رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل كشفت الحرب الأوكرانية فشل الأسلحة الأمريكية؟

الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

أعلنت الولايات المتحدة عن مساعدات مالية وعسكرية لأوكرانيا منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022، ومؤخرا أعلنت عن تزويد كييف بمنظومات الدفاع الجوي «باتريوت»، وأثارت غضب واستياء روسيا مؤكدة الرد والقضاء على الأسلحة الأمريكية في كييف.

فيما أكد خبراء أمريكيون أن الأسلحة الأمريكية التي أعلنت عنها الولايات المتحدة لكييف متهالكة وقديمة ولن تساعد أوكرانيا في الفوز بالحرب.

هاني سليمان: الحرب الروسية الأوكرانية كانت مساحة لتسريب الأسلحة الأمريكية

وتعليقا على هذا الأمر، قال هاني سليمان، مدير المركز العربي للبحوث والدراسات والخبير في العلاقات الدولية، إن أزمة الأسلحة الأمريكية في أوكرانيا تتعلق ببعدين أساسين، البعد الأول مسألة مدى كفاءة وجاهزية تلك الأسلحة، حيث إنها تحتاج لصيانة وتجهيز، خاصة مع العديد من المشكلات التي أظهرتها الحرب بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية.

وأضاف سليمان، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الحرب الروسية- الأوكرانية بالنسبة للولايات المتحدة كانت مساحة لتسريب العديد من الأسلحة لديها، سواء متهالكة أو قديمة أو تجريبية، وبالتالي كانت الحرب الروسية مساحة لاستخدام واختبار تلك الأسلحة والتخلص منها ومحاولة الإيحاء بأنها مساعدات عسكرية لكييف، في حين أنها مساحات تخلص وتسريب واختبار بالنسبة للأسلحة الأمريكية.

وأشار سليمان إلى أن البعد الثاني متعلق بالعديد من التقارير التي تحدثت عن هروب تلك الأسلحة من أوكرانيا، وبالتالي الأسلحة الأمريكية يتم استخدامها  فى أوكرانيا وتهريبها وبيعها فى الخارج أو استخدامها لدول الجوار، وهذا من شأنه تأزيم الموقف، كما أنه يساعد على زيادة بؤر الصراع وتفاقم الأزمات، خاصة مع عدم وجود آليات محددة وصارمة للسيطرة على تلك الأسلحة وتحديد نطاقها.

وأوضح سليمان أن بعض التقارير أفادت بوصول تلك الأسلحة لأيادي بعض العناصر في العديد من الدول، وستظهر آثارها فى الفترة القادمة، الأسابيع والشهور القادمة، أو فترة ما بعد الحرب الروسية- الأوكرانية.

 

نرمين كامل: الأسلحة الأمريكية تسهم فى إطالة أمد الحرب 

من جانبها، قالت نرمين سعيد كامل، الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن الولايات المتحدة هي أكبر مورد للسلاح لأوكرانيا، لافتة إلى أن الأسلحة التي أرسلتها الولايات المتحدة لأوكرانيا منذ بداية الحرب تفوق في قيمتها الأسلحة التى أرسلتها واشنطن لمصر وإسرائيل وأفغانستان خلال عام 2022.

وأضافت «كامل»، فى تصريحات خاصة لـ«الدستور»: بطبيعة الحال الأسلحة الأمريكية تسهم في إطالة أمد الحرب حتى الآن والصمود الأوكراني في المستقبل، خصوصا أن الولايات المتحدة أرسلت باتريوت، وسحبت قطعا من الخليج لبطاريات صواريخ من نفس النوع، وهذا يخلق مشكلة كبيرة.

وأشارت «كامل» إلى أن كمية الأسلحة الأمريكية في أوكرانيا يتم إعادة بيعها في السوق السوداء للسلاح، وتصل للجماعات الإرهابية، وسيؤثر ذلك على التعرض للمدنيين بشكل أكبر، وهناك تخوف بأن يتم إعادة توجيه تلك الأسلحة للصراع فى البلقان بسبب القرب الجغرافي، أو تغيير مسارها وتصل إفريقيا، متابعة: «وبالتالي الولايات المتحدة تضع نفسها فى مواجهة ليس فقط مع روسيا ولكن مع دول أخرى بسبب أسلحتها».

ولفتت «كامل» إلى أنه يصعب على الولايات المتحدة تتبع أسلحتها في أوكرانيا، كما يصعب عليها إرسال خبراء لمناطق الصراع لمتابعة الأسلحة أو صيانتها، فبالتالي يتم إعادة تدويرها إما بيعها أو تغيير مسارها، وهناك تخوف من تسريب الأسلحة لمناطق أخرى مما يساعد على خلق مناطق صراع جديدة.