طيران وتدريب وثقافة.. خبراء يضعون «روشتة» جذب 30 مليون سائح
خبراء سياحة وطيران يكشفون عن أهم التحديات الحقيقية لجذب 30 مليون سائح
-فرق عمل مؤهلة لمناقشة الطيران العالمي وإبرام اتفاقيات ثنائية معه لتحقيق الاستراتيجية
-استحداث وتنويع أنماط سياحية جديدة
تعد مصر واحدة من أهم الوجهات السياحية بفضل طبيعتها الفريدة والمتميزة ومقومات الجذب السياحي المعروفة، وبقدر من العمل من أجل تحسين الخدمات السياحية وفرض النظام وخلق البيئة المواتية للاستثمار وتوفير وسائل نقل عالمية تتمثل في الطيران المنتظم والعارض وتدريب حقيقي للعناصر البشرية في كافة المجالات والاستفادة من التجارب الناجحة وخبرات الآخرين دون حساسية، تجعل من السهل تحقيق استراتيجية الدولة التي أطلقتها بالوصول لـ30 مليون سائح، وبالتالي مضاعفة الإيرادات السياحية ودعم الاقتصاد المصري بشكل كبير وانعكاس ذلك على رفع المستوى الاجتماعي والاقتصادي للمواطنين.
وفي السياق، رصد عدد من الخبراء أهم التحديات وأبرز الاقتراحات التي من الممكن أن تكون خارطة طريق مصر للحصول على نصيبها العادل من حركة السياحة الدولية، والذي تستحقه ويتناسب مع القدر الهائل والمتنوع من المقومات السياحية التي تملكها.
فرق عمل مؤهلة لمناقشة زيادة حركة الطيران العالمي وإبرام اتفاقيات ثنائية
قال الخبير السياحي إلهامي الزيات، إن تحقيق استراتيجية الدولة لجذب 30 مليون سائح يتطلب فريق عمل متخصص من قطاع السياحة والطيران لديهم خبرة كافية وعلاقات دولية كبيرة، لمناقشة زيادة حركة الطيران العالمي وإبرام صفقات ثنائية مع كبرى الشركات العالمية للطيران، سواء الطيران المنتظم أو العارض.
وأضاف الزيات أن تنفيذ استراتيجة الدولة يتطلب العديد من الإجراءات المهمة أولا بقطاع الطيران، أهمها توفير وسيلة النقل "الطيران"، موضحا أن جميع شركات الطيران على مستوى العالم وليس مصر فقط تواجه حاليا أزمة حقيقية وخسائر فادحة بسبب جائحة كورونا والحرب الروسية-الأوكرانية، بلغت 289 مليار دولار حتى نهاية السنة الماضية، وأصبحت شركات الطيران لديها مديونات لا يمكن تجاوزها، وبالتالي لن تخاطر بذلك خاصة طيران الاتحاد الأوروبي، لأن كافة ديونه لا يمكن تجاوزها، أما شركات الطيران الأمريكية فهي الوحيدة التي تلقت دعما من حكومتها بتقسيط مديونيتها على 10 سنوات، ومنحتها قروضا جديدة لتتمكن من توفيق أوضاعها.
إعادة تخطيط المناطق السياحية ومراجعة تكامل الخدمات بها
أكد الدكتور سعيد البطوطي، المستشار الاقتصادي لمنظمة السياحة العالمة وعضو مفوضية السفر الأوروبية، إن السياحة في مصر تحتاج إلى تحرك ميداني وحركة دؤوبة من أجل تنظيم العمل والتخطيط السليم وتحسين الخدمات والبنية الأساسية للخدمات السياحية من أجل تحفيز الطلب وضبط وعادلية أسعار الخدمات، وبالتالي تحفيز الاستثمار الحقيقي والجاد من أجل زيادة الطاقة الاستيعابية، وتحتاج في الوقت الراهن إلى إعادة تخطيط المناطق السياحية ومراجعة تكامل الخدمات بها، وأيضا إلى إعادة مراجعة الطاقة الاستيعابية للوجهة السياحية ووضع الخطط القصيرة والمتوسطة والطويلة الأمد من أجل تطوير الطاقة الاستيعابية الحالية والزيادة المخططة لها.
