الفراعنة في كأس العالم «26».. حسام وإبراهيم حسن أشهر توأم في تاريخ الرياضة المصرية
شارك منتخب مصر في نهائيات كأس العالم ثلاث مرات أعوام (1934 و1990 و2018) وخلال هذه المشاركات تألق عدد من النجوم، وتلقي «الدستور» الضوء عليهم من خلال سلسلة حلقات الفراعنة في كأس العالم.
الحلقة السادسة والعشرين..حسام وإبراهيم يتألقان في مونديال 1990
في العاشر من أغسطس عام 1966 وفي حلوان ولد حسام وإبراهيم حسن أشهر توأم في تاريخ الرياضة المصرية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص حيث شكل التوأم على مدار تاريخهما الطويل في الملاعب ثنائيا خطيرا وحققا عديد من البطولات للأندية التي لعبا لها.
بدأ التوأم ممارسة لعبة كرة القدم في الشارع مثلهما مثل كثيرين من مشاهير اللعبة في مصر والعالم ولأنهما يمتلكان الموهبة والإرادة سرعان ما بزغ نجمهما وذاع صيتهما منذ الصغر وبعد فترة ليست طويلة انضما إلى ناشئي الأهلي ليبدآ رحلة نجاح لم يسبقهما إليها أحد من اللاعبين في تاريخ الكرة المصرية.
البداية مع الأهلي
مسيرة التوأم مع الأهلي بدأت عام 1985 عندما تم تصعيدهما للفريق الأول ونجحا بسرعة في إثبات وجودهما ونالا ثقة وتشجيع الجهاز الفني ومجلس إدارة النادي الذي قرر استمرارهما في اللعب مع الفريق الأول واستمر التوأم في الأهلي حتى عام 1990 وهو العام الذي وصل فيه منتخب مصر لكأس العالم في إيطاليا بعد الفوز على الجزائر في مباراة تاريخية شهدت تألقا غير عادي للتوأم خاصة حسام حسن الذي سيظل الهدف الذي سجله في محفور في تاريخ وذاكرة جميع المصريين لأنه الهدف الذي أعاد منتخب مصر لكأس العالم بعد غياب 56 عاما وفي المباريات التي خاضها منتخب مصر في كأس العالم أمام هولندا وأيرلندا وإنجلترا تألق حسام وإبراهيم حسن لتنهال عليهما عروض الاحتراف مع نهاية البطولة وانتقلا لنادي باوك اليوناني ولعبا 19 مباراة مع الفريق وسجل حسام 5 أهداف وفي نهاية موسم 1991/1992 انتقل التوأم إلى نادي نيوشاتل السويسري ولعبا 11 مباراة سجل حسام خلالها 7 أهداف وبعد نهاية عقديهما وفي عام 1992 عاد التوأم إلى الأهلي ولعبا فيه حتى عام 1999 وفي هذا العام انتقلا إلى نادي العين الإماراتي ولعبا معه 5 مباريات وسجل حسام 3 أهداف.
رغم كثرة البطولات التي حققها التوأم في الفترة من 1985 وحتى 1999 إلا أن بطولة الأمم الأفريقية التي حققها منتخب مصر عام 1998 وشارك فيها حسام حسن تظل هي البطولة الأهم في تاريخ التوأم رغم عدم مشاركة إبراهيم في هذه البطولة نظرا لكثرة الانتقادات التي وجهت للمدير الفني للمنتخب محمود الجوهري على ضمه لحسام حسن رغم تراجع مستواه مع الأهلي لكن حسام استطاع أن يرد على جميع المشككين وحصل على لقبي الهداف وأحسن لاعب واختير بعد انتهاء البطولة ضمن تشكيل منتخب أفريقيا.
بعد بطولة إفريقيا عام 1998 عاد التوأم ليواصلا رحلة نجاحهما مع الأهلي إلا أن الصدام بينهما وبين ثابت البطل مدير الكرة في الأهلي عجل برحيلهما عن النادي ولم يصدق وقتها الجميع أن حسام وإبراهيم اللذين قضيا عمرهما كله تقريبا بين جدران النادي الأهلي ممكن أن يغادراه بهذه البساطة.
صفقة القرن للزمالك
بإصرارهما المعهود قرر التوأم استكمال مشوارهما الكروي خارج الأهلي وفي عام 2000 انتقلا إلى الزمالك في صفقة لم يتوقع أحد أن تحدث ولعب التوأم في الزمالك 4 مواسم حتى عام 2004 ساهما خلالها في الفوز بالدوري ثلاث مرات أعوام 2001 و 2002 و2004 وكأس مصر عام 2002 ودوري أبطال أفريقيا 2002 والسوبر الأفريقي عام 2003 والسوبر المصري مرتين والسوبر المصري السعودي مرة واحدة وبطولة الأندية العربية لأبطال الدوري.
في عام 2004 انتهت علاقة التوأم بنادي الزمالك وانتقلا إلى النادي المصري البورسعيدي ثم الترسانة وبعد أن قرر التوأم إنهاء مشوارهما الكروي فجر الراحل سيد متولي رئيس النادي المصري مفاجأة من العيار الثقيل عندما أعلن عن التعاقد معهما ليتوليا مسؤولية تدريب فريق المصري وقبل حسام وإبراهيم التحدي وتمكنا خلال فترة قصيرة من إنقاذ المصري من شبح الهبوط بعد أن كان الفريق يحتل مركزا متأخرا في الجدول لكن غيرة حسام وإبراهيم وعصبيتهما الزائدة كانت سببا في الإطاحة بهما من تدريب المصري بعد أن اشتبك إبراهيم حسن مع حكم مباراة فريقه مع اتحاد البليدة الجزائري في مشهد مؤسف شاهده الملايين على الهواء مباشرة الأمر الذي جعل إدارة المصري تضطر لإنهاء التعاقد معهما وأصدر اتحاد شمال أفريقيا قرارا بإيقاف إبراهيم حسن عن التدريب لمدة 6 سنوات.
بعد إنهاء النادي المصري التعاقد مع التوأم قاما بتدريب نادي المصرية للاتصالات الصاعد حديثا للدوري وقاد حسام حسن الفريق بدون إبراهيم حسن الذي كان ينفذ عقوبة الإيقاف ورغم المجهود الذي بذله حسام مع الاتصالات إلا أن الفريق هبط إلى دوري القسم الثاني كما تولى حسام وإبراهيم حسن تدريب الزمالك والإسماعيلي والمقاصة ومنتخب الأردن وبيراميدز والاتحاد السكندري .
حسام والأرقام القياسية
في حياة حسام وإبراهيم محطات لا تنسى حيث حصل حسام حسن على لقب عميد لاعبي العالم عام 2001 ومنحه الاتحاد الدولي لقب أفضل لاعب في تاريخ أفريقيا بعد فوزه ببطولة الأمم الإفريقية أعوام 1986 و1998 و2006 وكان أكبر لاعب يسجل في تاريخ الأمم الإفريقية بعد تسجيله هدفا في الكونغو عام 2006 وكان قد تخطى عامه الـ39 بـ5 أشهر.
كما يمتلك حسام أيضا إنجازا تاريخيا كونه الهداف التاريخي لمنتخب مصر برصيد 83 هدفا وعلى المستوى العربي فاز بكأس العرب عام 1992 بسورية بهدفه التاريخي في مرمى السعودية في نهائي المونديال العربي.
حسام أيضا هو اللاعب الوحيد داخل القارة السمراء الذي سجل 4 أهداف مع فريقه في بطولة أوروبية عندما كان يرتدي قميص نيوشاتل السويسري عام 1991 وقد سجل أهدافه الأربعة في مرمى فريق سلتيك الأسكتلندي في بطولة كأس الاتحاد الأوروبي.
ويعتبر حسام اللاعب الوحيد الذي استطاع أن يحرز لقب الدوري بقارتي أفريقيا وآسيا في القرن العشرين ففعلها مع الأهلي مرات عديدة ومع العين الإماراتي موسم 1999/2000.
وعلى المستوى المحلي يعتبر حسام حسن أفضل ثاني هداف في تاريخ مسابقة الدوري برصيد 166 هدفا بفارق 10 أهداف عن حسن الشاذلي صاحب الرقم القياسي في عدد الأهداف.
ومن إنجازاته الشرفية أيضا حصوله على لقب رابع أفضل لاعب أفريقي عام 1998 وتم اختياره ضمن قائمة أفضل 100 لاعب في تاريخ الكرة العالمية بجوار الأساطير مارادونا وبيليه ويوهان كرويف وزين الدين زيدان.
