رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القاهرة.. صوت وصورة ورؤية (3-3)

من الواضح أن إدارة قناة "القاهرة الإخبارية" تُولي محافظات مصر اهتمامًا تستحقه. فقد تابعت عددًا من الضيوف تتم استضافتهم صوتًا وصورة من بعض المحافظات عبر سكايب، وهذا أمر شديد التأثير فجامعات مصر في كل محافظاتها غنية بالخبرات الوطنية المتميزة وقوة مصر الناعمة منتشرة في ربوع الوطن وليس في العاصمة وحدها.
وليس لأي قناة إخبارية أن تحقق نجاحًا دون شبكة متميزة من المراسلين، وأن يكون لها في العواصم المؤثرة وجوه إعلامية تمتلك مؤهلات نجاح مثل اللغة والعلاقات، وفي ظني أن "القاهرة" اختارت مواضع تمركز مراسليها بتأنٍ كما انتقت مراسليها بتميز.
أقف هنا عند برنامج واحد من جملة البرامج المتميزة بالقناة هو برنامج "صباح جديد" وفريق المقدمين المتميزين لفقراته، بحماسهم وتفاؤلهم وابتسامتهم التي تعطي طاقة إيجابية للمشاهدين في بداية اليوم، ومن الإنصاف أن أشيد بأداء همام مجاهد، فقد استطاع لفت انتباهي برصانتة في الأداء واستيعابه للموضوعات التي يناقشها مع الزملاء خلال فقرة الإنترو، مما يعكس مذاكرته بجدية لملفات الحلقة قبل الهواء وإن كانت الموضوعات ذاتها في حاجة لبعض التدقيق عند اختيارها للنقاش.
يبقى أخيرًا أن أسجل سعادتي بالإعلان عن قرب إطلاق قناة "القاهرة الوثائقية" لتضاف لباقة قنوات قطاع أخبار المتحدة، ومكمن سعادتي ذاتي جدًا، فأنا يستهويني هذا اللون من الخدمة التليفزيونية، وأنشغل جدًا بطرق معالجة الموضوعات وفنية كتابة سيناريوهات من هذا النوع، وقد كنت مهتمًا بمتابعة وثائقيات البدايات التي كانت تخرجها فريدة عرمان، ثم تابعت تطورها عبر قنوات متخصصة عربية ودولية.
وقد كانت تلك المتابعة وليدة عناية خاصة بإنتاج مثل هذا اللون الوثائقي - وإن كان إذاعيًا - حتى تمكنت من حصد عدد غير قليل من الجوائز العربية في هذا اللون البرامجي الذي يستنزف جهدًا ضخمًا يعوضه الإحساس بالنجاح، حين توثق لحدث أو تطرح موضوعًا بحرفية شديدة.
ولعل البُشرى بقرب إطلاق هذه القناة جاءت بعد أن لاحظ القائمون على القطاع ما حققته وثائقيات أنتجها فريق الوثائقيات بالقطاع من نجاح مثل الفيلم عن الراحل ياسر رزق، وقد جاء الإعلان عن فريق القناة المنتظرة مبشرًا بنجاح يضاف للمتحدة وقطاع الأخبار بها، فوجود أسماء صنّاع محتوى مثل أحمد الدريني وشريف سعيد على رأس قطاع الإنتاج الوثائقي والقناة ومعهم من الكفاءات الشابة عقول موهوبة مثل حمدين حجاج، ما يشي بنجاح كبير ننتظره للقناة التي ستنطلق خلال أيام، وأتمنى أن تتسع القناة لاستيعاب الموهوبين الحقيقيين الذين غذوا بإبداعاتهم الوثائقية شاشات عربية سبقتنا في هذا التوجه منذ سنوات.
يبقى لدّي أمل أخير- في صدد حديثي عن القاهرة الإخبارية والقاهرة الوثائقية- هو أن يستمر الحماس لهما بنفس حماسنا لبدايتهما، وألا نغفل قنوات أخرى سبقتهما في سباقنا نحو التطوير وجذب جمهور المشاهدين بل واستقطاب قاعدة جماهيرية جديدة من أعمار ومن دول ومن توجهات ومن انتماءات مختلفة ولا شك عندي في أننا قادرون بعون من الله وبحماس العاملين في هذه المنظومة وتميزهم.