رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«تظل أصعب تجارب الترجمة».. سلمى الغزاوي تتحدث عن أحدث ترجمات ألبير كامو

سلمى الغزاوي
سلمى الغزاوي

عن أحدث ترجماتها لآخر روايات الكاتب الفرنسي الكبير ألبير كامو والتي ترجمت فيها رواية "السقطة"، تقول المترجمة والروائية سلمى الغزاوي: "تظل تجربتي في الترجمة للكاتب العظيم ألبير كامو من بين أفضل وأصعب التجارب الترجمية التي خضتها، سيما وأنه كان علي خلال عملية الترجمة أن أعتمد نهجًا تفسيريًا يدمج المعايير اللغوية وغير اللغوية لهذا العمل الذي أعتبره من أجمل ما كتب كامو، وأيضًا أن أتعرف عن كثب على سياق الرواية لأعيد تقديمها بشكل محكم بأبعادها اللغوية والأسلوبية والزمنية والثقافية وما إلى ذلك، ومن ثم يسهل علي نقل معاني ودلالات هذه الرواية المكثفة، الزاخرة بالرموز للمتلقى العربي.

الترجمة

وأضافت في تصريح خاص لـ"الدستور:" كان اختياري ترجمة رواية السقطة نابعًا من أنني وجدت الترجمات السابقة غير كاملة ومشوبة بالغموض، لذا اقترحت على ناشري إعادة ترجمتها وتقديمها بشكل يليق بكامو وفكره، ولهذا كان علي أن ألجأ إلى الترجمة الإبداعية الحرة أو التفسيرية مع الالتزام بالأمانة حيال الأفكار الواردة في النص الأصلي.

غلاف الترجمة

دمية قصصية

وواصلت: "بوسعي أن أطلق على السقطة لقب الرواية/ الأحجية، وبالنسبة إلي، هناك عدة نقاط قوة في هذه الرواية، بدءًا من تقنية السرد، حيث اختار كامو تقنية المونولوج، إذ أن بطل الرواية "جان باتيست كلامنس"، يخاطب طوال الوقت شخصًا التقاه صدفة بألحانة التي اعتاد ارتيادها، غير أنه في الحقيقة، كلامنس لا يحاور سوى دمية قصصية لا تتحرك على خشبة الأحداث، مما يجعلنا نتساءل عما إذا لم يكن البطل في الواقع لوحده، يحدث نفسه، ويتذكر سقطته الأخلاقية التي أدت إلى انهياره الاجتماعي؟ إن الرواية بأكملها تدع لنا مجالا للشك فيما يتعلق بعدة أحداث، لتراودنا عدة أسئلة، غير أن السير في متاهة الأحجيات هذه هو ما يمنح هذه الرواية العبثية نكهة خاصة ومميزة للغاية.

المرايا العاكسة

وأكدت: "بالنسبة لي ما يهم فعليا ليس مجموعة الحكايات التي يرويها البطل لنا، نحن القراء، الذين نجد أنفسنا متورطين بدورنا في هذه المحاكمة الأخلاقية عبر تقنية "المرايا العاكسة"، بقدر ما تهم نظرة كلامنس المزدوجة لنفسه، إن كيفية رسم كامو لشخصية كلامنس وسيكولوجيته المعقدة دقيقة وواقعية ومذهلة للغاية، رسم يسمح لنا بالتغلغل في النفس البشرية، بتناقضاتها وذرائعها وأحكامها الذاتية، لنصيح في النهاية: كلنا كلامنس! ومثله، بالنسبة إلينا: "لقد فات الأوان، وسيفوت دومًا، لحسن الحظ!" كما قال كامو في الجملة الختامية لهذا النص الرائع!.