رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عاطف معتمد: العلاقة بين الأدب والجغرافيا ليست فى أفضل حالاتها

 ندوة مناقشة كتاب
 ندوة مناقشة كتاب الصخروالبحر

عقدت مساء أمس ندوة مناقشة كتاب "الصخر.. والبحر" للكاتب الراحل صبري موسى والصادر عن دار ريشة للنشر والتوزيع، وبحضور الكاتب الصحفي ورئيس مجلسي إدارة وتحرير الدستور الدكتور محمد الباز، والكاتب الصحفي عبدالوهاب داود، والدكتور عاطف معتمد، أستاذ الجغرافيا بجامعة القاهرة، َوأدار الحوار الناشر حسين عثمان، وذلك بمقر مؤسسة  الدستور.

وقال الدكتور عاطف معتمد، أستاذ الجغرافيا بجامعة القاهرة: إن العلاقة بين الجغرافيا والأدب ليست دائما في أفضل حالاتها، خاصة أن مفهوم الجغرافيا في مصر بالشكل المدرسي قدم علاقة غير جيدة بين الناس للجغرافيا، وبالتالي هذا النوع من الكتابات يحقق أمنية لدى الجغرافيين بأن يصل مفهوم الجغرافيا للعديد من الناس، عبر القصة والرواية والفيلم إلخ، وهذه هي طرق غير مباشرة، وهذا ما جعل العديد من الجامعات التي تدرس الجغرافيا على مستوى العالم أن ترى تقريب علم الجغرافيا بأنه علم كل المواطنين والمتخصصين، سواء عالم لغة أو صحفي أو مهندس ليصبح هذا العلم أساسيًا.

وتابع معتمد: قدم الأستاذ صبري موسى هدية عمرها يتجاوز الـ 60 عاما، فقدم نصين أحدهما عن الصحراء وآخر عن البراري وهي المنطقة التي بها البحيرات شمال الدلتا.

ولفت إلى علم البيولوجي والسيكولوجي أثروا بشكل ما على الجغرافيا واعتبروها كائنًا حيًا يكبر ويوسع ويمرض إلخ، وكذلك كان لعلم النفس تأثيره الواضح تعامل مع الدول والأقاليم كأنهم إنسان وله شخصيته.

ولفت إلى أن صبري موسى ذهب إلى البحيرات الشمالية في وقت كانت هذه البحيرات مازالت محافظة على بنيتها، وبداية تدمير تلك البحيرات الإشارات الأولى التي كان يحذر منها هي أكبر بكثير مما كان يخشاه.

ولفت إلى أن ثمة مساحة ما بين ما يقدمه الإبداع سواء رواية أو قصة والكتابة الصحفية، فما قدمه صبري موسى صحفيا عن الصحراء يشير إلى تلك المساحة الملموسة بين ما قدمه روائيا في نفس المنطقة، فالصحافة قدم ذلك مستندا إلى لمعلومة والمصادر سواء كتب أو حتى لقاءات مباشرة مع أفراد، وهذا طبيعي جدا، فقد  كانت الصحافة بمثابة المادة الخام التي قامت عليها الرواية فيما بعد، فمثلا نجده قدم في الرواية "حادثة البئر التي وجدوا عندها الثعابين  أصبحت واحدة من الأساطير، إلى الشخصية الغريبة للروسي الذي يعمل بالمناجم المصرية، والبحث عن الذهب والنحاس، والظلم  الواقع على "العبابدة" الذين يعملون في الصحراء، نلمس أن تلك الفترات مسموح فيها بالكتابة بشكل كبير .

هذا يعرف في الجغرافيا برصد التغير، ويمكن أن نضع  كنموذج ما قدمه صبري موسى عبر تقاريره الصحفية عن “البحيرات، الصحراء”، يمكن أن نستند إليهم كأرشيف لمعرفة ما حدث من تغير بيئي في تلك المناطق بدء من تغير ماحدث في بيئة سكان تلك المناطق.

 اكتشاف أماكن لم نعرف من قبلها 

وقفت أمام أن كاتبنا صبري موسى أكتشف أماكن لم نكتشفها من قبل، وهذا يعني أننا مقصرون أمام أكتشاف بلادنا ، بدء من مصطلح  الكشوف الجغرافيه هي كشوف أماكن مكتشفه لأهلها.

يمكننا النظرإلى ماقدمة صبرى موسى بشكل إيجابي ، وفي نفس الوقت علينا ان نقف أمام سبب تركنا  للصحراء وعدم استعمارنا  لها، وما فعله صبري موسي كان احد أهدافه ليس فقط معرفتنا  بل استعمار تلك الصحراء.

وأشار إلى معتمد هذا ما فعله على المستوى الصحفي وكذلك الإبداعي عبر روايته “فساد الأمكنة”، وقد يبدو غريبا لي لماذا لم يتحول هذا العمل الروائي الذي قرأ مئات الآلاف من المصريين والعرب لعمل سينمائي، ليقدم صورة الصحراء.

وكشف معتمد أن شخصية الروسي التي جاءت في الرواية أصبحت مصدر بحث لأحد الباحثين الأصدقاء ليكتشف أن تلك الشخصية الروسية  حقيقية، تشير إلى أن مجموعة من الروس جاءوا مصر أثناء الثورة البلشفية. 

ولفت معتمد إلى أن هناك إشارة واضحة عبر كتابات صبرى موسى الصحفية أن شخصية نيكولا هى شخصية حقيقية جاءت إلى مصر هربا من الحرب الأهلية في روسيا.

وتابع: قدم صبرى موسى عبرروايته مجتمعات التعدين والمشاكل التي عاشتها وتعيشها وفي أول مشكلة تواجهها تتحول تلك المناطق إلى مجرد مدن للأشباح.

واختتم: في الفترة التي قدم  صبري موسى كتاباته عن البحيرات كانت تسمى بمرحلة التجفيف ومع الوقت ودخول الطرق والتطور العمراني تحولت هذه البحيرات إلى  تقطعت اوصالها وأصبحت  الآن مجموعة من الجزر المعزولة.