بعد واقعة أبو كيان «للمُكيفات».. السوشيال ميديا وكر لبيع المخدرات

مخدرات السوشيال ميديا.. مصطلح ربما لن يكون بجديد بعد واقعة أبو كيان، التي هزت مواقع التواصل الاجتماعي، وكشفت عن أن هناك تجارة خفيّة تتم على موقع "فيس بوك" بالرغم من المحاذير التي يضعها بشأن تداول ما هو ممنوع إلا أن الأمر بات مباحًا في الوقت الحالي.

التجارة الخفية تلك هي تداول المخدرات بأنواع مختلفة منها وكذلك أخطرها مثلما حدث في واقعة أبو كيان، والتي كانت تتم في الخفاء وبعيدًا عن أعين الرقابة، إلا أن انفتاح مواقع التواصل الاجتماعي جعلها تتداول بشكل كبير عليه وتكتب الأسعار علنًا وتتم الإتفاقيات أمام الجميع.

أبو كيان لتجارة المخدرات أون لاين

واقعة أبو كيان التي تعتبر حديث السوشيال ميديا في الوقت الحالي، بدأت حين تداول رواد موقع "فيس بوك" صورة لإعلان يتم من خلاله الترويج لبيع المواد المخدرة عليها، ومرفق بها أرقام هواتف محمولة (محددة).

وعرض التاجر أنواع المخدرات التي يتاجر فيها ومتوفرة لديه للبيع، وما آثار استغراب وسخرية الجميع هو تركه لرقم هاتف يخص الشكاوى من أنواع المخدرات التي يروج لها على السوشيال ميديا.

ولكن صباح اليوم تمكنت الأجهزة الأمنية من كشف ملابسات واقعة أبو كيان فتم تحديد وضبط مرتكب الواقعة وتبين أنه أحد العناصر الإجرامية الخطرة شهرته أبو كيان مقيم بدائرة مركز شرطة قويسنا بالمنوفية، وتم القبض عليه.

فما الذي يحدث على السوشيال ميديا من تجارة للمخدرات المجرمة؟ ذلك ما قامت به "الدستور" في التقرير التالي من خلال رصد صفحات تروج علنًا لأنواع المخدرات وتعلن عن الأسعار وأماكن الاستلام مثلما حدث في واقعة أبو كيان، وأخطر ما في الأمر، هو أن هناك بالفعل شباب انجرفوا للإدمان من خلال تلك الصفحات تحدثنا معهم.

سامح بدأ طريق الإدمان من السوشيال ميديا

سامح.م، شاب مسلم في منتصف العشرينات، صُدم في بداية حياته بعدما أحب أحد زميلاته في العمل وكانت تعتنق المسيحية وظلا يعيشان قصة حب طوال عامين، وهي تعده بأن هناك حل وقتما يريدا الزواج لذلك تعلق بها كما يصف.

يقول: "حبي ليها مكنش له أي أسباب منطقية ومكنش فيه أفق للاستمرار لأني مسلم وهي مسيحية، وبعد فترة بدأت تتغير في طريقة تعاملها معايا لحد ما اكتشفت أنها حبت واحد تاني مسيحي، ووقتها قالتلي أتجوز مسلمة".

يوضح أنه بدأ بالتامول من خلال إعلانات الترويج له على مواقع السوشيال ميديا كي يتجاوز صدمته الأولى: "بدأت بالتجربة من خلال كميات بسيطة على سبيل التجريب ثم بدأ الأمر يتطور إلى الإدمان".

يضيف: "بدأت بالربع ثم النص لحد ما بقيت مدمن من 2014 إلى 2016، لكن لما والدي قرر يعالجني دخلت مصحة وإتعالجت من إدمان التامول وأتدربت على إزاي أدير الصدمة بطرق غير الإدمان".

السوشيال ميديا تتحول إلى وكر لبيع المخدرات

بمجرد ما وضعنا كلمات "مخدرات للبيع" و"تجارة مخدرات" حتى وجدنا عشرات الصفحات والمجموعات التي تخصص أصحابها في بيع وتوفير المخدرات بكل أشكالها: "التامول، البانجو، الآيس، الحشيش".

فعلى أحد الصفحات التي انتشرت تحت مسمى "حشيش ومخدرات بيور" كتب صاحب الصفحة: "فيه حشيش وبانجو صافي جاي من المغرب الميش المغربي بـ4 آلاف جنيه بس ودا عرض اليوم"، ناشرًا صور من المنتج.

وفيه مجموعة أخرى دخلتها "محررة الدستور" كتب صاحبها للإعلان عن منتجاته من المخدرات: "السنتي بـ600 جنيه، وأسأل عليا قبل ما تجرب، لو مش عاجبك متشتريش، والتوصيل القاهرة والجيزة فقط كله بيور وصافي وجميع الأنواع".

وكتب آخر: "فيه جميع المخدرات في إمبابة وكله صافي وبيور" عارضًا صور لأنواع من المخدرات، وفي الإسماعلية روج أخر كاتبًا: "بنجو موت الكيس بـ800 جنيه موجود في الإسماعيلية للجادين فقط".

يعتبر الحشيش هو أكثر المواد المخدرة في التعاطي بحسب صندوق مكافحة وعلاج الإدمان المصري حيث احتل المرتبة بنسبة 41.39 %، ثم الهيروين بنسبة 33.03%، يليه الترامادول بنسبة 26.09 % والأستروكس والفودو بنسبة 9.98% بجانب التعاطي المتعدد أي تعاطى أكثر من مخدر بنسبة 25.72%.

ياسر: "السوشيال ميديا توفر المخدار بشكل أمن"

ياسر.م، شاب آخر، كان بداية خوضه طريق الإدمان هي السوشيال ميديا، والذي بدأ فيه بسبب الإعلانات المغرية عليه كما يصف: "الإعلان بيوصلك أنك هتنسى كل أحزانك وبالك هينام مرتاح".

يضيف: "بدأت من خلال الترامادول اللي كان بيتباع في الصيدليات زمان زي مسكن وتم نزوله جدول، وبعديها كان المصدر هو صفحات السوشيال ميديا، بسبب المحاذير الكتيرة على بيعه في الصيدليات".

واتجه بعدها ياسر إلى التامول: "السوشيال ميديا بتوفر إمكانية الشراء بشكل آمن وأرخص"، إلا أنه بعد عام من تجريب أكثر من صنف كما يحكي الشاب استطاع الإيقاف من خلال صندوق مكافحة وعلاج الأدمان.