رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر تناهض الختان.. حكايات من دفتر الإنقاذ

الختان
الختان

تحارب مصر من خلال القوانين والرقابة عمليات الختان التي تحدث للأطفال من الفتيات، لاسيما في القرى والمحافظات، وتشدد على عقوبتها من أجل منع تلك العملية التي تضر بالنساء فيما بعد.

ومنذ وقت طويل، تطلق الحكومة مبادرات ضخمة من أجل منع ختان الإناث، ووضع سبل الإنقاذ السهلة والمجانية أمامهم، لاسيما أن مصر قبل السنوات الأخيرة ارتفعت فيها معدلات تلك العمليات.

 

القضاء على الختان

واتساقًا مع ذلك، أعلنت وزارة الصحة تنفيذ المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية لمواجهة التسرب من التعليم وزواج القاصرات وعمالة الأطفال وختان الإناث، من أجل وضع إجراءات لمواجهة تلك الظواهر الاجتماعية.

ومن قبلها عقدت اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث برئاسة مشتركة بين المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للطفولة والأمومة، اجتماع مبادرة "سفراء ضد الختان"، لوضع توصيات من أجل وقف نزيف الختان.

وتطرقت المبادرة إلى أهمية مناهضة جريمة ختان الإناث، والذي يعد الدور الأساسي لتكوين مبادرة "سفراء ضد الختان" مشيرة إلى انخفاض نسبة ختان الإناث إلى 8% خلال الفترة من 2014 وحتى 2021 (بحسب المسح الصحي السكاني الأخير)، مؤكدة وجوب العمل سويًا على منع هذه الجريمة حتى يتم القضاء عليها بشكل كامل فى 2030.

 

وبالفعل هناك فتيات تم إنقاذهن من مشرط الختان قبل اللحظات الأخيرة على يد خط نجدة الطفل، بحسب حكايات استمعت لها "الدستور".

 

نجوى تُنقذ في اللحظات الأخيرة

في فبراير من العام 2020، حين ضج المجتمع المصري بواقعة وفاة طفلة في أسيوط أثناء إجراء عملية ختان، سمعت نجوى 12 عامًا بالواقعة، إلا إنه لم يمر وقت كثير حتى علمت أن خالتها تحاول إقناع أمها بإجراء عملية ختان لها.

لم تكن والدة نجوى تريد ذلك الأمر، لذلك أخرت ابنتها كل تلك السنوات من أجل إبعادها عن تلك العملية، لكنها أقتنعت برأي خالتها بأن ذلك الأمر سيكون إفادة لها وعفتها، وظلت نجوى لا ترى سوى مشهد الفتاة المتوفية جراء عملية الختان.

لم يكن أمامها سوى الاتصال بخط نجدة الطفل الذي كانت تشاهد إعلاناته دائمًا على شاشات التلفزيون بأنه يحارب زواج القاصرات والختان، وبالفعل اتصلت بهم على الخط، وجاء وفد منهم ليأخذوا على والدتها تعهدًا كتابيًا بعد إجراء تلك العملية.

ليس ذلك فحسب، بل قام خط نجدة الطفل بعمل حملة ضخمة في قريتها للتوعية بأضرار الختان على الفتيات، وكذلك التوعية بخطورة الأمر قانونًا على الأباء والأمهات الذين يقومون بتلك العمليات. 

 

جارة منار تنقذها من الختان

ومن باب عفّة الفتيات وهي الحجة التي يلجأ إليها الأباء والأمهات لإجراء تلك العمليات، كان هناك تصميم من والد الطفلة منار.خ، أن تجري عملية ختان بعد بلوغها سن العاشرة على يد طبيب القرية.

وبالفعل حددوا موعد لإجراء العملية، إلا أن الخوف دفع منار بأن تقص ما حدث لجارتها، والتي كانت تناهض ختان الإناث وكانت تعمل كرائدة ريفية، وبالفعل بدأت تتحرك بالرغم من عدم وجود أي سلطة لها على الطفلة أو ذويها.

وبالاتصال بخط نجدة الطفل والذي كان يقوم بحملة في ذات الوقت لمناهضة الختان، جاء وفد ومسؤولين منهم لتحذير والدها من ذلك الأمر وأخذ تعهد كتابي عليه، وبسبب الخوف من المسائلة القانونية تراجع عن الأمر.

تراجع معدل الختان في مصر إلى % فى عام 2021 مقارنة بحوالى 92% فى عام 2014، كذلك انخفاض نسبة المتوقع ختانهن إلى 27% عام 2021 مقابل 56% عام 2014.

وترتفع عمليات الختان في الريف عن الحضر بأكثر من 10 نقاط مئوية "86.6% مقابل 76.7%" على الترتيب، كما تشير النتائج إلى ارتفاع نسبة الختان فى الوجه القبلي إلى 92% و93.4% في ريف قبلي مقارنة بمحافظات وجه بحري.

المصدر – الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء