رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سعيد الكفراوي: هذه حكاية الخالة «خضرة» التي أرضعتني.. ومن هنا كانت الحكمة

سعيد الكفراوي
سعيد الكفراوي

تحل اليوم ذكرى رحيل القاص الكبير سعيد الكفراوي، حيث رحل في مثل هذا اليوم من عام 2020، وكانت “الدستور” قد أجرت حوارًا لم ينشر مع الكفراوي، وفي هذا التقرير ننشر جزءًا من الحوار..

عن كتابه حكايات عن ناس طيبين يقول سعيد الكفراوي: "أحببت هذا الكتاب جدا، كان عن ناس اقتربت منهم، وعشت بينهم، "نجيب محفوظ ويحىي حقى ومحمد عفيفي ومحمد بنيس" والبعض من أهل السكك من ناس هذا الوطن.

ويضيف سعيد الكفراوي: "كان كتاب عن الذاكرة، هذا الكائن الغريب الذى وقف الناس أمامه حائرين، وعجزوا تماما عن فض سره، احتشد الكتاب وامتد معه زمن الطفولة حتى وصل به الحال إلى زمن الكهولة والزمن فى الكتاب طبقات من وعي ومحبة لأشخاص ظلوا بالرغم من رحيلهم ماثلين في وعيي. يبدو لك الكتاب أنه كتاب للحكايات. كما تعرف أنا أحب قص القصص، وكنت أسعى لكتابة من لحم ودم، كتابة تشعر تجسيد مشاعر ابن آدم، وإحساسه المحنى بالزمن. تجدهم كلهم داخل مكان، وللمكان دلالته، وله امتداده، يجسد الذكر ويأتي بالحنين، واجهتنى عند كتابة ( الحكايات ) مشكلة الزمن بالذات، فأنا حاولت أن أستعيد الماضى واستحضره، في الحقيقة الكتاب ليس عن الماضي كما كتبت الدكتورة سيزا قاسم في دراسة عنه، ولكنه عن قدرتنا فى أن نعيش فى كل الأزمنة، وأن نتخلص من نير التاريخ، أن نخلع الأردية المهرئة المتربة التي يكسونا بها الحاضر.

تذكر حكاية الخالة "خضرة" تلك التي كانت تشير ناحيتي وتقول "هذا لبنى يسير على قدمين" كانت أرضعتني حين جف لبن أمي. وتحممني وأنا صغير، ومع الماء تأتي الحكمة : لولا النور ما كان الظلام، والرحمة بين الناس عدل، وتنظر من نافذه الدار قائلة: اياك واللئيم خلف البراقع سم ناقع".