رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من هو العامودي الذي يحتفل به البيزنطيون في مصر؟

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى دانيال العمودي، وولد البار دانيال سنة 409 في مقاطعة الفرات الأعلى، وانتحل الحياة الرهبانية صغيراً ثم جاء إلى القدّيس سمعان العمودي، فباركه هذا البارّ وحثّه على السير قدمًا في سبيل الزهد. وفي سنة 451، نسك بالقرب من القسطنطينيّة في معبد للأصنام متهدّم. ثم من سنة 460 إلى حين وفاته بالرب عاش على عمود. 

وقد رقاه البطريرك جناديوس (458-471) إلى درجة الكهنوت. وانتشر صيت قداسته، حتى أن الإمبراطور نفسه كان يقصده ليسأله الصلاة لأجله. وقد انتقل إلى الحياة الأبديّة يوم السبت في مثل هذا اليوم من سنة 493.

ووفقا لهذه المناسبة قالت الكنيسة في عظتها الاحتفالية: قدّوس قدّوس قدّوس، أنت حقًّا أيّها الربّ إلهنا. إنّنا نعترِفُ، أيّها الآب القدوس، بأَنَّكَ عظيم، وقد بَرأتَ كلَّ شيءٍ بحكمةٍ ومحبّة. فصنعتَ الإنسان على صورتِك، وأَولَيْتَهُ شؤونَ العالمِ كلِّه، حتّى إذا ما خدَمَكَ، أنتَ خالقَهُ الأوحد، بسَطَ سلطانَهُ على الكائناتِ كلِّها. ولمَّا فقد مودّتَك بِعصيانِه، لم تَدَعْهُ في قَبضةِ الموت: بل بادَرْتَ بني البشر برحمتِك، وجعلتَهم يَبحثونَ عنك ويَجدونك.

وكثيرًا ما قَطعْتَ لهمُ العُهود، وبشّرْتَهم، على لسانِ الأنبياء، بالخلاصِ الآتي وإِنَّكَ بَلَغْتَ من حُبِّكَ للعالم، أيّها الآبُ القدوس، أَنَّكَ أَرسَلتَ إِلينا في مِلءِ الأزمنة، ابنَكَ الوحيدُ مخلِّصَنا. فتجسَّدَ بقوَّةِ الرُّوحِ القدَّس، ووُلِدَ من مريمَ البتول، وعاشَ مِثْلَنا شبيهًا بنا في كلِّ شيء، ما عدا الخطيئة. وبشَّرَ المساكينَ بالخلاص، والأسرى بإِطلاقِ السبيل، وكَسْرى القلوبِ بالتعزية. ثُمَّ أسلَمَ نفسَه إلى الموت، تحقيقًا لما رسَمْت، وبقيامتِه وطئَ الموت، وجدَّد الحياة. وبعد صعودِه إلى السماء، بَعثَ إِلينا، نحن المؤمنين، من لَدُنْكَ، أيّها الآب، بأولى عطاياه: الرُّوحِ القدس، ليُتِمَّ رسالَتُه في العالم، ويعملَ على تقديسِنا، فلا نحيا من بعدُ لذواتِنا، بل لمَن ماتَ وقامَ من أَجلِنا.