رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الجنوب».. قصة الكاتب الأرجنتينى بورخيس في مواجهة الخوف

بورخيس
بورخيس

“الجنوب” إحدى القصص الشهيرة للكاتب الأرجنتينى خورخى لويس بورخيس، أحد أهم كتاب القرن العشرين. 

وكان  “بورخيس” شاعرًا ومترجما وناقدا وترجمت اعماله إلى عدة لغات. 

وأصيب "بورخيسط بالعمى مثلما أصيب والده من قبل فكان لذلك أثرا كبيرا فى كتاباته وتأملاته الفلسفية وبحثه فى النفس البشرية.

“الدستور” تُبحر في تفاصيل قصة “الجنوب” من خلال السطور التالية.. 

يحكى بورخيس فى قصة “الجنوب” عن رجل يدعى “خوان دالمان” وهو حفيد أحد كهنة الكنيسة الإنجليزية فى بريونس ايرس. 

وذكر “بورخيس” هذه التفصيلة كى يؤكد للقارئ أن بطل قصته ينحدر من أسرة متدينة ترجع أصولها إلى الأرجنتين، بينما كان دالمان الحفيد أسبانيا يعمل مديرا لمكتبة محلية فى قرطبة.

ووقعت عينه على كتاب “ألف ليلة وليلة” وبدأ يقرأ حكاياته الأسطورية التى أعجبته حيث اتفقت مع خياله الواسع، لكنه قبل أن يفرغ من القراءة اصطدم بجدار وأصيب بالحمى وكاد أن يهلك، حتى الأطباء أنفسهم لم يصدقوا أنه نجا من الموت وتوجه “دالمان” إلى الجنوب ليقضى فترة نقاهة .

ويحكى بورخيس عن شكل الريف ورحابته التى جعلت دالمان يشعر بالطمأنينة، وهنا يباغتنا بالمشهد المحورى فى القصة، حين يدخل دالمان إلى “خمارة" تبيع الجعة. 

وكان “دالمان” صامتا لا يريد ان يدخل فى حديث مع أحد الزائن، غير أن ثلاثة شبان قذفوه ببقايا طعام ثم سبوه بأقذع الألفاظ،  فحاول أن يتمالك أعصابه لئلا يدخل فى عراك، فقام رجل وألقى تحت قدميه بسكين وقال له قاتلهم يا دالمان. 

أمسك “دالمان” بالسكين وأشهرها فى وجه الشبان السكارى فخافوا منه ثم خرج إلى الهواء الطلق. 

الهدف من الرواية 

وناقش “بورخيس فى قصته الجنوب فكرة الخوف  التى ظهرت فى البداية من خلال قراءة كتاب ”الف ليلة وليلة" الذى اصاب دالمان بالحمى ثم ظهرت فكرة الخوف للمرة الثانية فى المشفى حيث ظن دالمان أنه هالك بسبب المرض . وظهرت للمرة الثالثة فى  الخمارة. 

لكن بورخيس قرر ان يقتل الخوف فى نفس البطل الذى أشهر سكينه وخرج . وكأنه على استعداد أن يغلب خوفه ويجهز عليه.