رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مدير العربى للبحوث: العلاقات المصرية الكويتية قوية ولا تتأثر بحالات فردية

مصر والكويت
مصر والكويت

قال هانى سليمان مدير المركز العربي للبحوث والدراسات والخبير في العلاقات الدولية، تعد مصر إحدى أهم  الدول التاريخية التي تتسم بحضارة ممتدة عبر جذور التاريخ ولديها سياسة خارجية وعلاقات دولية متزنة وحكيمة تتسم بفكرة السلام ومد جسور التعاون والحوار والتنمية مع دول الجوار والعالم.

 

وأوضح سليمان في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن مصر عبر التاريخ لها أدوار إقليمية ودولية ممتدة بعلاقات راسخة مع دول الجوار، مشيرًا إلى أنها فى المحيط الإفريقي قادت حركات التحرر وساعدت العديد من الدول الإفريقية، وفى المحيط العربي مصر دولة رائدة وهي رمانة الميزان في الجسد العربي، ولديها تاريخ مشرف من العلاقات العربية وعلاقة الأخوة مع الأشقاء العرب.

 

وأكد سليمان أن مصر تتبنى معظم قضايا الدول العربية منها القضية الفلسطينية وقضايا التحرر من الاستعمار لبعض الدول العربية، وأيضًا علاقات الجوار والتنمية المختلفة، وبالتالي السياسة الخارجية المصرية ليست مرتبطة فقط بالحسابات المصرية، ولكن بالحسابات العربية والخليجية، ولا يمكن الحديث عن دور قوى لمصر إلا في سياق الجسد العربي.

 

وأضاف سليمان أنه لا يمكن أن تنطلق السياسة الخارجية المصرية بمعزل عن السياسة الخارجية العربية، كما أن مصر لا تنظر لمصالحها المباشرة إلا وفى قلبها مصالح الأشقاء العرب.

وتابع سليمان "بالنسبة للعلاقات المصرية الكويتية لم تنفصل عن هذا الأمر وبالعكس العلاقات بين البلدين تتسم بخصوصية شديدة عبر التاريخ وعلاقات قوية وجيدة، وكان لمصر دور مهم فيما يتعلق بالدور الثقافي والتنموي وقيام نهضة دولة الكويت، وعلى المستوى السياسي تدعم القضية العربية وفيما يتعلق بحرب الخليج الثانية والأزمة العراقية الكويتية، مصر تصدت بشكل كبير للأزمة وكانت عنصرًا فاعلًا ومتدخلًا رئيسيًا في تحرير الكويت وإعادة توازن الأمور بعد الهجمة العراقية، ومصر كانت إحدى أهم الدول المشاركة في التحالف وتغيير مسارات الأزمة على الأرض وفقًا لحسابات مصرية لإعادة الاستقرار ومحاولة تغيير الأوضاع غير سوية فى هذا التوقيت، مؤكدًا أن مصر ساهمت بشكل كبير في إعادة الاستقرار السياسي وتحرير الكويت".

 

وأوضح سليمان أن القضية ليست قضية الكويت، لكنها قضية مرتبطة بالعديد من الدول العربية، لكنها تشهد إلحاحًا كبيرًا فيما يتعلق بالحالة الكويتية نظرًا لوجود العديد من الحالات الفردية مثل تعرض بعض المصريين العاملين هناك لمعاملة غير جيدة بجانب الصدامات وهى حالات فردية، وهذا لا يعد ولا يرتقى أن يكون أساسًا للحكم وتكوين قاعدة أساسية للعلاقات المصرية الكويتية.

 

وشدد سليمان على أنه على المستوى الرسمى العلاقات جيدة بامتياز، والعلاقات والمواقف بين البلدين ومواقف الكويت لدعم الدولة المصرية كانت موجودة، وعلى المستوى الاجتماعي والشعبوى المصريون والكويتيون أشقاء وهناك علاقات جيدة بين الشعبين.

 

وتابع سليمان "لكن هذه الحالات الفردية ربما تعكر بعض الأجواء وخاصة في عصر منصات وسائل التواصل الاجتماعي والعولمة وانتقال الأفكار واستغلال الوسائل الإلكترونية بشكل خاطئ لزعزعة استقرار المجتمعات وخلق وتعظيم أثر الأزمات بين الشعوب، وهذا يتم وحتى لو لم يكن بشكل ممنهج قد يكون بشكل عشوائي لكنه في النهاية يؤدى لنتائج سلبية، ونحن نكون عرضة لهذا من وقت لآخر وخاصة أن كل شعب متعلق بكرامته وهويته، ولكن لا نلتفت لحالات التشويه والتراشق الموجودة على مواقع التواصل، لأن الأساس هو العلاقات الجيدة الممتازة على المستوى السياسي والشعبي والحالات الفردية لا يجب أن تعكر تلك الأجواء، يجب أن يكون هناك إدراك من جانب المتابعين والشعوب لأن هناك محاولات الاصطياد فى المياه العكرة وتعكير العلاقات". 

 

واختتم سليمان تصريحاته قائلًا "يجب أن يكون هناك إدراك ووعى من الشعبين المصري والكويتي لتلك العمليات والفخاخ التي تستهدف تعكير العلاقات بيت البلدين".

 

وقبل أيام، أكدت وزارة الخارجية الكويتية، أن واقعة التعدى على طلبة كويتيين تعد تصرفات فردية مرفوضة لا تعكس رمزية العلاقات الأخوية بين دولة الكويت وجمهورية مصر العربية الشقيقة.

 

وطالبت الخارجية الكويتية القاهرة بأخذ الإجراءات اللازمة والرادعة بشأن واقعة المشاجرة.