رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جهود مصر الإفريقية.. لإعادة الإعمار والتنمية

بمناسبة إطلاق النسخة الثانية من «أسبوع الاتحاد الإفريقى لإعادة الإعمار والتنمية فيما بعد الصراعات»، جدّدت مصر تأكيدها على استمرارها فى بذل كل الجهود الرامية لدعم سبل استدامة السلام وترسيخ الاستقرار فى دول القارة السمراء، ودعت مفوضية الاتحاد إلى سرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل عمل «مركز الاتحاد الإفريقى لإعادة الإعمار والتنمية»، الذى تستضيفه القاهرة، ليتمكن من القيام بالدور المنوط به.

فى الذكرى الخامسة عشرة لاعتماد رؤساء دول وحكومات القارة «إطار سياسة الاتحاد الإفريقى لإعادة الإعمار والتنمية فى مرحلة ما بعد الصراعات»، بالعاصمة الجامبية، بانجول، أقيمت النسخة الأولى من هذا الأسبوع، السنة الماضية، لتقييم ومراجعة وإعادة توجيه وتعزيز العمل الجماعى بين الاتحاد الإفريقى والشركاء الدوليين المعنيين، لإعادة بناء وتنمية المجتمعات الخارجة من الصراعات، ومعالجة التحديات والتهديدات التى تواجهها تلك المجتمعات عبر تحليل أدوار الجهات الحكومية وغير الحكومية الفاعلة فى بناء السلام.

النسخة الثانية من الأسبوع تحمل عنوان «نحو إبراز ملف إعادة الإعمار والتنمية فى إفريقيا: زيادة التوعية واستدامة السلام». ورأى الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى كلمته أمس الأول، الإثنين، أن هذا العنوان يسلط الضوء على مدى الاهتمام الذى نوليه جميعًا لهذا الملف المهم، لافتًا إلى أن هذه النسخة تأتى تزامنًا مع تزايد التحديات والأزمات على المستويين الإقليمى والدولى، ما يبرز أهمية تعزيز جهودنا المشتركة، لتنفيذ محاور سياسة إعادة الإعمار والتنمية فى الدول التى شهدت صراعات، عبر دعم المؤسسات الوطنية، وتعزيز قواعد وأسس الحكم الرشيد، وتنمية سبل استدامة السلام، بما يحول دون الانزلاق فى دائرة الصراعات. 

أولويات الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقى، خلال سنة ٢٠١٩، تركزت فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومد جسور التواصل الثقافى والحضارى بين الشعوب الإفريقية، وتحقيق التكامل الاقتصادى والاندماج الإقليمى، و... و... ودعم جهود الاتحاد فى منع الصراعات والوقاية منها والوساطة فى إنهائها، وتعزيز الآليات الإفريقية لإعادة الإعمار والتنمية فى مرحلة ما بعد الصراعات.

فى هذا السياق، وإيمانًا من مصر بأهمية هذا الملف لدول قارتنا الإفريقية ومحوريته فى تعزيز وحماية أمن واستقرار مواطنيها، وبصفته رائدًا لملف إعادة الإعمار والتنمية بالقارة السمراء، أكد الرئيس السيسى أنه يولى أهمية خاصة للجهود المبذولة فى هذا الصدد، بما فى ذلك استضافة مصر لـ«مركز الاتحاد الإفريقى لإعادة الإعمار والتنمية»، باعتباره إحدى الأدوات الرئيسية فى إطار بنية السلم والأمن الإفريقية، واتصالًا بالدور المهم المنتظر لهذا المركز فى دعم سبل التنمية بدول القارة، وتطوير أدواتها التنفيذية.

فكرة إنشاء المركز، الذى يهدف إلى تعزيز التحول الهيكلى ومنع تجدد الصراعات، اقترحتها مصر، ورحب بها البيان الختامى لقمة الاتحاد الإفريقى، الصادر فى ٣١ يناير ٢٠٢١، وطالب المفوضية الإفريقية، بالتعاون مع مصر، بدراسة أهدافه وهيكله ومكان إقامته، وفى ٣٠ ديسمبر الماضى تم الإعلان عن إطلاق المركز، رسميًا، فى القاهرة، كوكالة فنية متخصصة تابعة للاتحاد الإفريقى. 

تأسيسًا على ذلك، أعرب الرئيس السيسى، فى كلمته عن تطلع مصر لقيام مفوضية الاتحاد الإفريقى بالإسراع نحو اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتفعيل عمل هذا المركز، واعتماد هيكله الوظيفى، ليتسنى له القيام بالدور المنوط به، فى ظل التحديات التى تموج بها قارتنا، والتى تستلزم التعامل معها دون إبطاء، ليتزامن مع الجهد الموازى والمهم لمراجعة سياسة الاتحاد الإفريقى لإعادة الإعمار والتنمية وتطوير أدواتها التنفيذية.

.. وأخيرًا، ننتظر أن يتم تفعيل عمل هذا المركز، الذى سيكون، بكل تأكيد، أداة فعالة فى مساعدة الدول الخارجة من الصراعات على وضع تصورات وطنية لمسارات التنمية وإعادة الإعمار. كما نتمنى أن تتم الاستجابة للدعوة التى وجهها الرئيس السيسى لأشقائه رؤساء دول وحكومات القارة، بتضمين المحاور الخاصة بسياسة إعادة الإعمار والتنمية فى خططهم الاقتصادية، اتساقًا مع شعار وأهداف أجندة ٢٠٦٣: قارة إفريقية متكاملة ومزدهرة، يسودها السلام، يمسك مواطنوها بزمام قيادتها، وتمثل قوة مؤثرة فى الساحة الدولية.