رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«فى دول العالم».. ارتفاع أسعار الورق وأزمة الطاقة يهددان صناعة النشر

صناعة النشر في أزمة
صناعة النشر في أزمة

يستعد الناشرون لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وسط تخوفات من ارتفاع أسعار الكتب وعجز معظم شرائح القراء عن تحملها، مع ارتفاع أسعار الورق والمواد الخام الخاصة بالطباعة، والتأثر بالظروف الاقتصادية المحلية والعالمية، وهي الأزمة التي ما زالت جهود مختلفة رسمية وغير رسمية تحاول التغلب عليها أو التعاطي معها.

يشير ناشرون إلى إمكانية ارتفاع أسعار الكتب بمعدل الضعف تقريبًا، نظرًا لارتفاع سعر طن الورق خلال ثلاثة أشهر من 600 دولار إلى 2000 دولار. هذه التخوفات تحضر في بلدان أخرى، إذ تتكرر تلك الأزمة على مستوى العالم بأشكال مختلفة. 

 

أشار موقع "فاينانشيال إكسبرس" إلى تخوفات الناشرين في بنجلاديش جراء ارتفاع أسعار الورق وأزمة الدولار وانخفاض واردات الورق، وهو ما اضطرهم إلى رفع أسعار الكتب بنسبة تصل إلى 27٪ وسط الأزمة التي لا يملكون منها فكاكًا. 

وأعرب أحد الناشرين عن تخوفاته من تراجع المبيعات بسبب ارتفاع الأسعار، قائلًا: نحتاج للحفاظ على تجارتنا بعد ارتفاع أسعار الورق إلى ثلاثة أضعاف"، مشيرًا إلى أن العديد من الناشرين ليسوا سعداء بالقرار لاعتقادهم بأنهم لن يتمكنوا من تحقيق الأرباح مع ارتفاع الأسعار على أمل أن تنتهي الأزمة قريبًا. 

دفعت الأزمة الناشرين أيضًا إلى تقليص عدد الكتب المطبوعة في مواجهة ارتفاع تكاليف الإنتاج، وارتفاع أسعار الورق المستورد بسبب ارتفاع أسعار الدولار، إذ أشار أحد الناشرين إلى أن التكلفة ارتفعت بنسبة 40 في المائة تقريبًا للمواد الخام، بما في ذلك الورق والحبر ومستلزمات الطباعة.

وفي مقال حديث نُشر بموقع  Tribune، قال الكاتب إن صناعة النشر المحلية في الهند كافحت أكثر من أي وقت مضى بسبب التضخم المرتفع ومشكلات الاقتصاد وارتفاع تكلفة الورق، مشيرًا إلى أن الكتب التي نُشرت في الهند بأسعار معقولة نسبيًا  لم تعد متوفرة في السوق.

تحديات الطاقة في أوروبا 

من جهة أخرى، فارتفاع أسعار الطاقة في أوروبا ألقى بظلاله على صناعة الورق، فضلًا عن المحاذير المتعلقة بالمناخ والتعامل مع البيئة الذي أسهم في تقليص إنتاج الورق بالعالم بدرجة كبيرة، وهو ما يجعل ارتفاع الأسعار عالميًا.  

أدى ارتفاع أسعار الطاقة بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا إلى إغلاق العديد من مصانع الورق والكرتون في إيطاليا، بسبب الارتفاع الكبير في أسعار، وفي تصريح لمسؤول في صناعة الورق أشار إلى أن الارتفاع الحاد في أسعار الطاقة، أدى إلى إغلاق فعلي للعديد من الشركات في صناعة الورق في إيطاليا.

وأضاف: قاومنا، لكننا ننتج بخسارة، والمزيد من مصانع الورق هذه الأيام توقفت أو تحدُّ من إنتاجها، فصدمة الطاقة التي أعقبت الأحداث الجارية بين أوكرانيا وروسيا قادت إلى هذا المصير.

وفي تقرير نشرته "الجارديان" منذ شهرين، تحدّث أحد الناشرين في المملكة المتحدة عن احتمالية ارتفاع أسعار الكتب بعد ارتفاع تكاليف الإنتاج، مشيرًا إلى أن بعض المطابع تسعى إلى الطباعة على الورق الأرخص والأخف، وتأجيل إعادة طباعة للكتب القديمة، ونشر عدد أقل من الأعمال لخفض التكاليف وتجنب زيادة أسعار التجزئة الموصى بها.

وأوضح أن الارتفاع في تكاليف الورق والطاقة وتأثيرات متوسط ​​الأسعار ستتضح على الأرجح على المدى الطويل إن لم يكن على المديين القصير والمتوسط، إذا استقرت تكاليف الإنتاج والتوزيع المرتفعة على مستوياتها. 

كما أشارت تقارير النشر إلى تراجع مبيعات الكتب في ألمانيا بنسبة 2.1٪ في عام 2022، ولفت مسؤولون في قطاع النشر إلى أن التراجع في المبيعات جاء بسبب التحديات التي يواجهها قطاع النشر وهي تحديات اقتصادية تتعلق بارتفاع تكاليف الإنتاج والطاقة وانخفاض الاستهلاك.