رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد فضل شبلول: يجب أن تكون الأعمال العالمية بلغة عربية فصحى

أحمد فضل شبلول
أحمد فضل شبلول

قال الشاعر أحمد فضل شبلول حول ترجمة رواية "العجوز والبحر"، للعامية المصرية: باستثناء شعر العامية والزجل، لا أستسيغ قراءة الأعمال الإبداعية بالعامية المصرية أو أي عامية أخرى. هناك جريدة مصرية أغلب مقالاتها بالعامية، اشتريت نسخة من أحد أعدادها ولم أتفاعل معها ولم أشترها بعد ذلك. ولم أدر هل توقفت أم لا تزال تصدر حتى الآن؟

وتابع "شبلول"، في تصريح لـ"الدستور": عملت من قبل في السعودية والكويت، وكنت لا أفهم الشعر النبطي (وهو ما يعادل العامي في مصر)– رغم انتشاره الواسع في الخليج العربي- إلا إذا شرحه أحد لي من أبناء الخليج. أما الشعر العربي فقد كنت أفهمه وأشعر به وأعرف جمالياته وأتفاعل معه سواء بالسلب أو الإيجاب، بالرفض أو القبول.

الشاعر السكندري الراحل محمد رخا له تجربة في ترجمة رباعيات الخيام بالزجل، عندما قرأتها لم أتفاعل معها، وأخذت أقارن بينها وبين ترجمة محمد السباعي وأحمد رامي وغيرهما، فوجدت بونًا شاسعًا.

ــ هل سنفهم ترجمة عمل إبداعي بلهجة عامية عربية؟

ولفت "شبلول" إلي: ودائمًا ما أسأل هل لو تُرجمت إحدى الروايات الأجنبية مثل "مائة عام من العزلة" لماركيز، إلى العامية الجزائرية، أو السودانية على سبيل المثال، فهل ستُقرأ خارج الجزائر أو السودان؟ هل سنعرف أن نقرأها في مصر؟

من حسن حظ العامية المصرية أنها مفهومة ومعروفة خارج حدودها، بسبب الأفلام والمسرحيات والمسلسلات والأغاني وغيرها من العوامل الأخرى، لكن العكس غير صحيح.

ما مدى انتشار العامية الليبية أو اليمنية أو العراقية أو المغربية أو الموريتانية بيننا في مصر حتى نقرأ ونفهم الآخر من خلالها؟

ربما تكون العامية الشامية أو اللبنانية أكثر حظًا بسبب وجود جاليات كبيرة منها في مصر في وقت من الأوقات، فضلًا عن وجود عدد كبير من الممثلين والفنانين السوريين واللبنانيين في عدد غير قليل من أفلامنا القديمة، بالإضافة إلى أغاني فيروز المنتشرة بيننا، وبعض أغاني فريد الأطرش وصباح التي قدماها باللبنانية، وغير ذلك من العوامل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.

دائما أقارن بين الأكثر انتشارًا بين العرب، قصائد أحمد شوقي أم أزجال بيرم التونسي؟ قصائد صلاح عبدالصبور أم قصائد عبدالرحمن الأبنودي؟

في زيارة أخيرة لي للجزائر مع الشاعر أحمد سويلم، كنا واقفين أمام سير الحقائب لحين وصول حقائبنا، تقدم شاب جزائري وتحدث معي بخصوص الحقائب، لم أفهم ولا كلمة منه. سألت أحمد سويلم هل فهم شيئًا؟ فضحك وأخبرني بأنه لم يفهم أي كلمة. شاب جزائري آخر كان يقف بجانبنا، عرف أننا مصريان فأخذ يترجم ما قاله مواطنه، فهو يريد أن يخبرني أن آخذ بالي من عجلته التي هي بجواري وعليها حقيبة هاند باك، لأنه سيذهب إلى دورة المياه. وهي لغة تخاطب يومية عادية مباشرة، فما بالنا لو كانت لغة إبداعية محملة بالرموز والإيحاءات والمجازات؟

ــ لا بديل عن الترجمة بالفصحي

وشدد "شبلول" على:  لذا أعتقد أنه يجب أن تكون الأعمال العالمية بلغة عربية فصحى أيا كان مستواها، المهم أن تكون ترجمة جيدة تقرِّب العمل المترجم إلى القارئ العربي، فيعرفه ويفهمه ويتفاعل معه، أيا كانت درجة التفاعل.

وأرى أنه إذا تُرجمت تلك الأعمال العالمية المختارة إلى العامية المصرية، فستظل حبيسة داخل حدودنا، ولن تتخطاها إلى البلاد العربية الأخرى، فعامية الأغاني والأفلام والمسلسلات التليفزيونية والمسرحيات شيء، وعامية الكتاب أو الصحف شيء آخر.

أحيانًا كنت لا أفهم بعض الكلمات في قصائد الأبنودي عندما أقرأها في ديوان له، وأنا مصري مثله، ولكن أفهمها وأعرفها عندما كان يلقيها بصوته، لذا كان الأبنودي حريصًا على تسجيل قصائده بصوته في شريط كاسيت مع توزيع كتبه.

وأحيانًا أقرأ كلمات لا أعرف معناها في أزجال بيرم التونسي، لأنها كانت لها دلالة معينة في زمنه، وقد افتقدت تلك الدلالة الآن عما كانت عليه وقت كتابتها، إذا حدث هذا في مفردة أو كلمة عند المتنبي أو أبي العلاء المعري أو أبي نواس، فأمامنا المعاجم العربية المتشرة في كل الأقطار العربية التي سوف تشرحها، فنفهم نص المتنبي أو قصيدته. لكن عند بيرم لا توجد معاجم موحدة للعامية.