رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سعيد الكفراوي: أنا تكوين الأساطير والحنين يضنيني.. والقصة عندي تشبه النبوءة

صورة تجمع الكاتب
صورة تجمع الكاتب سعيد الكفراوي بالروائي إبراهيم عبد المجيد.

تحل اليوم ذكرى رحيل القاص الكبير سعيد الكفراوي حيث رحل في مثل هذا اليوم من عام 2020، وكانت الدستور قد أجرت حوارًا لم ينشر مع الكفراوي، وفي هذا التقرير ننشر جزءً من الحوار..

يقول سعيد الكفراوي:" أكثر من نصف ما كتبتة عن أطفال . كما تعرف فإن الطفل أب الرجل . وخطوات التكوين الأولى وأمكنتها تبعث على الدهشة . هناك سوف تصحبك جده ، او عمة ، وتلقى بك فى مساحة مسورة بالطين ، وحجرة بالداخل بها نخلة وصفصافة ورجل ضرير يعلمنا القراءة ، تسمع الأصوات النحيلة محملة بالشجن ، والعالم المحيط ينطوى على المخاوف ، تعرفت فى هذا المكان على حروف الهجاء ، واكتشفت من خلال صوت مولانا الضرير أن هذا عيشنا ، وانك لكى تتميز عليك أن تعرف المعنى ودلالة ما يقوله الشيخ . فى ذلك الزمن انفتح وعى على النهر والأجران المفتوحة على الليل . كان لى صاحب ابن مقاول غنى نبهنى الى الاختلاف بين الفقر والغنى، ومن خلال تحديه تعرفت على ان المشقة تغلبها بالكفاح النبيل . وأدركت منذ البواكير أن الحياة تسير بقدر وأن المصريين من الشعوب التى رزحت تحت وطأة هذا القدر . كونتنى الاساطير، والحكايات الأولى التى كنت أسمعها على شاطئ النهر . أندس فى وسطهم مثل جرو وأرى على ضوء النار الموقدة ظل جواد الدار وخالة تضرب على الدف . تذكر قصة زبيدة والوحش ، انها تلك اللحظة التى كونها اول الوعى .

 ويضيف الكاتب والقاص الكبير سعيد الكفراوي، أما عن الحنين فكما تعرف أنهم سألوا جارسيا ماركيز يوما عمن كتب كتبه ؟ فأجاب : كتبها الحنيين . أنا يضنينى حنينى ويلفحنى مثل هواء الخرف فأرى عبره خواتيم الاعمار ، وأشباح من رحلوا ، وأسمع من خلاله صوت الجد ، وصوت اطفال أصبحوا رماد.

وعن القصة القصيرة وسبب كتابته لها دون غيرها يقول الكفراوي:"منذ البداية ، رأيت ان القصة القصيرة هى الشكل الامثل لكتابة تجريتى لتأمل واقع ما أكتب عنه . هى فى آخر المطاف تحقق الشغف بالحقائق القديمة التى ما تزال صالحة لاثارة الدهشة ، والتى تفتح أمام الخيال نافذة لتأمل ما كان، والقصة القصيرة ، ذلك الفن الصعب عند باسكال هو الصمت الابدى للآماد البعيدة التى تجعلة ينتفض، كما تعرفت أنا عشت عمرى فى تلك المنطقة الغامضة لبشر قضيت يمكن كل عمرى معهم ، واعتبرت القصة مثل النبوءة تستدعى الخفى ، والهاش ، وانها بلا بطل ، وانها الشكل القادر للتعبير عن الجماعات المغمورة ، التى كانت جماعات كتاب هذا الشكل تشيكوف وهيمنجواى وجوجول وكافكا، هى قصص كتبت بالضرورة لكشف النقائض والتفاعل بينها للوصول لمعنى، قد يكون العدل، الحرية، وربما المعرفة لمجابهة أهوال الحياة والموت.