انطلاق مشروعى القطار الكهربائى السريع والمونوريل من العاصمة الجديدة

تدشن وزارة النقل مشروعى الخط الأول للقطار الكهربائى السريع «العين السخنة- العلمين- مطروح- الفيوم»، ومونوريل شرق النيل الذى يبدأ من مدينة نصر حتى العاصمة الإدارية الجديدة.

وكشف مصدر بالهيئة القومية للأنفاق عن أن تدشين المشروعين من أهم الخطوات التى توليها الدولة أهمية فى أعقاب نجاح مؤتمر المناخ الأخير فى شرم الشيخ، بما يعكس جدية مصر فى تنفيذ توصيات المؤتمر.

وأضاف، لـ«الدستور»، أن تلك النوعية من المشروعات تساعد بصورة أساسية فى الحفاظ على البيئة، وتوفر وسائل نقل نظيف تربط بين المحافظات وبعضها بعضًا، وبين المناطق فى المحافظة الواحدة، كما هو الحال فى مونوريل شرق النيل الذى يربط مدينة نصر بالعاصمة الإدارية الجديدة، لتوفير وسيلة نقل آمنة وسريعة ونظيفة ومريحة تحافظ على البيئة.

انتهاء الجسور والمحطات بين «السخنة» وحلوان.. وتسيير أول القطارات تجريبيًا

أكد المصدر أن تدشين مشروع  الخط الأول للقطار الكهربائى يأتى بعد الانتهاء من معظم أعمال الجسور والمحطات فى المسافة من السخنة إلى العاصمة الإدارية ومنطقة حلوان، بفضل جهود تحالف سيمنس والمقاولون العرب وأوراسكوم.

وكشف المصدر عن أنه سيجرى تسيير أول قطار من قطارات مشروع القطار السريع، الذى كان من المفترض أن يورد منتصف العام الحالى، لكن كانت هناك رغبة كبيرة من قيادات وزارة النقل بتدشين المشروع من خلال قطار سريع لإبراز مدى سرعة إنجاز المشروعات القومية.

وأوضح المصدر أن الدولة ممثلة فى وزارة النقل تمكنت من إنجاز مشروعات ضخمة يجرى تنفيذها لأول مرة فى مصر فى وقت قصير، وأنه جرى إنجاز ٣ مشروعات كبرى فى أقل من ١٠ سنوات، وهو ما يعزز صورة مصر بين دول العالم فى قطاع النقل.

وأشار إلى أن تنفيذ مشروع القطار السريع يخدم قطاع السياحة، لأنه يوفر وسيلة نقل سريعة وآمنة ورخيصة مقارنة بوسائل نقل أخرى.

ولفت إلى أن مشروعًا مثل مشروع القطار السريع يساعد فى ربط المدن السياحية على ساحل البحر الأحمر بمدن ساحل البحر الأبيض المتوسط، وهى أول وسيلة نقل توفر هذه الميزة فى وقت قصير، إلى جانب أن التنقل من خلال القطار السريع فى حد ذاته جولة ترفيهية، حيث يتيح للراكب مشاهدة معالم بلده من خلال رحلة مريحة وسريعة وخدمة جديدة.

وأوضح المصدر أن المشروعات الجديدة التى تنفذها وزارة النقل ممثلة فى الهيئة القومية للأنفاق، تساعد فى توفير عدد ضخم من فرص العمل للشباب سواء بشكل مباشر أم غير مباشر.

وأضاف أن المشروعات الجديدة ستوفر ما يقرب من مليون فرصة عمل فور انتهاء تنفيذها، كما توفر للعمالة المصرية تدريبات على أعلى مستوى، إلى جانب اكتساب خبرات عالمية تؤهلهم للعمل فى الخارج.

وقال المصدر إن أسعار التذاكر لم تحدد بعد وإنها قيد الدراسة، موضحًا أن المشروعات الجديدة لديها ميزات تنافسية عالية وستجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية من خلال خدمات الضيافة المتنوعة والمحال التجارية.

وعن تصميم المحطات داخل المشروعات الجديدة، أوضح أنها ستكون شبيهة بصالات المطارات، وسيتوافر بها جميع احتياجات المسافر، كما سيتم التركيز على إبراز الهوية المصرية الأصيلة من خلال الجداريات والزخارف.

وأشار المصدر إلى أن إدارة تلك المشروعات ستكون بالتعاون مع القطاع الخاص رغبة من وزارة النقل فى الحفاظ على جودة الخدمة المقدمة وفصل التشغيل عن الإدارة والصيانة لتحقيق التنافسية.

ولفت إلى أنه خلال فترة تنفيذ المشروعات تجرى دراسة العروض المقدمة من الشركات لإدارتها، وستتولى وزارة النقل اختيار المناسب من بين العروض بما يتوافق مع سياستها.