كما تحتاج إلى وضع المخططات العامة من أجل تنمية المناطق السياحية وتوزيع الخدمات بها بناء على مخططات عامة Master Plans وخلق وتمهيد البيئة المواتية للاستثمار بها بناء على تلك المخططات.
كذلك مراجعة الوجهة السياحية ومسح بيئتها الخارجية والتي تشمل المنافسة وإجراء تحليل لنقاط القوة والضعف والفرص والتحديات، ووضع الأهداف الاستراتيجية الكمية والدورية ووضع وتخطيط وتنفيذ المزيج التسويقي الذي يتناسب مع كل سوق من الأسواق وتقدير الأسواق الحالية والتنبؤ بالأسواق المستقبلية، مع الأخذ في الاعتبار التوجهات البيئية العامة والتغيرات التي فرضتها الظروف على أمزجة وتطلعات المستهلكين السياحيين بالمجتمعات المصدرة للحركة السياحية.
وأضاف البطوطي أن السياحة في مصر تحتاج إلى القرارات الجريئة بمساعدة الدولة من أجل إعادة تخطيط منطقة الساحل الشمالي من أجل الاستفادة القومية من تلك المقومات الطبيعية التي حبا الله مصر بها، فسواحل مصر على البحر الأبيض المتوسط رائعة الجمال يكملها جو مصر المعتدل مما يجعل منها منتج سياحي لا ينافس قريب جداً من المصدر الرئيسي لحركة السياحة العالمية وهو السوق الأوروبي والذي يمثل حوالي 76% من حجم حركة السياحة العالمية.
إعادة التأهيل العنصر البشري
وأضاف البطوطي، أن مصر تحتاج أيضا إلى القرارات الجريئة من أجل إعادة التأهيل العناصر البشرية العاملة في المجالات السياحية المختلفة وحسن تدريبها وتنقيحها، ووضع خطط عاجلة لتدريب المدربين، وكذا تحفيز الدولة على سن القوانين واللوائح المتعلقة بحقوق العاملين في المجالات السياحية ووضع حد أدنى للأجور لكل وظيفة من أجل الحفاظ على تلك العمالة وعدم هروب العمالة المدربة إلى خارج البلاد بسبب تدني الأجور وتفريغ مستمر للعمالة المدربة والإداريين المهرة ذوي الخبرة بسبب الهجرة إلى دول الخليج وبعض الدول الأخرى والتي تفتح لهم الفنادق والمشروعات السياحية الجديدة أبوابها على مصراعيها.
من جهته، أكد هيثم نصار، عضو الجمعية العمومية لغرفة الفنادق ان العنصر البشري المدرب هو العمود الفقري في تقديم الخدمات السياحة بشكل أفضل خاصة في الفنادق، مضيفا أن جودة الخدمات السياحية من قبل العمالة المدربة على أعلى مستوى يعتبر أكبر واجهة سياحية لمصر، وهو المؤثر الإيجابي والسلبي على مستوى تلك الخدمات وبالتالي سمعة الوجهة السياحية، وبالتالي الطلب ووجود حافز فعلي للمستثمرين الجادين، مطلوب أيضا إعداد برامج تثقيفية حقيقية وواقعية يتم تنفيذها على أرض الواقع ومن خلال أدوات ووسائل فعالة من أجل حملة توعية سياحية شعبية حقيقية للنهوض بالوعي السياحي لدى المواطنين، مع إشراك عناصر هامة في المجتمع في تلك الحملة مثل أساتذة الجامعات المؤهلين وعناصر مختارة حسني السمعة من المرشدين السياحيين على سبيل المثال، مع التركيز على اللقاءات المباشرة مع التجمعات البشرية والمدارس والجامعات والنوادي واللقاءات الجماهيرية المباشرة بالمحافظات.
استحداث وتنويع أنماط سياحية جديدة
قال نادر جرجس، الرئيس التنفيذي لائتلاف تنمية وإحياء التراث، إن الاهتمام بتنويع أنماط المنتج السياحي (ثقافي - ترفيهي - شاطئ - مؤتمرات - سفاري - علاجي - ديني - رياضي)، أصبحت ضمن أهم التحديات التي تحقق استرتيجية الدولة لجذب 30 مليون سائح.
