رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل يشكل اليمين المتشدد فى أمريكا تهديدًا على دعم واشنطن لأوكرانيا؟

أوكرانيا
أوكرانيا

 قدمت مجموعة من الجمهوريين المؤيدين لترامب بقيادة النائب مات غايتس مشروع قرار بعنوان «مشروع الإرهاق الأوكراني» في ضوء تخصيص أكثر من 100 مليار دولار مساعدات لأوكرانيا. 

وقدم مشروع القرار 11 عضوًا جمهوريًا في الكونجرس من فصيل كتلة الحرية اليميني المتطرف، ومن غير المرجح أن يتم تمريره لكنها تمثل طلقة عبر الانحناء للقيادة، التي تعهدت في الغالب بمواصلة المسيرة في دعم أوكرانيا.

ولتبرير القرار، أشار غايتس إلى مخاطر تصعيد حرب أوكرانيا إلى صراع عالمي أوسع وإلى التكلفة الاقتصادية التي تتحملها الولايات المتحدة.

وأضاف النائب الجمهوري أن تسليح أوكرانيا بمعدات عسكرية سيصعد الصراع إلى الحرب العالمية الثالثة، قائلًا إن أمريكا في حالة من التدهور المنظم، وسيتفاقم إذا واصلنا نزيف أموال دافعي الضرائب نحو حرب خارجية.

ويتزايد تأثير هذا الفصيل من خلال حقيقة أن الجمهوريين لديهم أغلبية ضئيلة من 9 مقاعد في مجلس النواب، وأن رئيس مجلس النواب الجديد، كيفين مكارثي، لم يتقلد إلى المنصب إلا بعد 15 جولة من التصويت بين الأعضاء الجمهوريين، والتي أعطى خلالها وعدًا بالاستماع إلى مخاوف المعارضين لليمين المتطرف مثل غايتس.

وقال السيناتور الديمقراطي كريس مورفي إنه "دق ناقوس الخطر بشأن معارضة الجمهوريين لمساعدة أوكرانيا على مدى الأشهر الـ12 الماضية".

وتابع أنه "في الوقت الحالي يوجد عدد كافٍ من الجمهوريين في مجلس الشيوخ الذين يدعمون المساعدات الأوكرانية جنبًا إلى جنب مع جميع الديمقراطيين، لذلك يمكننا الاستمرار في تقديم الدعم، لكنني لا أعرف ما الذي سيحدث في مجلس النواب".

وأوضح "أنه سيكون هناك ضغط هائل على المتحدث مكارثي للتخلي عن أوكرانيا، حيث إنه من المحتمل أن يذبل تحت الضغط".

وكان الدبلوماسيون الأوروبيون يضغطون على الجمهوريين، ويؤكدون على أهمية الحفاظ على التضامن الغربي في مواجهة العدوان الروسي، ويجادلون بأن دعم أوكرانيا هو وسيلة غير مكلفة للغاية لإضعاف جيش قوة معادية يعتبرها البنتاجون "تهديدًا حادًا".

وأفاد الدبلوماسيون بضوضاء مطمئنة من قيادة الحزب، لكن معارضة لا تتزعزع من اليمينيين، الذين يتبع الكثير منهم خطى معسكر ترامب، ولا سيما نجل الرئيس السابق، دونالد ترامب جونيور، الذي انتقد الدعم الغربي لأوكرانيا، وسخر منه.

وأظهر استطلاع للرأي مؤخرًا تراجع التأييد لاستمرار تسليح أوكرانيا مع اقتراب الحرب من عامها الأول. 

وفي الاستطلاع الذي أجرته وكالة أسوشيتد برس والمركز الوطني لبحوث الرأي، قال 48٪ ممن شملهم الاستطلاع إنهم يؤيدون توفير الأسلحة، فيما عارض 29٪. 

وفي مايو الماضي، أيد 60٪ من الأمريكيين الذين شملهم الاستطلاع تسليح أوكرانيا.

وفي ظل هذه الخلفية، سيتوجه بايدن إلى بولندا يوم الإثنين للاحتفال باقتراب الذكرى السنوية وإعادة تأكيد قضية التضامن الغربي مع أوكرانيا.