رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المسيحيون يحتفلون بعيد الميلاد بزيارة المقابر: «ربنا ما يقطعها عادة»

مقابر مصر القديمة
مقابر مصر القديمة

هناك العديد من العادات والتقاليد الخاصة بالمصريين، يحرصون على القيام بها في مناسباتهم الدينية والاجتماعية، دون غيرهم من شعوب البلدان الأخري، ومن هذه العادات السنوية، زيارة المقابر في الأعياد، وهي العادة المصرية الخالصة، التي لا تفرق بين مسلم ومسيحي. 

323383407_2171237269729800_8149274603098895909_n

ويحتفل المسيحيون بعيد الميلاد المجيد بزيارة المقابر، وهي العادة التي يحرصون عليها منذ زمن بعيد، وبالحديث مع رجل سبعيني يدعي توفيق دوس، من منطقة مصر القديمة قال: “أحرص سنوياً على زيارة أهلي وأحبابي، الذين توفوا، واتبارك جداً بهذه العادة، واصطحب معي أبنائي وأشقائي حتي يتعلموا الإخلاص والوفاء، لما رحلوا عنا ونقوم بوضع الزهور داخل المدفن، وتوزيع بعض النفاحات علي المارة”. 

وبالنسبة لعادة زيارة المقابر وارتباطها بالمصريين جميعاً، أضاف توفيق: "هي عادة مصرية خالصة ربنا ما يقطعها، اعتقد أنها تعود لعصور الفراعنة، ولا تفرق بين أبناء الشعب الواحد سواء مسلم أو مسيحي أو حتي ديانة أخري، واعتقد أنها من العادات الجميلة التي يحرص المصريون جميعاً عليها".

324449014_708833490882177_267013803806754107_n

سامية عادل سيدة ثلاثينية تقول: “أنا من أهالي شبرا، وأحرص سنوياً على زيارة المقابر الخاصة بنا، لما فيه من وفاء وإخلاص للراحلين، هكذا تعلمنا من أهالينا، الذين ربونا علي هذه العادات والتقاليد الجميلة، وكنت في غاية الحزن عندما تم وقف زيارة المدافن، وقت انتشار فيروس كورونا، لتفادي طبعاً انتشار المرض، ولكنه الأمر الذي أصابني بالضيق بسبب حرصي على هذه العادة السنوية”. 

وتابعت: "أزور جدي وجدتي الذين كانوا من أطيب وأحن البشر علي، وقاموا بالتأثير في شخصيتي جداً، لاني تربيت في منزلهم فترة طويلة، الله ينيح روحهم، ويكونوا في مكان أجمل بكتير، ويدينا الصحة ونقوم بهذه العادة السنوية مع كل عيد ميلاد مجيد". 

324432366_1332578917536035_4237374274608150356_n

سعاد ملاك سيدة خمسينية، تحمل في يدها أكاليل من الزهور، في طريقها لوضعها علي مدفن جارة لها، في واحدة من أنبل قصص الوفاء والمحبة بين سيدتين، تقول سعاد ويكسو وجهها ملامح التأثر والحزن: “أميرة كانت جارة لي في منطقة مصر القديمة، توفيت عام ٢٠١٢، ومنذ ذلك التاريخ أقوم دائماً بزيارتها مع كل مناسبة عابرة بنا، فهي كانت أكثر من جارة، وكنا نقوم بكل شيء سوياً، ومنذ رحيلها الأيام لم تعد كما كانت، رحلت واخذت كل شيء جميل معها، الله يقدس روحها”.