«ميراث الأسى».. يكشف نظرة الجماعة الشعبية للموت كميلاد جديد
«ميراث الأسى تصورات الموت في الوعي الشعبي» للكاتب الصحفي والشاعر والباحث فارس خضر.
يعد واحدًا من أبرز الكتب التي تبحث في الموروث الشعبي للمصريين، ونظرتهم تجاه الموت على أنه حياة وميلاد جديد.
يشير خضر إلى أن ما دفعه للاشتغال على هذا الكتاب هو سؤال الموت الذي قابله مبكرًا في حياته فعلى حد تعبيره "كنت شاهد عيان؛ واجه سؤال الموت ورأى احتفالاته وطقوسه، ثم تتبع ببطء خيوط النسيج الشعبي وهو يغزل أسطورته المتكررة.
يذهب خضر في مقدمته للكتاب للإشارة إلى أن "اعتمدت في تفسير عناصر ظاهرة الموت على البحث عن المنطق الذي أنتجها، الذي يحيط بنشأتها ويتيح لها الاستمرارية عبر الزمان، وفي هذا الأمر كثير الاجتهاد الذي قد يصيب وقد يخطئ فليس يسيرًا أن نترجم إلى لغة المنطق ما لم يوضع على أساس منطقي أصلًا.
وخلص خضر إلى عدد من النتائج منها: طقوس الموت كغيرها من طقوس دورة الحياة هي طقوس تكريسية تهدف إلى اعتبار الموت ميلادًا رمزيًا جديدًا للميت في عالمه الآخر، ومن هنا فإن الجماعة الشعبية تتعامل معه ليس كنهاية محتومة، ولكن كعبور إلى عالم آخر يولد فيه الإنسان ميلادًا جديدًا، وسنجد كيف تعكس نصوص الندب والتعديد هذه التصورات بوضوح.
كذلك رأى خضر أن غالبية الممارسات والإبداعات المتصلة بالموت تنحو العقلية الشعبية إلى استخدام آليتين للتفكير، تعدان من سمات التفكير البدائي الأولى هي النظرة الحيوية للظاهرة والثانية هي الاستخدام غيرالمحدود للمجاز.
و تضمن الكتاب 4 فصول بعناوين منفصلة، الأول تحت عنوان "الرائى المتألم" فى ثلاثة موضوعات هى "التنبؤات، التوديع، الوصايا"، والثانى "احتفاليات الرحيل الصاخب" مستعرضًا بعض الطقوس مثل التلقين، إعلان الوفاة، الندب، التعديد، وعرض نصوص للندب والتعديد.
وأشار خضر فى الفصل الثالث "الجسد المتطهر يعبر فى أمان" لكرامات الغسل والتكفين والنعش بما يرتبط به من موضوعات مثل النعش الطائر، جنوح النعش باتجاه المسجد، ثم تطرق لموضوعات التسبيل، التربيط، التجريد، التوجيه للقبلة، تهيئة الجسد، الغسل، التكفين، التشييع، والدفن.
وفى ختام الكتاب، عرض خضر لموضوع "الجسر الواصل بين الموتى والأحياء" متناولًا العزاء والمأتم وحرق البخور، وموضوعات أخرى مثل الزيارة، الكفارة، الذبائح التكفيرية، الحداد، واحتفالية الميلاد الرمزى.
صدر لفارس خضر دواوين "كوميديا"، "الذى مر من هنا"، "أصابع قدم محفورة على الرمل"، وكتاب "العادات الشعبية والموروث الخرافى".
