستقبلية أن يصبح المتحف منارة ثقافية فى مصر، وسنحقق ذلك بطريقتين، الأولى طرق طويلة الأجل كافتتاح القاعة فى شهر مارس، ودعم معامل الترميم بأجهزة وأدوات حديثة، والثانية طرق قصيرة الأجل، كالاستمرار فى الأنشطة المختلفة من ورش العمل والمبادرات التى يقوم بها المتحف، والتى تجعل الزائرين يشاهدون الحضارة المصرية من وجهة نظر مختلفة.

■ما ردك على من يقولون إن إيرادات متحف واحد بفرنسا تفوق المتاحف المصرية كاملة؟

- هذا غير حقيقى، فليس هناك متحف فى العالم يحقق ربحًا صافيًا، لذا وللإنصاف لا بد من النظر إلى تكلفة التشغيل.

فى الخارج يجرى تقليل الخسائر عن طريق فكرة تشبه «الوقف»، أى يكون هناك مساهمون فى كل متحف.. أما فى مصر لم نستطع تنفيذ ذلك، لتعارضه مع وزارة الأوقاف، ونحن بصدد مناقشة اتخاذ إجراءات لحل تلك المشكلة، لكن ذلك يستغرق وقتًا طويلًا.

حاليًا نفكر فى كيان «جمعية أصدقاء المتحف»، فمن خلاله نستطيع الحصول على تبرعات تساعدنا فى تطوير المتحف.