رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عمر طاهر يروي حكاية محمود سعد الدين الطاهرى أبو «التكييف» المصرى

صنايعية مصر
صنايعية مصر

محمود سعد الدين الطاهري، اسم لا يعرفه المصريون، رغم أنه أول صاحب توكيل لأجهزة التكييف في مصر، وهي الحكاية التي تتبع جذورها الكاتب عمر طاهر في الجزء الثاني لكتابه “صنايعية مصر”.

يروي “طاهر” كيف أن "محمود سعد الدين الطاهري"، لم يستسلم لدعة العيش في كنف أسرته الثرية، وسافر إلي بريطانيا، وعقب عودته يعمل بشركة تسويق لأجهزة التكييف والتبريد، ومن بعدها يطير إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليكتسب الخبرة اللازمة لافتتاح أول ورشة لصناعة أجهزة التبريد، وهي الأساس الذي بدأت منه مصانع كولدير.

 ويلفت “طاهر” إلي: بدأ "محمود سعد الدين الطاهري" بورشة صغيرة في رملة بولاق لصناعة أبراج التبريد، ثم عثر على قطعة أرض في جزيرة الدهب اختارها لتكون مقرا لمصنع “كولدير”، بدأ بصناعة ثلاجات التبريد الضخمة التي تصلح لمحلات البقالة، ثم الثلاجات التي تستخدم كمستودعات في الميناء، ثم بدأ في إنتاج المراوح.

لكن "محمود سعد الدين الطاهري" كان مشغولا بفكرة التكييف، ولديه أفكار أكبر من مجرد تسويق أجهزة، شغلته فكرة الاعتماد على خامات محلية بالكامل، والقدرة على تنفيذ أبراج تبريد بدون حشو تقاوم كمية الغبار والأتربة التي تسيطر على البيئة في مصر، وأن يفتح لنفسه سوقا في الدول العربية.

بداية الصعود مع تكييف سينما “مترو”

ويضيف عمر طاهر: "جاءت الخطوة المهمة عندما أسند إليه تكييف قاعة سينما “مترو”. أصبحت سينما “مترو” بفضل محمود سعد الدين الطاهري، السينما الأولى في مصر التي يوضع علي أبوابها وإعلاناتها لافتة “مكيفة الهواء”. اختلط حديث الرواد عن جمال الأفلام وجمال النجمات وجاذبية الاستعراضات بالكلام عن نسمات الهواء المنعشة التي تلمس القلب".

بعدها تولى مهمة تبريد فندق “هيلتون” في بداية الخمسينيات، ثم أصبح الجهة المعتمدة في تكييف معظم الفنادق ودور العرض، وطلبته دول الخليج كما كان يحلم، كانت البداية في مناقصة لتكييف أحد مطارات السعودية الجديدة. لم يكن الأمر سهلا، وقع في منافسة مع شركة “كاريير” العالمية، وكان المكتب الاستشاري المشرف علي المشروع سويدي الجنسية، لكنه في النهاية اعتمد المكيفات صناعة “كولدير”، بعدها طلبته الكويت ولبنان.

ويمضي عمر طاهر عن قصة نجاح رائد صناعة التبريد والتكييف في مصر، "محمود سعد الدين الطاهري" مضيفا: في مصر استقر اسم “كولدير” فوق منشآت لا حصر لها تولت مسئولية تكييفها مركزيًا: فندق “ونتر بالاس” الأقصر، فندق "فلسطين" الإسكندرية، مسرح الجمهورية، سينما ريفولي، بنك الدم، مصنع الغزل والنسيج في المحلة، قبة جامعة القاهرة، مخازن وزارة الزراعة لتبريد البطاطس، البنك الأهلي، سينما “شبرا بالاس”، التي اشتهرت فيما بعد بعرض الأفلام الهندية.

ويلفت عمر طاهر إلى أن على هامش نشاط "محمود سعد الدين الطاهري"، شق طريق التكييف المنزلي، كان حجم الجهاز وقتها أقرب إلي حجم دولاب متوسط. ظل مشغولا بفكرة تنفيذ فكرة التكييف الشباك، بمكونات محلية ومساحة وحيز أقل. طارد الفكرة بأن انتقل للإقامة في ورشة المصنع، أيام من العمل المتواصل وساعات نوم قصيرة في المكان نفسه حتى ظهر في الأسواق تكييف “شباك كولدير” مع نهاية عام 1956.