رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد عبدالرازق أبوالعلا: تمكين المثقف لطرح رؤاه لتفعيل العمل الثقافى

أحمد عبد الرازق أبو
أحمد عبد الرازق أبو العلا

قال الناقد الكاتب أحمد عبدالرازق أبوالعلا، إن تمكين المثقف من طرح رؤاه، ومناقشة ما يطرحه إجراء مهم لتفعيل العمل الثقافي.

 

وأضاف “أبو العلا” في تصريحات لـ “الدستور”: قبل أن نطرح السؤال المُتعلق بكيفية تفعيل العمل الثقافي لتحقيق التنمية بكل روافدها، لابد أن نحدد أولا مفهوم الثقافة – بشكل عام ـ وأقرر هنا انحيازي لمفهوم الثقافة الذي حدده إدوارد تايلور، عالم الأنثروبولوجيا البريطاني من “أنها ذلك الكل المُركب المُعقد الذي يشمل المعرفة والمعتقدات والفن والأخلاق والأعراف والتقاليد والعادات وجميع القدرات الأخرى التي يستطيع الإنسان أن يكتسبها بوصفه عضوا في المجتمع”.

 

وتابع: “لأن الثقافة - في نهاية الأمر - مكتسبة، فلذلك يكون من الأهمية العمل على إتاحة المناخ الصالح لنموها وتطورها والعمل على تفعيلها بالوسائل والطرق التي تساعد على اكتساب مهارات وخبرات جديدة لدى الناس، تُنمي البُعد الإنساني فيهم أولا، وترقي بالذوق العام ثانيا، وتحافظ على المكتسبات التي تحققت في أزمنة ماضية قديمة وحديثة ثالثا، فلا ينبغي التفريط في أي منجز حقيقي تم علي أرض الواقع”.

 

واستكل “أبوالعلا”: “ولكي يتحقق هذا تطفو على السطح إشكالية التنمية الثقافية بين الفعل المُنظم والعشوائي، والتنظيم يعني وجود استراتيجية واضحة المعالم، تحدد الآليات التي بها نستطيع القيام بتلك المهمة، وتحديد الأهداف للعمل على تحقيقها، ومن ضمن تلك الآليات : ضرورة الانحياز لحرية التعبير، والتخفيف من ربقة الرقابة على الإبداع والفنون، لأنهما لن يتطورا بشكل حقيقي في ظل إتباع سياسة المنع، التي تعوق فعل التطوير والحركة، مع الالتزام بمعايير الحفاظ على منظومة القيم النبيلة، وعدم إزاحتها بزعم الحرية، وهذا التوجه لا يتعارض مع فكرة الحرية بمفهومها الإيجابي، هذا فضلا عن تطوير الأداء الإعلامي، ليكون قريبا من الناس ومُعبرا عنهم، ومحتضنا لقضاياهم ومشاكلهم ومُبتعدا عن التافه والساذج والمتدني”.

 

وتابع: “فضلا عن الانحياز، وتشجيع كل من يقدم ابتكارا في مجاله سواء العلمي منه أو الفني أو الأدبي ـ انتصارا لمعايير العدالة، ورفضا لثقافة المجاملة، والانحياز لمن ينتمون إلى شلة  أو عُصبة أو أصحاب مصلحة أو نفوذ، ولا أعتقد أن تلك المهمة هي مهمة المؤسسات وحدها، لكنها مهمة ومسؤولية المثقفين الذين يقدمون لتلك المؤسسات مقترحاتهم ودراساتهم، ومناقشاتهم للقضايا التي يتم بها تفعيل العمل الثقافي علي كل المستويات، وأعني هنا بالمؤسسات ( الثقافية - التعليمية - الدينية- الشبابية - الإعلامية ) وفي ظل تلك الرؤية لا ينبغي إهمال أو إهالة التراب - كما يحدث - على المقترحات والرؤى التي يقدمها المثقفون، ويطرحونها أمام المسئولين الذين يتغاضون عنها عن عمد، ولا يهتمون بمحتواها لأسباب ينبغي التخلص منها، ومن بينها الإيمان بما هو قائم وعدم الرغبة في تطوير الأداء بسبب ضعف الكوادر وانشغالها بأمورها الشخصية  ومكاسبها، بعيدا عن فكرة الصالح العام . ولي تجربة في ذلك حين حاولت وما زلت أحاول وضع تصورات للنهوض بمسرحنا المصري، ورفع تلك التصورات إلى المسئولين، وعلي رأسهم وزير الثقافة الحالي، ولم يهتم أحد وعدم الاهتمام هذا يُعد مظهرا من ضمن المظاهر  التي تعوق فكرة التطوير”.

 

وأكد على أهمية الانحياز إلى فكرة تمكين المثقف من طرح رؤاه، ومناقشة ما يطرحه، طالما أنه يصب في الصالح العام - بعيدا عن المصالح الشخصية - لصالح الاقتراح، وتلك مسألة مُهمة للغاية لو أردنا بالفعل تحقيق مفهوم التنمية الثقافية، والعدالة الثقافية بشكل حقيقي وعملي بعيدا عن الشعارات التي لا تنتج أثرا.