رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

افتتاح معرض حواديت الأحجار الكريمة للفنانة نجوى المهدى (صور)

افتتاح معرض حواديت
افتتاح معرض حواديت الأحجار الكريمة

افتتح مساء أمس  الدكتور خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية، معرض الفنانة نجوى مهدي بعنوان "حواديت الأحجار الكريمة والفضة"، وذلك  بقاعة راغب عياد، بمركز الجزيرة للفنون بالزمالك، ويستمر حتى 30 نوفمبر الجاري، وبرعاية الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة.

وتعد الفنانة نجوى مهدي من الفنانين المتميزين في الحلي وتتسم أعمالها بالتميز والتنوع في تصميماتها، كما أن مشغولاتها التي تمزج بين الفضة والأحجار الكريمة، التي تعكس وعيًا وخيالًا خصبًا قادرًا على توظيف ما بين العنصرين، من تناغم للخروج بصياغات عصرية حديثة، مع الأصاله والعراقة. 

 وقالت الفنانة نجوى المهدي: "يكمن الجمال في اختلاف الطبيعة والبشر والحجر والأشكال والألوان والظلال والأضواء، تبهرني الأحجار كما هي قبل أن تلمسها يد بشر، فتستمع لي واستمع لها، وتلمسني وأضيف لها لمساتي في بعض الأحجار شفاء وفي جميع الأحجار طاقة كامنة.

ولفتت المهدي إلى أن "تصميماتي وصياغاتي للحليّ هي محاولات مستمرة للتعبير عن شغف وحب لا ينتهيان لتلك الأحجار".

وأوضحت المهدي أما عن "اللجين" كلمة عربية أصيلة لها سحر وموسيقى خاصة، واللجين تعني الفضّة السائلة التي هي في نظري موسيقى مرئية تتغني برقة ووجد حول الأحجار في تصميماتي للحليّ، ينساب اللجين حول الحجر ليظهر خصائصه وجمالياته تارة بالتناغم وتارة أخرى بالتضاد، فتظهر مادّة الحجر ويتأكد شكله ويباهي ملمسه.

وأكدت المهدي على أن "لكل حجر موطن جغرافي ومكانة خاصة في الذاكرة الجمعية لمجتمعات بعينها، ولكل حجر مكانة خاصة لطبيعته ولونه وملمسه والطاقة الكامنة فيه وقدراته الاستشفائية، فتعبّر بعض الأحجار عن ثقافات شعوب وتعبّر أحجار أخرى عن ثقافات شعوب أخرى".

وختمت المهدي: "أرى صياغة الأحجار المستخلصة من أماكن جغرافية مختلفة والتي تعبّر عن ثقافات دول مختلفة ضمن قطعة حليّ واحدة تعبيرًا بصريًا عن السلام والتناغم بين الشعوب رغم اختلاف أعراقها وثقافاتها".

 

من جانبها، تقول الفنانة التشكيلية  إيمان خطاب: "تأتى قيمة الأحجار الكريمة والمعادن النفيسة  في أنها جزء من حياة أخرى، أو ربما خلاصة حياة أخرى هي ليست أشياء جامدة أو مواد صلبة متحدية الزمن فقط، بل أنها تمتلك روحًا و حياة كامنة بداخلها عبر سنوات طويلة وتفاعلات مركبة مع كل عناصر الطبيعة ومظاهرها من تربة وشمس و برودة وضغط وهواء  و بقايا كائنات حية أيضًا".

وأضافت: "ولذلك فهي تحمل طاقة روحية بداخلها وحولها، فإن لكل منها شخصيته وسماته ومتطلباته أيضًا كأي كائن حي، وكأي كائن حي من معدن أصيل وثمين، ينشد الاهتمام والرعاية و ينتظر من ينفض عنه غبار الزمن، ويرى فيه صفات وجماليات مختبئة وراء عشوائيته وانطفاءه، لتمتد يد فنان أو راهب أو قديس لتمنحه الحياة من جديد، و تلمع خصاله الفريدة و تنجلى ألوانه وتتشكل كتلته كإعادة خلق وأحياء بعد حذف وإضافة عناصر ثمينة أخرى،  ليصبح هذا الذي كان مدفونًا في التراب عملًا فنيًا رائعًا براقًا، يزهو بنفسه وبصانعه، ويتنفس من جديد من خلال جماليات التكوين وطاقته الكامنة، مضافًا إليها طاقة الفنان الخلاقة".

وتابعت: "قدم المعرض أعمالًا فنية ترقى إلى الأعمال النحتية التجريدية باستخدام الفضة و الأحجار الكريمة بألوانها الطبيعية، وباستخدام تشكيلاتها الطبيعية أيضًا، بل وتشكيل الفضة بأشكال غير منتظمة وغير معهودة أيضًا، لتخرج الأعمال مزيجًا ما بين الفنون البدائية التي تميزها التلقائية والوحشية وفنون الحداثة التجريدية ، ولكنها هنا تبدو تلقائية موزونة جيدًا بعين فنانة حقيقية مرهفة الحسن الفني والخبرة التشكيلية، وليست المهنية والوظيفة الجمالية فقط .. هي كما تقول هي بنفسها أن كل قطعة هي التي تتكلم وتعبر عن نفسها بين يدي.. وهي التي توحي إلى وتفصح عن أسرارها بين يدي.. لتهمس بالتكوين الذي أحاول جاهدة أن أتوصل إليه لتقديمها في أفضل نتيجة بحيث تكون عمل فني متكامل.

وهكذا تكمن قيمة الأعمال في أن كل قطعة لها شخصية متفردة فنيًا.. وليست مجرد أداة للزينة أو متوقفة على القيمة المادية للمعدن أو الحجر".