رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ندوة دولية حول ذوي الهمم وحقوقهم في الإسلام.. تناقشها كلية أصول الدين بـ« تطوان المغرب»

كلية اصول الدين بتطوان
كلية اصول الدين بتطوان تنظم ندوة عن "ذوى الإعاقة"

في إطار إنفتاح الجامعة على محيطها الخارجي واهتمامها بقضايا المجتمع، وبمناسبة اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، نظمت كلية أصول الدين بمدينة تطوان المغربية، ممثلة في مختبر "الحوار الحضاري ومناهج الجدال العقدي والفكري والبحث في التراث" ندوة علمية دولية اختار لها منظموها موضوع "رعاية وإدماج ذوي الإعاقة: أي دور للجامعة والمجتمع؟"، بقاعة الندوات بالكلية.

وانطلقت الندوة بمشاركة علماء وباحثين ومفكرين وأساتذة جامعيين، وبدأت الجلسة الافتتاحية بتلاوة آيات قرآنية، وترأس الجلسة الدكتور محمد التمسماني عميد كلية أصول الدين ، وأدار الجلسة الأستاذ عبد العزيز رحموني نائب عميد الكلية، الذي نوه بمجهودات الجامعة عموما، وكلية أصول الدين خصوصا في تناول مثل هذه القضايا؛ ثم تناول الكلمة السيد عميد الكلية الذي تحدث عن أهمية هذا النشاط الذي يناقش إشكاليات شريحة كبيرة من المجتمع، ثم بين مدى اهتمام الشريعة بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة وذكر بعض حقوقهم في الإسلام، وأشار إلى أن مجموعة من العلماء المسلمين كانوا من هذه الفئة وكانت لهم إسهامات علمية كثيرة عبر التاريخ، وبعدها ألقى الأستاذ: أحمد مونة، كلمة باسم المختبر حيث تحدث عن اهتمامات المختبر وارتباطه بموضوع الندوة، ثم تلت ذلك كلمة باسم اللجنة المنظمة ألقاها نائب العميد الأستاذ محمد زين العابدين الحسيني أشار إلى السياق الذي جاءت فيه الندوة والمسؤولية الملقاة على عاتق الجامعة والمجتمع تجاه ذوي الإعاقة.

وانطلقت بعد ذلك أشغال الجلسة العلمية الأولى برئاسة الأستاذ بكلية أصول الدين مصطفى بوجمعة، وتمت مقاربة الموضوع من وجهات نظر مختلفة وتضمنت خمس مداخلات وتفصيلها في الآتي:

المداخلة الأولى بعنوان: "حقوق ذوي الإعاقة في الإسلام ملامح وإشارات" ألقاها الأستاذ عبد الغني يحياوي أستاذ بكلية أصول الدين بتطوان، وقد ركز فيها على بيان اهتمام الإسلام بذوي الإعاقة، وذكر أن الشريعة الاسلامية تراعي خصوصية هذه الفئة، كما ألمح أيضا إلى أنواع الحقوق المحفوظة لهم شرعا، و المكفولة لهم وضعا، ثم ختم مداخلته بضرورة اشتغال الباحثين على هذا الموضوع من أجل البحث عن طرق مناسبة لرعاية وإدماج ذوي الإعاقة.

أما المداخلة الثانية فأعدها الأستاذ بجامعة قطر يوسف بلمهدي، وكانت بعنوان: "ذوي الإعاقة في الأديان عرض للتصورات العقدية والمقاصد الأخلاقية"، أبرز فيها أهم الحقوق المستحقة لهذه الفئة في الأديان السماوية، كما بين أهم المقاصد الأخلاقية، والمبادئ الكلية، التي ينبغي التعامل بها مع هذه الفئة المعنية.

وبالنسبة للمداخلة الثالثة: فقد ألقاها الأستاذ محمد زين العابدين الحسيني، وقد كان عنوانها: "الترسانة القانونية المغربية ومستوى إدماج بعد الإعاقة في السياسات العمومية"، أوضح فيها أن القوانين بتراتبيتها المتفاوتة، انطلاقا من الدستور، إلى القوانين التنظيمية، كلها تضمنت نصوصا تهدف إلى تسهيل إدماج ذوي الإعاقة في الحياة العامة، وأن المغرب يعتبر من الدول المتقدمة في مجال التشريع الخاص بهذه الفئة. 

وبخصوص المداخلة الرابعة: فكانت بعنوان: "نحو جامعة دامجة من أجل الإنصاف والمساواة وتكافؤ الفرص"، فقد ألقاها الأستاذ بكلية الآداب تطوان محمد يوبي إدريسي وهو رئيس الشبكة الجامعية المغربية من أجل تعليم دامج، ركز في مداخلته على ضرورة توسيع شبكة الجامعات المهتمة بعملية الإدماج الحقيقي لهذه الفئة، ودعا إلى الحرص على توفير الظروف المناسبة لذلك، وأشار إلى الحاجة لعقد شراكات مختلفة مع جهات متعددة، كما بين أن الجامعة هي المنطلق لكل إصلاح.

وختمت الجلسة العلمية الأولى بمداخلة للأستاذ المتخصص في طب الإعاقة بكلية الطب بفاس عبد الرزاق حاجيويالذي عنون مداخلته ب"موقع الإعاقة في التعليم العالي والبحث العلمي في المغرب حق الإدماج والمشاركة بين الإنجازات والتحديات"تحدث عن دور الجامعة في تأهيل وإدماج هذه الفئة، كما أشار إلى أن المسؤولية ينبغي أن يتحملها الجميع،كما ذكر أهم الإنجازات التي حققت على مستوى التعليم العالي في المغرب.

