رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سر مسلة مصر الناقصة.. لماذا لم يكتمل بناء أكبر هيكل فرعونى؟

الحضارة المصرية
الحضارة المصرية

أكد موقع "ذا ترافيل" الكندي، أن مصر الملهم الأبرز والأكبر للحضارة الغربية، لديها عنصرين من الرهبة والذهول العميقين للإنسان المعاصر، أول هذه العناصر هي الأهرامات بخلاف المسلات التاريخية.


وتابع أنه فيما يتعلق بها فإن أهرامات الجيزة هي بالتأكيد أشهرها، أما المسلات فهي الأقل شهرة ولكنها ليست أقل روعة فكلاهما أعجوبة معمارية لا تزال تبهرنا، حيث يشعر الكثير بالحيرة من العبقرية البشرية والكم الهائل من العمل الذي تم بذله في بناء هذه الهياكل العميقة.


وأضاف الموقع الكندي، أنه على نحو غريب على شكل شعاع من ضوء الشمس، شقّت المسلات طريقها إلى قلوب الحكام وفي المخيلة العامة، فليس من المستغرب أن تكون مسلة كليوباترا في سنترال بارك واحدة من عوامل الجذب الرئيسية ومناطق الجذب في الحديقة.


وتابع أن هناك مسلة مصرية واحدة كان من الممكن أن تكون الأكبر لو تم الانتهاء منها، والتي كانت قصتها الرائعة.

سر المسلة الناقصة

وأكد الموقع الكندي، أن تاريخ مصر إلى حد ما هو تاريخ الإنسان، وبسبب هذا التاريخ الغني، كان هناك عدد من الاكتشافات الرائعة التي تم إجراؤها في أرض الفراعنة، والتي سيكون من المجزي التعرف عليها.


وتابع أن أحد هذه الاكتشافات، التي تم إجراؤها في صباح القرن العشرين، عبارة عن مسلة غير مكتملة في أحد المحاجر الرملية العديدة في أسوان، وهي محاجر تشتهر بإمداداتها الوفيرة من الجرانيت وغيره من الأحجار عالية الجودة.. عندما تم اكتشاف المسلة كانت مدفونة بالكامل بالرمال، حتى الآن، لم يتم تحديد تاريخ موثوق لبناء المسلة الفريدة.


وأضاف أنه ربما يكون ذلك بسبب عدم رغبة أحد في تسجيل تفاصيل البناء لشيء لم يكتمل أبدًا؛ شيء تم الحكم عليه بالفشل، ولكن هناك ما هو أكثر من هذه المسلة من مجرد حقيقة أنها لم تكتمل ولم تُنصب أبدًا.


وفي هذا الصدد، قال ريجينالد إنجلباخ، عالم المصريات والمهندس البريطاني الذي يعتبر عمله، مشكلة المسلات، من أكثر الأعمال التي تم تسليط الضوء عليها فيما يتعلق بالمسلة غير المكتملة، أنه في حين أنه من الصعب معرفة الحجم الدقيق للمسلة غير المكتملة في مصر، فإن الأمر يتعلق بمسلة واحدة، وهي ثالث أكبر من أي مسلة في الكرنك، أكبر من أي مسلة مصرية تم الانتهاء منها على الإطلاق.


وأشار الموقع الكندي، إلى أنه إذا كان حجم المسلة غير المكتملة في مصر غير عادي، فإن وزنها محير للعقل، حيث يبلغ وزن المسلة المصرية غير المكتملة 1168 طنًا، ويساوي وزنها حوالي 200 فيل إفريقي وثلاثة أضعاف وزن أكبر مسلة في الكرنك.


وتابع أن هذه العوامل البارزة وغيرها، هي سبب جذب هذه المسلات الاهتمام والإثارة على قدم المساواة تقريبًا.


وأوضح أنه مع مرور الوقت، القليل من التفاصيل التاريخية المتعلقة بمسلة مصر غير المكتملة تأتي مع يقين لا يرقى إليه الشك، فتشير بعض الروايات إلى أن بناء المسلة غير المكتمل يعود إلى فترة حكم حتشبسوت أي حوالي 1500 ق.


وأضاف أن السبب الذي جعل المؤرخين يضعون بناء هذه المسلات في عهد أكثر النساء نجاحًا في حكم مصر هو أن المسلات الكبيرة كانت تبدو وكأنها كانت القاعدة في عصرها.


ولفت الموقع الكندي، إلى أنه في حين أنه لا يوجد سبب محدد لبناء المسلة يمكن استخلاصه من صفحات التاريخ ذات اللون البني، فقد كانت المسلات بالنسبة للمصريين القدماء رمزًا مقدسًا للحق الإلهي للفراعنة في الحكم.


وتابع أن السبب وراء عدم اكتمال المسلع، هو وجود صدع غير عادي في العديد من الشقوق في الجرانيت الصلب الذي تم حفره بالفعل في ما كان بكل المقاييس، مسلة ضخمة، وتقع بعض هذه الشقوق غير المعتادة عند الحواف والأطراف الخارجية الأخرى للمسلة الضخمة.


وأضاف أن المهندسين المصريين عملوا بجد للحفاظ على المسلة، حتى إنه تم تقليل حجم المسلة لقطع أقسام بها شقوق مزعجة، ولكن كان هناك شرخ كبير، حسب قول إنجلمان، يسير مباشرة في المسلة د، مما يجعلها غير سليمة في أكثر نقاطها ضعفًا ومركزها.


وأكد الموقع الكندي، أن التحديق في مسلة مصر غير المكتملة هو تقدير لعبقرية الإنسان وتفانيه في أسمى ما لديهم.