وأضاف جرجس، أنه لا بد من العمل علي زيادة الطاقة الإيوائية طبقا للأماكن المستهدف تشجيع النمط الخاص بها وليس بشكل عشوائي أو زيادة في أماكن متشبعة من الغرف السياحية حتى لا تنزلق في مناقشة سعرية، بالإضافة إلى تقديم حوافز للانماط الجديدة واختيار الأشخاص المتخصصين في طريقة الترويج المناسبة لكل نمط بمفرده، وإقامة فعليات لكل نمط طبقا لطبيعة ونوع السائح المستهدف من هذا النمط.
وكان عمرو القاضي، الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، قد أكد أن الهيئة تسعى إلى جذب عدد من الانماط السياحية الجديدة والترويج لها من قبل تنشيط السياحة خلال الفترة الماضية لحذب انماط سياحية جديدة، خاصة وأن المحافظات السياحية قادرة على استقبال كل محبي الانماط السياحية المختلفة، بالإضافة إلى أننا نستطيع تقديم خدمة مختلفة ومميزة في كل نمط سياحي.
وأضاف القاضي أن سياحة حفلات الزفاف كانت ضمن الأنماط السياحية القديمة التي توارثتها مصر وكان مواطني الدول العربية هم من يقيموا أفراحهم في مصر، لذلك قمنا بإدراجها ضمن الاستراتيجية السياحية الجديدة وبدأت مصر تحصد المجهو الذي بذل في هذا النمط حيث استقبل مطار شرم الشيخ الدولي اول رحلة من الهند قبل ايام بعرض إقامة زفاف هندي في شرم الشيخ، وبعض هذه العائلات الهندية فائقة الثراء ترغب في عمل حفلات الزفاف الخاصة بها خارج الهند، واختيار مصر جاء بعد تنظم العديد من الحفلات والفعليات الخاصة التي أثرت بشكل مباشر في العالم الخارجي منها حفلا نقل المومياوات الملكية فاعلية نقل وطريق الكباش.
ثقافة جديدة للتعامل مع السائح
وأكد عادل المصري، رئيس لجنة تسيير أعمال غرفة شركات السياحة، على ضرورة وجود برنامج توعية العاملين في القطاع للنهوض بالسياحة الوافدة، مؤكدا أنه سيتم عقد محاضرات عبر تطبيق ZOOM للعاملين بالمطاعم التي لا تتمكن من الحضور أو تدريب حضوري داخل محافظتي القاهرة والجيزة عن كيفية التعامل مع التحرش الجنسي في مجال السياحة.
وأشار المصري إلى سوء التعامل من قبل بعض العاملين بالقطاع السياحى يعد من أكبر المشاكل التى تواجه العالم وخاصة مجال السياحة فى مصر، وأن الغرفة ستجري تدريباً ميدانياً لمكافحة التحرش الجنسي في مجال السياحة مع التركيز على كيفية تعامل الموظفين والعاملين مع السياح بشكل يومي.
وأوضح رئيس لجنة تسيير أعمال غرفة المنشآت السياحية، أن البرنامج المنتظر إطلاقه قريباً، تم تصميمه للمساعدة فى إيقاف هذه السلوكيات الخاطئة وللمساعدة فى حماية سلامة الأشخاص والمنشآت السياحية، مؤكداً على أن البرنامج مصمم لمساعدة الناس على فهم تأثير التحرش الجنسى على حياتهم للحفاظ على بيئة آمنة وسليمة.
تحديث منظومة الاسعاف الطائر كنمط جديد لحركة الطيران
من جهته، كشف الطيار عزت عبدالرحمن محمد، رئيس مجلس إدارة شركة سمارت للطيران، والتابعة لوزارة الطيران المدني، عن أن الشركة تسعى إلى تحديث وتطوير أسطولها ضمن خطة الوزارة خلال ٢٠٢٣، ونجحت في تحقيق إنجاز كبير في مجال الإسعاف الطائر خلال الفترةًالماضيةً، وتسعى لتحديث بعض الطائرات الأخرى بنظام الإسعاف الطائر، حيث يمكن الاستفادة منها كطيران خاص أو إسعاف طائر بعد النجاح الذي حققته المنظومة خلال ٢٠٢٢ رغم تداعيات جائحة كورونا.