واختتم المصدر حديثه قائلًا: إن مشروع الخط الأول من القطار السريع، لا يقل أهمية عن قناة السويس لأنه يربط العين السخنة على ساحل البحر الأحمر بالإسكندرية والعلمين على ساحل البحر المتوسط، متوقعًا أن يدر المشروع عوائد اقتصادية كبيرة من خلال نقل الركاب وزيادة حركة السياحة وجذب الاستثمارات، إلى جانب نقل البضائع بين موانئ البحرين.

محطة العاصمة الإدارية.. بمساحة 101 مليون متر

تعد محطة العاصمة الإدارية الجديدة محطة تبادلية بين القطار الخفيف ومشروع مونوريل شرق النيل ومشروع القطار السريع، ومركزًا لوسائل النقل المتنوعة المتجهة إلى العاصمة الإدارية.

تخدم بصفة أساسية العاصمة الإدارية الجديدة والمدينة الرياضية ومدن شرق القاهرة، وتعد أكبر المحطات فى الشرق الأوسط، حيث تبلغ مساحتها أكثر من ١.١ مليون متر مربع بما فيها مناطق انتظار السيارات والمناطق التجارية.

وتشمل المحطة مولًا تجاريًا على مساحة ٧٠ ألف متر مربع من أضخم المولات فى العالم، وسوف يجرى عرض قطع أثرية تدل على عظمة بلدنا، خاصة أن المحطة ستكون وجهة لعدد كبير من السياح.

تتكون المحطة من مبنيين رئيسيين كل منهما يتكون من بدروم وأرضى وميزانين ودور أول، مزودة بـ٣ كبارى للمشاة للربط بين المبنيين، وتتوافر فى تلك المحطة سلالم كهربائية عند المداخل والمخارج لتسهيل حركة الركاب، كما تتوافر بها ماكينات استخراج التذاكر آليًا، ودورات مياه عمومية مخصصة لأصحاب الهمم.

وتعد منظومة القطار الكهربائى السريع إنجازًا ضخمًا فى عالم وسائل المواصلات نظرًا لأن مصر لم تشهد من قبل مثل تلك المشروعات، فهى بمثابة شرايين تنمية جديدة تسهم فى خلق مجتمعات عمرانية وتوفر فرص عمل من خلال إنشاء مزيد من المصانع؛ نظرًا لتوافر شبكة متكاملة للنقل.

كما تساعد فى اختصار زمن الرحلة من سواحل البحر الأحمر حتى البحر المتوسط لما يقرب من نصف زمن الرحلة، سواء من خلال التنقل عبر السكة الحديد أو المواصلات الخارجية، وتقليل زمن الرحلة ينعكس بشكل إيجابى على حركتى الاقتصاد والسياحة.

مونوريل شرق النيل الأول من نوعه فى مصر ويمثل نقلة كبيرة

أما مشروع مونوريل العاصمة الإدارية الجديدة فيجرى إدخاله مصر لأول مرة، ويمثل نقلة وتحولًا كبيرًا فى وسائل المواصلات، حيث يعزز ربط المدن والمناطق العمرانية، ويسّهل حركة المواطنين، ويقلل استخدام السيارات الخاصة، ويعد وسيلة نقل سريعة وعصرية وآمنة وصديقة للبيئة، ويوفر استهلاك الوقود، ويخفض معدلات التلوث البيئى، كما يربط القاهرة من محطة الاستاد بالخط الثالث لمترو الأنفاق بشارع صلاح سالم بالقاهرة الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة، بطول ٥٤ كم، ويتكون من ٢١ محطة، هى: «الاستاد- هشام بركات - نورى خطاب- الحى السابع- المنطقة الحرة- المشير طنطاوى- كايرو فيستيفال- الشويفات - المستشفى الجوى- حى النرجس- محمد نجيب- الجامعة الأمريكية- إعمار- ميدان النافورة- البروة - الدائرى الأوسطى - محمد بن زايد- الدائرى الإقليمى- فندق الماسة- حى الوزارات- العاصمة الإدارية».

الخط الأول للقطار السريع 660 كم ويضم 22 محطة

يتولى تنفيذ مشروع الخط الأول للقطار الكهربائى السريع «العين السخنة- العلمين- مطروح- الفيوم»، تحالف سيمنس والمقاولون العرب وأوراسكوم.

يبلغ طوله ٦٦٠ كم، ويشمل ٢٢ محطة، والسرعة التصميمية للقطار ٢٥٠ كم/ساعة، وينقل مليون راكب يوميًا و٨٥٠٠ طن بضائع.

يربط العاصمة الإدارية الجديدة بالقاهرة الكبرى وشبكة السكك الحديدية لنقل الركاب والبضائع من خلال وسيلة نقل سريعة وعصرية وآمنة.

يبدأ من مدينة العين السخنة على ساحل البحر الأحمر حتى مدينة العلمين الجديدة، مرورًا بالعاصمة الإدارية الجديدة ومدينة السادس من أكتوبر ومدينة برج العرب، وتتألف منظومة القطار الكهربائى السريع الجديدة من ٣ خطوط رئيسية بأطوال ٢٠٠٠ كم.