أما الجلسة الثانية فترأسها الأستاذ عبد الرحمان القاطي وهو أستاذ بكلية أصول الدين،حيث نوه بموضوع الندوة والتفاتها الى فئة ذوي الإعاقة. وهذه الجلسة أيضا تضمنت خمس مداخلات تفصيلها في الآتي:

المداخلة الأولى: عنوانها: "حالات الإعاقة عند الأطفال: مقترحات وحلول"، ألقتها الأستاذة بكلية الطب والصيدلة والمتخصصة في طب الأطفال كوثر خباش،ركزت في بداية مداخلاتها بالحديث عن أهم حالات الإعاقة عند الأطفال، ثم قامت باستعراض بعض النماذج لتلك الحالات مع ما تحتاجه كل حالة من عناية، وما تلزمها من حماية، وما تناسبها من رعاية. كما أشارت إلى أهم أسباب الإعاقة، وختمت مداخلتها ببعض المقترحات والحلول للإعاقة عند شريحة الأطفال.

وأما المقاربة النفسية لذوي الإعاقة فقد تكلفت بها الأستاذة كوثر بكار وهي أخصائية نفسية عصبية بالمركز الاستشفائي بطنجة، وعنونت مداخلتها ب "المقاربة النفسية لدعم الأشخاص في وضعية إعاقة ذهنية"، تطرقت فيها إلى أنواع الإعاقة الذهنية وركزت على الأهمية القصوى للمقاربة النفسية، ودورها الكبير في تحسين وضعيات ذوي الإعاقة الذهنية، وذكرت أن للرعاية النفسية تأثيرا إيجابيا واضحا في إدماج هذه الفئة. 

أماالمداخلة الثالثة فكانت للأستاذ في علم الاجتماع بكلية الآداب تطوان عبد الرحمن الزكريتي، وعنوان مداخلته هو: "تدبير وضعية الإعاقة داخل الأسرة المغربية بين الفردي والجماعي". حيث ركز في مداخلتهعلى دور الاسرة في رعاية ذوي الإعاقة، سواء على: المستوى الفردي، أو على المستوى الجماعي. كما أشار إلى الصعوبات التي تواجهها أسر ذوي الإعاقة والإكراهات المادية والمعنوية لإدماجهم. 

وفي الجانب العملي التطبيقي استدعى منظمو الندوة الأستاذ: سليمان العمراني مدير جمعية حنان المختصة في رعاية وإدماج ذوي الإعاقة، وكان عنوان مداخلته هو: " من التربية الخاصة إلى التربية الدامجة تجربة جمعية حنان بتطوان نموذجا"، أبرز فيها كيف يمكن الانتقال بأصحاب ذوي الإعاقة من التربية الخاصة؛ التي قد تحسسهم ببعض النقص، إلى التربية الدامجة؛ التي تراعي حاجياتهم، وتعمل على إدماجهم بشكل فعال في مختلف ميادين الحياة، كما تحدث عن تاريخ هذه الجمعية واسهاماتها الكبيرة في رعاية وإدماج فئة المعاقين.

وختمت الجلسة العلمية الثانية بمداخلة للأستاذ بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بطنجةعبد العزيز اشبابو، وعنوان مداخلته هو: " التربية الدامجة بين الواقع والمأمول"، ركز فيها على توضيح الواقع الحالي للتربية الدامجة، مع يعانيه من إشكالات، وما يلاقيه من صعوبات، ثم بين ما هو المأمول الذي يترجى حصوله، لتحقق التربية الدامجة الحقة؛.

أما الجلسة الختامية، فقد أدارها، الأستاذ بكلية أصول الدين الأمين أقريوار، وتضمنت هذه الجلسة كلمة بإسم عميد الكلية ألقاها بالنيابة الأستاذ محمد زين العابدين الحسيني، نوه فيها بجهود المنظمين، والمشاركين، والحاضرين، وأبدى إعجابه الشديد بمحاور هذه الندوة وأهم الإشكالات التي تم التطرق اليها، وأعرب عن رغبته في أن تكون هذه الندوة بداية لندوات علمية أخرى. ثم تلتهاكلمة باسم اللجنة المنظمة ألقاها الأستاذ: عبد الغني يحياوي، بعد ذلك تمت قراءة المقترحات والتوصيات من قبل الأستاذ بكلية أصول الدين الدكتور محمد علا، هذه التوصيات التي ركزت على ضرورة تضافر الجهود من قبل الجامعة والمجتمع لرعاية وإدماج فئة ذوي الإعاقة، كما تضمنت التوصيات مجموعة من الحلول والمقترحات لتحسين وضعية هذه الفئة.

10c15440-6c41-45d5-a26d-6a47dc80949e
10c15440-6c41-45d5-a26d-6a47dc80949e
65d27c21-de8e-4e8f-801f-27b1de1f55aa
65d27c21-de8e-4e8f-801f-27b1de1f55aa
65594fc3-5e74-4e15-8852-53df67a080e0
65594fc3-5e74-4e15-8852-53df67a080e0
9569920d-34a9-4d51-97d3-db155fb6f7c5
9569920d-34a9-4d51-97d3-db155fb6f7c5
bfc72a53-0a89-4113-8aea-30cc7ca1e3fd
bfc72a53-0a89-4113-8aea-30cc7ca1e3fd